ترجمات عبرية

معاريف: رفـع الـعـلـم الأبـيـض؟ لـيـس بـعـد

معاريف 2023-11-10، بقلم: تل ليف رامرفـع الـعـلـم الأبـيـض؟ لـيـس بـعـد

مما يجري في حي الشيخ عجلين في جنوب غربي مدينة غزة يمكن أن نفهم عمق ما يجري الآن في القتال داخل القطاع.

في هذا الحي، الذي يوجد بجوار حي الرمال، الذي يعد الحي الفاخر في قطاع غزة، تعمل قوات مدرعات، مشاة وهندسة.

ظاهرا، موقع مديني بكل معنى الكلمة، مع محال وعلامات تجارية مثل رولكس، بقايا محال ملابس، وأبراج من 15 – 20 طابقا.

هنا أيضا، مثلما في الرمال وفي معظم أحياء مدينة غزة، الدمار هائل. من يوجد هناك الآن، يروي أنه لا يكاد يكون هناك مبنى لم يتضرر في القتال.

في هذا الحي، مثلما في حي الرمال المجاور وتل الهوى، الذي يحاذي من الشمال الشيخ عجلين، بات واضحا أنه إذا ما وعندما تنتهي الحرب لن يكون للسكان الغزيين حقا مكان يعودون إليه.

هكذا أيضا في أحياء عديدة في ضواحي المدينة، في وسط وفي شمال القطاع.

دمار البنى التحتية، الطرق والمنازل، يجسد بالشكل الأوضح أن الحرب هذه المرة مختلفة تماما.

يحيى السنوار جر غزة إلى مصيبة حقيقية، وصحيح حتى الآن يبدو أنه لا يعتزم التوقف.

يثبت الجيش الإسرائيلي تواجده في مدينة غزة، يقضم في خط الشاطئ، على مسافة قريبة جداً من مرسى الصيد الكبير والمركزي للقطاع.

رمز ظاهر آخر لمدينة كانت ذات مرة هنا ولن تبدو أبدا كما كانت.

في المناطق المدينية المكتظة، تقدم قوات المدرعات والمشاة، مع غطاء دائم بالنار وطائرات في الجو، بطيء وآمن. بضع مئات الأمتار في كل يوم، بينما في محيطهم مبانٍ عالية وتلك التي لم تعد.

أمس (أول من أمس)، حين كان اشتباه بأنه يوجد في مطعم كان على شاطئ البحر مخربون، دمرت جرافة المطعم، ومن فوهة نفق حاول مخربون الهجوم نحو القوات. فصفوا. في حادثة أخرى لوحظت فيها حوامة، نجحت القوات بوسائل مختلفة في معرفة أن من يطيرها يوجد في أحد الطوابق الدنيا من مبنى من 15 طابقا. مُسيرة استدعيت إلى المكان أطلقت صاروخا نحو نافذة الشقة التي كان فيها المخرب، بالضبط حين أخرج يده كي يستعيد الحوامة.

في الجيش الإسرائيلي يحذرون جدا من الإشارة إلى أن حماس قريبة من الانكسار في مدينة غزة.

هذه ليست النقطة بعد، تقول مصادر عسكرية، رغم أن الجيش آخذ في تثبيت سيطرته في مزيد ومزيد من المناطق في داخل المدينة.

بشكل نسبي مع عمق تواجد القوات في الميدان، فإن عدد الاشتباكات أدنى مما قدر في هذه المرحلة، حين اجتازت الفرق عمليا خطوط الدفاع وباتت توجد على مسافة قريبة جداً من مراكز ثقل العدو.

كلما تقدم الجيش الإسرائيلي وكشف فوهات أنفاق، تنكشف صورة المدينة السفلى لحماس من تحت الأرض.

هنا، بقلب مدينة غزة، يوجد القلب النابض للمدينة السفلى. في الميدان يحاولون دفع المخربين للخروج بوسائل مختلفة إلى محيط مريح للجيش الإسرائيلي للعمل أكثر بكثير.

مع ذلك، صورة المعركة التي توصف في الجبهات المختلفة لا تمثل نمطا يقترب من رفع علم أبيض من جانب مخربي حماس الذين يوجدون تحت الأرض.

في الجيش الإسرائيلي يشخصون ميلا يبشر بتغيير ما بسبب الأعمال الكثيفة للجيش الإسرائيلي في داخل المدينة نفسها، بالنسبة للأيام الأولى للقتال، والتي كانت فيها أعمال اجتياح أكثر للمخربين من الأنفاق.

في اليومين الأخيرين، في معظم الاشتباكات، كان اللقاء مع مخربين أفراد يخرجون من فوهات وبشكل عام يصفون من مسافات بعيدة، بوساطة استخدام طائرات أو إطلاق قذيفة دبابة.

يقترب الجيش الإسرائيلي من مفترق قرار في كل ما يتعلق باستمرار القتال في المدينة وفي قطاع غزة كله.

إلى المستشفيات في مدينة غزة – الشفاء، القدس والإندونيسي، التي فيها جميعها يوجد حسب التقدير مخربون من تحت الأرض يمكن للجيش الإسرائيلي أن يتقدم في الأيام القريبة القادمة. لكن إلى جانب الجهد العملياتي، توجد حاجة أيضا لخطوة دولة توفر الشرعية والغلاف اللوجستي.

كما أسلفنا، في الجيش الإسرائيلي لا يتحدثون في هذه المرحلة بتعابير رفع علم أبيض، لكنهم يشخصون فاعلية متزايدة للضغط العسكري، الذي يؤثر على أداء كتائب حماس. صحيح هي لم تنكسر بعد، لكن في الجيش الإسرائيلي راضون من تقدم القوات.

بقدر أقل من أن في القتال يوجد أيضا غير قليل من المصابين بنار من الطرفين، وفي الجيش الإسرائيلي يعملون على استخلاص الدروس وتقليص الأخطاء في الميدان.

33 قتيلاً في الجيش الإسرائيلي منذ بدء القتال هو ثمن أليم لكن التقديرات في الجيش حتى هذه المرحلة كانت أعلى ووتيرة التقدم قدرت كأبطأ مما يجري الآن في الميدان.

علامة الاستفهام الكبيرة كانت ولا تزال الأنفاق. حتى الآن دمرت نحو 130 فوهة، وفي الجيش يعتقدون أنه يوجد لحماس قتلى كثيرون بقوا مدفونين تحت الأرض.

في الجيش يقدرون بأن لديهم خريطة حديثة العهد لمترو حماس، وقوات الهندسة تعمل منذ الآن على تدمير بعض الأنفاق ولا سيما في المناطق التي يقدّر بأنها أنفاق طويلة تربط بين مدينة غزة ووسط وجنوب القطاع بل والضواحي الشمالية ومناطق مثل بيت حانون.

في هذه العملية يسعى الجيش إلى القطع بين شمال وجنوب القطاع وحرمان حماس من قدرة عملياتية لضخ مزيد من القوات للقتال على المدينة، والذي يقترب من مراحله الحاسمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى