ترجمات عبرية

معاريف: سياسة الاغتيالات يمكن أن تكون ناجعة كما في السبعينيات

معاريف 2023-05-23، بقلم: د. موشيه العاد: سياسة الاغتيالات يمكن أن تكون ناجعة كما في السبعينيات

كانت مذبحة 11 رياضياً في الأولمبياد في ميونخ في العام 1972 خطأ فاصلاً في الصراع بين إسرائيل ومنظمات “الإرهاب” الفلسطينية. أدت سلسلة اغتيالات مركزة، بادرت اليها إسرائيل بعد ذلك، والتي كُلف بتنفيذها الجيش و”الموساد”، الى انخفاض كبير سواء في حجم الأعمال “التخريبية” أم في نجاعتها. حرب “يوم الغفران”، التي تطلبت حشد الحشود في ساحات اخرى، والتصفية بالخطأ للنادل الجزائري، احمد بوشيكي، في ليلهامر في النرويج في تموز 1973 أدت الى توقف التصفيات المركزة.

وقعت سلسلة أخرى من التصفيات في عامي 1978 – 1979 حين صفي د. وديع حداد، رجل الجبهة الشعبية الذي كان مسؤولاً عن عدد لا يحصى من عمليات خطف الطائرات وأعمال القتل. وحسب المنشورات، حرص “الموساد” على أن يزوده بالحلوى المستطابة له، الشوكلاتة البلجيكية، التي كانت مسممة، وأدت الى موت حداد بعذابات قاسية. تحدثت وسائل الاعلام في حينه بحماسة عن “نبع الارهاب الذي جف”. في صيف 1979 صُفي زعيم منظمة “الصاعقة” المؤيدة لسورية، زهير محسن، بعد أن كمن له منفذان في شقته في نيس في الريفييرا الفرنسية وصفّياه بعيارات نارية من مسافة صفر. في السنة ذاتها صُفي في بيروت ايضا رئيس “أيلول الاسود”، علي حسن سلامة، بوساطة عبوة شديدة الانفجار غُرست في سيارته التي كانت تقف في محور سفره.
تفكك “أيلول الاسود”. فقد أدت تصفية محسن الى تفكك المنظمة. التصفية الحلوة لـ د. وديع حداد أدت الى انهيار الجناح الذي كان يترأسه. بالتوازي أظهرت معطيات الاستخبارات انخفاضاً شاسعاً في عدد العمليات ضد أهداف استراتيجية في الخارج. في شعبة الاستخبارات وفي “الموساد” ادعوا بأن هذا هو الطريق لمنع “الإرهاب”.

ثمة اسباب اخرى ادت الى ان تصفية منفذي “الارهاب” في سنوات الالفين لم تعد تهز المنظمة. أولاً، باتت المنظمات الفلسطينية متلاصقة أكثر فأكثر في “المناطق”، منجم الفلسطينيين الذين يشعرون بالتزام اكبر لابناء عائلاتهم ورفاقهم. “الإرهابيون” الفلسطينيون ينكبون على إعداد كادر من البدائل، بحيث يعرف كل “مخرب” كبير من سيحل محله اذا ما صُفي. ومثلما دقق في تسمية هذا الرئيس الأسبق، عيزار وايزمان: “المخربون هم مثل ساحة العشب الأخضر، يُقص لكنه ينمو ليكون أكثر اخضراراً”. كما ان الإنترنت، وبخاصة الشبكات الاجتماعية، تساعد على تعزيز العلاقة بين الأجنحة/الفروع المختلفة للمنظمة، ولم تعد تسمح لوسائل الحرب النفسية بأن تتسلل الى المنظمة كما في الماضي. من الواضح أن قيادة التنظيم أيضاً التي يفترض أن تتضرر نتيجة لتصفية المسؤولين، تمر بالحد الأدنى من التشويش.

ورغم ذلك فان تصفية “مخرب” كبير هي جباية ثمن باهظ يمس بمعنويات أعضاء المنظمة. لو كان هؤلاء “المخربون” يعرفون بأن زمنهم محدود كساعة الرمل وعليهم أن يختبئوا حتى نهاية حياتهم في الأقبية والخنادق، حين تصبح القدرة على تلمس نور النهار مهمة متعذرة، يكون هناك احتمال أفضل للتغيير.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى