معاريف: صمام شرايين

معاريف – آفي أشكنازي – 17/7/2025 صمام شرايين
الاحداث في سوريا ليست مفاجئة بل انها حتى متوقعة جدا. كانت هذه مسألة وقت فقط. الجولاني، كي لا نتشوش، هو ليس زعيما متنورا مثلما حاول عرض نفسه في الأشهر الأخيرة.
في أساسه، من تحت الملابس التنكرية، هو زعيم طاغية، جهادي متعطش للدماء. قبل بضعة اشهر فقط، من بداية شهر اذار بعث برجاله لارتكاب مذبحة بالعلويين في اللاذقية. رجاله قتلوا اكثر من 1700 مواطن- رجال، نساء، شيوخ وأطفال. الالاف أصيبوا وتعرضوا للتنكيل. حقيقة ان العلويين دعمتهم ايران لم تبعث اهتماما زائدا في العالم بالنسبة لافعال الجولاني.
يوم الاثنين من هذا الأسبوع بدأ يبعث رجاله نحو جبل الدروز. تحدث عن فرض الحكم والنظام في المكان. لكن حراس النظام، ظاهرا رجال الجيش في الحاضر، كانوا في ماضيهم غير البعيد رجال داعش، قاطعي رؤوس مدبلسين.
في إسرائيل، كما يبدو، غفوا في الحراسة. الجيش تلقى الاذن بمهاجمة قوات الجولاني فقط عندما كانت في المدخل الى السويداء. الجيش أصاب عشرات الاليات الحربية للجولاني وداعش وقتل ما لا يقل عن 200 نشيط للمنظمة، لكن هذا كان متأخرا جدا.
في هذه الاثناء، نحو 200 نشيط دخلوا الى المدينة وبدأوا يرتكبون فيها أفعال فظيعة بالذبح، بالاغتصاب، بالسلب والنهب وبالتنكيل بالرجال، بالنساء وبالاطفال. مشكلة سلاح الجو هي انه يصعب عليه التمييز من بيم التندرات ذات المدافع والكلاشينات هي الخير ومن هي الشر؛ من هو الدرزي ومن هو الذي ينتمي الى جنود الجولاني.
في الجيش فهموا بانه يجب العمل مثلما في دورة الإسعاف الاولي. عندما يكون نزف لا يسيطر عليه، هناك حاجة لوقف النزف من خلال ممارسة ضغط بشكل غير مباشر، بواسطة صمام شرايين. وعليه فقد ارسل الجيش لقصف اهداف الحكم في دمشق على امل أن يوقف هذا الجولاني.
في قيادة الشمال لم يفهموا تفجر الحدث وتداعياته على الطائفة الدرزية في إسرائيل. كان يتعين على الجيش ان يطلب من شرطة إسرائيل ان تنشر حواجز في كل المحاور المؤدية الى هضبة الجولان، ومنع قوافل الدروز من الوصول الى مجال القرى في شمال الجولان. كان يتعين عليه ان يعلن عن المنطقة القريبة من الجدار كمنطقة عسكرية مغلقة ويحشد هناك قوات من حرس الحدود واليسم الخبيرة في تفريق المظاهرات. الحظ الكبير للجيش هو حقيقة أن قواته توجد في المجال الفاصل وفي واقع الامر توجد دائرة إضافية يمكنها أن تكبح مئات المواطنين قبل ان يصلوا للاحتكاك في الحضر وفي أماكن أخرى.
الحدث في السويداء سينتهي على ما يبدو قريبا، لكن يفترض به أن يشعل في إسرائيل، وقبل كل شيء لدى الإدارة الامريكية، أضواء حمراء. بتعابير عالم الجريمة يبدو ان الجولاني اجرى على الدول الغربية وعلى رأسها للرئيس الأمريكي ترامب نوعا من القبة الخضراء. فقد سمح لإسرائيل وللولايات المتحدة مهاجمة ايران بهدف اضعاف قوتها، وآمن بانه بهذه الخطوة ستتعزز قوتهه. ولم يضيع وقتا، وفي اليوم التالي خرج الى حملة تطهير عرقي في سوريا.
السؤال الكبير هو هل توجد له خطط أيضا تتجاوز جبل الدروز. هذا يلزم إسرائيل الاستيقاظ والاستعداد لجبهة سورية يمكنها ان تكون متفجرة. رأينا هذا في العام 1973 في حرب يوم الغفران ونحن نرى هذا الان أيضا.