ترجمات عبرية

معاريف: سنة على سورية الجديدة

معاريف – ميخائيل هراري – 21/12/2025 سنة على سوريا الجديدة

وتيرة التطورات في المنطقة تبعث على الدوار. سنة منذ انهيار نظام الأسد وقيام حكم احمد الشرع في سوريا، يمكن القول، كقاعدة، فان هذه قصة نجاح مبهرة على مستوى العلاقات الخارجية، مقابل صورة اكثر تعقيدا بكثير في الساحة الداخلية.

العناق الإقليمي والدولي للحكم الجديد في سوريا كان سريعا جدا وهو ينبع من عاملين أساسيين: الأول، المقت الدولي لنظام الأسد. من هنا الاستعداد للتمسك فورا بالقدرة الكامنة التي يمثلها البديل، على عيوبه. العامل الثاني يرتبط بالسياسة البراغماتية التي تبناها الشرع من يومه الأول في القصر الرئاسي. فقد ساعدت هذه السياسة في تهدئة علامات الاستفهام والمخاوف الكثيرة في نظرنا. ثلاثة لاعبين ادوا دورا مركزيا في إعطاء الشرعية للشرع: ولي العهد السعودي، رئيس تركيا وبالطبع رئيس الولايات المتحدة الذي استضاف زعيم سوريا في البيت الأبيض، لأول مرة في تاريخ علاقات الدولتين.

 ان سلوك الشرع تجاه لاعبين اثنين هما إسرائيل وروسيا يجسد جيدا البراغماتية الحكيمة التي اتخذها. حيال إسرائيل دخل على الفور الى مفاوضات غايتها إعادة إسرائيل الى اتفاقات فصل القوات في 1974. حيال روسيا وان كان لم ينسى التأييد طول السنين لنظام الأسد، الا انه سافر الى موسكو ونجح في أن يقيم، كما يبدو، منظومة علاقات مناسبة بما في ذلك إبقاء التواجد العسكري الروسي في القواعد في غربي الدولة. يعرف الشرع جيدا ضعفه ويغطي عليه بالمرونة وحتى بالتباكي. وبهذا ينجح في تشويش خلفيته الإسلامية الراديكالية. ساحة أخرى، مشوقة وهامة، هي العلاقات مع لبنان. بخلاف كل الأنظمة التي حكمت سوريا منذ تلقت الاستقلال، يوضح الشرع ان في نيته إقامة منظومة علاقات متساوية، تعترف بسيادة واستقلال لبنان. 

في الساحة الداخلية الامر مختلف. صحيح ان الحاكم السوري اقام بسرعة جديرة بالإشارة مؤسسات حكم تقوم على أساس الهيكل السلطوي الذي استخدمه في سنوات ادلب، بل وتبنى بسرعة صيغة جديدة من الدستور للدولة. لكن مسيرة إعادة توحيد سوريا تحت حكم مركزي لا تزال في بدايتها. المواجهات القاسية مع الأقليات العلوية في غربي الدولة ومع الدروز في جنوبها أوضحت بان الحديث يدور عن طريق متعثر. وذلك إضافة الى التحدي الكردي في شمال سوريا، الذي له زاوية تركية استراتيجية. فضلا عن ذلك فان مسيرة ترميم الدولة منوطة جدا بإزالة العقوبات الامريكية على امل أن يفي الرئيس ترامب بكلمته وينفذ هذا حتى نهاية السنة.

 التحدي السوري المركزي في 2026 يوجد في الساحة الداخلية ويرتبط بمدى نجاح الشرع في تحقيق توافقات مع الأقليات المختلفة مع التشديد على الاكراد. السؤال المركزي في هذا الشأن هو هل ينجح الشرع في إيجاد الصيغة العجيبة التي تجسر بين رغبة الاكراد في الحفاظ على حكم ذاتي وبين انخراطهم في مؤسسات الحكم، بما في ذلك الجيش.

إسرائيل ملزمة بان تصحو بسرعة وتتبنى تفكيرا جغرافيا سياسيا مرتبا يترجم تفوقها العسكري الى تفاهمات سياسية مع سوريا. الوصول الى اتفاق امني، الذي تم التوافق على خطوطه الرئيسة، يخدمها. حذار على إسرائيل أن تتخذ صورة من يسعى لابقاء حالة الفوضى في سوريا وبذلك تصطدم مع “طالبي صالح” الحكم الجديد في دمشق.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى