ترجمات عبرية

معاريف: دعوا نشوة الانتصار واستعدوا للجولة القادمة

معاريف 2022-08-11، بقلم: تسفيكا حايموفيتس 

منظومة الدفاع الجوي بقادتها ورجالها، وعلى رأسهم بطاريات القبة الحديدية، جديرون بكل تقدير. فهم الذين حققوا ويحققون الفرق في النتائج الممتازة، وهم الذين يرفعون الى الحد الأقصى قدرات المنظومة. التكنولوجيا، مهما كانت متقدمة، ليس بوسعها أن تحقق هذه النتائج دون العنصر البشري النوعي. بعد أقوال المديح، يجدر بنا أن نضع أيام القتال لحملة “بزوغ الفجر” في السياق الصحيح، بحجومها، بنجاحاتها وأساساً أمام العدو الذي تصدينا له.

في حالة النشوة التي سادت في الأيام الأخيرة يكمن خطر كبير ومضاعف: من جهة عدم الاكتراث والثقة الزائدة لدى الجمهور الذي في الحدث التالي لن يبدي المسؤولية إياها التي أبداها في أيام الحملة؛ ومن الجهة الأخرى قادة الدولة وقيادات الجيش الذين سيعتقدون ان هكذا ستبدو المعركة التالية – قصيرة، أحادية الجانب، عديمة المفاجآت، محدودة في نطاقها وبلا خسائر وإصابات ذات مغزى (ليتها تكون كذلك).

في تنسيق التوقعات بين الجيش والقيادة السياسية وبين كليهما والجمهور تغير حملة “بزوغ الفجر” نقطة العمل، وأساساً تخلق انحرافاً فظاً للواقع. يدور الحديث عن حملة مركزة، محدودة في نطاقها حيال “الجهاد الاسلامي” في قطاع غزة، وهو تنظيم من عدة آلاف من المسلحين فقط، ذو قدرات صاروخية محدودة. نحو 20 في المئة من الصواريخ التي اطلقت سقطت في اراضي قطاع غزة. هذه الحقيقة هي خليط من عدو مطارد ومضغوط ويطلق بشكل سريع وغير مهني، الى جانب قوة سلاح غير نوعي بما يكفي. كمية الصواريخ بعيدة المدى صغيرة جداً بالقياس الى منظمات “إرهاب” كـ “حماس” و”حزب الله”. وان كنا نتحدث عن اكثر التنظيمات “تطرفاً” فليس لدى “الجهاد الإسلامي” ما يكفي من قوة ووسائل للتحدي المهم لمنظومة الدفاع الجوي، مع التشديد على “القبة الحديدية” والجبهة المدنية الداخلية.

وعليه، فجدير ابتداء من اليوم ان نبدأ سباق تعلم وتكييف للسيناريوهات والتهديدات ذات الصلة، وعلى رأسها مواجهة متعددة الجبهات مع “حماس” من قطاع غزة و”حزب الله” من الجبهة الشمالية، وكل هذا حتى قبل أن نضيف ايران الى المعادلة. سيناريو على مثل هذا المستوى يستوجب تنسيق التوقعات بين الجيش وبين القيادة السياسية والجمهور. سيناريو من هذا القبيل من شأنه أن يؤدي الى ضحايا وإصابات غير قليلة في أرجاء دولة إسرائيل، وفي نهاية المطاف سيضع الغالبية الساحقة من دولة إسرائيل تحت تهديد مباشر.

سيناريو كهذا سيضع أمام إسرائيل تحدياً أكبر في استخدام القوة الجوية وفي وجه قدرات الدفاع لـ “حزب الله”، التي ليست بحجوم “الجهاد الإسلامي” الضعيف في القطاع. لن يكون لإسرائيل ترف السيطرة في مدى جوي على ارض صغيرة في ظل السيطرة التامة للاستخبارات وصورة المعركة. في هذا السيناريو، فان التداخل الذي رأيناه في الحملة الاخيرة سيتعين عليه أن يتخذ تعبيراً اقوى ومستوى اكثر تعقيداً في الأداء المختلف تماماً.

يجدر بنا ان نعود الى ارض الواقع، وأن ندع النشوة جانباً والتباهي بنتائج الحملة الأخيرة ونبدأ بالاستعداد للجولة التالية التي ستأتي. ستبدو الحملة التالية مختلفة، وإذا لم نتمكن من استغلال الوقت للاستعداد، وللتدرب، ولمواصلة البناء والتكييف للقوة فسنتفاجأ.

على الجيش مسؤولية قيادة تنسيق التوقعات والحساب الصحيح للإنجاز المطلوب في السيناريوهات المختلفة التي تبتعد عنها حملة “بزوغ الفجر”. ينبغي تفضيل بناء القوة العسكرية الإسرائيلية ومواصلة تعزيز التداخل الاستخباري في ظل تعميق الاندماج بين القدرات والمنظومات المختلفة. هكذا فقط نصل جاهزين اكثر الى الجولة التالية. في السباق ينتصر من يستغل كل يوم للاستعداد وكأن الجولة التالية تبدأ غداً.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى