معاريف: رؤيا غانتس: ستبكي إسرائيل جيلاً بعد آخر

معاريف 2022-09-07، بقلم: شاي الون *
أما اليوم فنجد أن الأمر الأخير الذي يوجد لدولة إسرائيل هو الرؤيا. فلا توجد رؤيا لأزمة السكن والمواصلات. لا توجد رؤيا بالنسبة للأمن الداخلي، ولا توجد رؤيا بالنسبة لازمة التجنيد وباقي شؤون الدين والدولة. وفي كل ما يتعلق بمناطق “يهودا” و”السامرة” أيضا وصلنا الى نقطة انتهت فيها الرؤيا. لسنا هنا ولسنا هناك. أدى الواقع المركب برئيس الوزراء الأسبق، بنيامين نتنياهو، أيضا ليتخذ في السنوات الماضية سياسة أساسها شطب الموضوع عن جدول الأعمال الدولي. وهذا ما فعله بنجاح عظيم، في ظل ادارة اميركية معادية برئاسة أوباما وأسرة دولية متعاطفة مع الفلسطينيين.
لكن في حر الشرق الاوسط لا يمكن تجميد الامور لزمن طويل. فهمت السلطة الفلسطينية هذا، ووضعت خطة فياض للسيطرة على المناطق ج. يقال في صالح وزير الدفاع، بيني غانتس، إنه هو ايضا فهم بأنه يعيش في المنطقة يهود وعرب، وغض النظر لن يؤدي الى شيء فقرر العمل. وما هي الخطة؟ المرة تلو الأخرى يكرر أنه يختار إدارة هذا الحدث و”تقليص النزاع”، ولكن ماذا يعني هذا في واقع الأمر؟
عملياً، ما يحصل هو أن غانتس يقر بناء فلسطينياً بالتوازي مع بناء إسرائيلي في ظل خلق معادلة خطيرة مهمتها الحرص على رفاههم بقدر موازٍ للحرص الذي يبديه لرفاه المستوطنين. غير أن هذه المعادلة لا توجد أيضا في هدم البناء غير القانوني، الذي يفرض بتشدد على اليهود وليس على الفلسطينيين. عملياً، ما يحصل هو ان الواقع على الأرض يتغير ويتثبت بشكل خطير في ظل المخاطرة على أجيال كل الاستيطان في “يهودا” و”السامرة” وفي دولة إسرائيل كلها.
قد يكون دافع غانتس جديراً بالثناء، لكن الرؤيا التي يسعى ليحققها ينبغي أن تشعل اضواء تحذير وتخوف كبير بأن “اوسلو “صغيراً ينضج بهدوء وتحت الغطاء الصاخب لحملات الانتخابات المتواصلة. شخص آخر، مهما كانت صلاحياته، محظور عليه أن يؤثر بهذا الشكل الدراماتيكي على مستقبل دولة إسرائيل دون تفويض واضح يتلقاه من الشعب الحاضر في صهيون.
في “يهودا” و”السامرة” يعيش الكثيرون في إحساس وكأنه ازيل التهديد عن الاستيطان وانه اصبح حقيقة ناجزة. صحيح أن أرئيل لن تخلى على ما يبدو ولا معاليه أدوميم ايضاً، لكن المهمة لا تزال كبيرة وواسعة، وانطلق السباق على الدرب بدوننا. بدأت السلطة الفلسطينية تعمل بشكل مرتب ونحن نفقد المنطقة كل يوم. رؤيا غانتس لـ “يهودا” و”السامرة” مصيبة وبكاء للأجيال.
*رئيس مجلس مستوطنة بيت ايل.