ترجمات عبرية

 معاريف – دروس الحرب ..!

معاريف – بقلم  اللواء احتياط عوزي دايان – 23/9/2021

” التطلع الى السلام من موقع الانتصار، الامتناع عن الثقة المبالغ فيها بالذات، حدود قابلة للدفاع: 48 سنة بعد حرب يوم الغفران، توجد استنتاجات علينا ان نطبقها كي لا نتفاجأ مرة اخرى”.

يعيش الشرق الاوسط في حرب. السباق الايراني نحو قنبلة نووية، منظمات الارهاب التي تهدد من الشمال ومن الجنوب وحتى جائحة الكورونا. بعد 48 سنة من نشوب حرب يوم الغفران، يبدو أن من الواجب العودة لان نكرر لانفسنا دروسها. 

في العام 2021 الجيش الاسرائيلي اقوى من اعدائه، وبالتأكيد اكثر من الجيش الاسرائيلي في 1973. على قوات الامن ان تواصل الحرب ضد الارهاب، احباط التحول النووي الايراني، تأهيل وتدريب الوحدات، توفير الردع والاخطار المبكر ولاحقا الاعداد للامكانية المعقولة للحرب، التي تتضمن هذه المرة الجبهة الداخلية كلها. بفعل هذا، من الواجب على قادة الجيش الاسرائيلي أن يستوعبوا الفهم بان اسرائيل لم تكن ابدا في حرب كهذه، وان يبنوا القوة العسكرية وفقا للقدرات الحالية للعدو، وليس وفقا لامل عابث وتقديرات متفائلة بالنسبة لنواياه. 

محظور الاستعداد للحرب السابقة، ولكن ايضا محظور نسيان دروس الحرب اياها، التي لولا قوتنا وتصميمنا لفقدنا فيها “بلادنا، وطننا وبيت ابائنا واجدادنا”. خمسة دروس يمكن ان نأتي بها من تلك الحرب المضرجة بالدماء، “من تلك الايام لهذا الزمن”.

  • أولا، على الجيش الاسرائيلي أن يقف دوما قويا وجاهدا للمعركة. الا يحتوي وألا يتجلد. ان يتطلع الى السلام، ولكن فقط من موقع الانتصار وفقط حيال شريك يئس من محاولة الحاق الهزيمة بنا، مستعد لحل وسط تاريخي –  وقادر ايضا على أن يوفر البضاعة.
  • ثانيا، يجب الحرص من الثقة المبالغ فيها بالذات. “على خطيئة اخطأناها قبلك بعيون عالية” قلنا في صوم يوم الغفران، وخطيئة الغرور من حرب الايام الستة كانت في قذالتنا بعد ست سنوات. 
  • لثقة المقاتلين بانفسهم ولارض الجيش الاسرائيلي اهمية اولى في سموها. وعليه،  يجب الاصرار على الحاجة لحدود قابلة للدفاع – وبخاصة نهر الاردن. حدود كهذه فقط تعطي لكل اتفاق  الاحتمال في أن يكون دائما وتمنع السهولة التي لا تطاق بخرقه. مع كل الاحترام للتكنولوجيا والسايبر، لا بديل عن المقاتل الذي يقاتل في سبيل ارضه. 
  • اضافة الى ذلك يجب ان نمنع بكل ثمن وصول ايراني الى قدرة نووية. هذا هو التهديد الوجودي الاكبر، تهديد لا يطاق لا أمل بوقفه في الاتفاق ولا يبدو ان هناك من هو مستعد لان  يمارس الضغط الاقتصادي المتطرف  اللازم لذلك. يتبقى إذن فقط الخيار العسكري، وكونه لا يمكن التعويل على الولايات المتحدة لان تفعل هذا، لا مفر من عمل يضطر الجيش الاسرائيلي لتنفيذه – آجلا أم عاجلا، بلا بديل  وكوسيلة أخيرة. “اذا لم أكن  أنا لي فمن لي”،  السنتان القادمتان ستكونان حرجتين. 
  • بالنسبة للقتال ضد الارهاب، يجب أن نتذكر دوما بان من لا يقاتله بفاعلية، يخدم الارهابيين. السبيل للانتصار على منظمة ارهابية هو بالتهديد على مجرد وجودها، اي تصفية القيادة واسقاطها كمنظمة مع أرض اقليمية. يجب التهديد واذا كانت حاجة – الايفاء  ايضا. على الجيش الاسرائيلي أن يكون جاهزا للانتصار  في ساحتين بالتوازي، جنوبا وشمالا، وبالطبع الا ينسى الجبهة الداخلية.

اليوم،  بعد نحو 50 سنة من الحرب اياها يوجد لنا المنظور لان نقارن وضع  المواطن الاسرائيلي مع جيرانه المصريين، السوريين، العراقيين وغيرهم. يمكن لنا أن نتبارك باننا نعيش في دولة حرة، ديمقراطية ومستقرة، قوية امنيا واقتصاديا، عرفت كيف تستلخص دروس 1973 وتعطي جوابا للتحديات الاستراتيجية الثلاثة التي تهددنا: الديمغرافية، المياه والطاقة. 

من ناحية سياسية ايضا، يتحقق تغيير للواقع في المنطقة. اتفاقات ابراهيم جاءت  تماما في الوقت وحطمت نهائيا المفهوم السياسي الامني لـ “المسيرة عليها السلام”، وبموجبها فقط المفاوضات مع التنازلات ستجلب معها السلام، وبعده الامن. في الواقع الحالي لم يعد نزاع يهودي عربي، بل معسكر الاخيار ضد الاشرار – ايران  ومؤيدي الارهاب. 

بالمقابل، نقطة الضعف الوطنية لدينا هي انعدام تراص الصفوف في المجتمع. حتى في الكفاح ضد فيروس الكورونا فشلنا بسبب الشروخ العميقة بيننا. تراص صفوف المجتمع الاسرائيلي ووحدة الشعب اليهودي هما الذخر الاستراتيجي والهدف الوطني رقم 1 الذي علينا أن نطوره لمستقبل دولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي. سنفعل وسننجح.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى