ترجمات عبرية

معاريف: خطة ترامب عالقة، غزة ممزقة الى قسمين

معاريف 12-11-2025، آنا برسكي وآخرينخطة ترامب عالقة، غزة ممزقة الى قسمين

تقسيم بحكم الامر الواقع لقطاع غزة بين منطقة بسيطرة إسرائيل ومنطقة بسيطرة حماس بات محتملا أكثر فأكثر. هذا ما نشرته أمس وكالة “رويترز” للانباء على أساس معلومات من مصادر سياسية في الغرب.

ادعى ستة مسؤولين أوروبيين كبار على اطلاع مباشر للاتصالات للدفع قدما بالمرحلة التالية من الخطة بان المسيرة “مجمدة عمليا” وان اعمارا على نطاق واسع لا يبدو ممكنا في هذه المرحلة الا في المنطقة التي تحت سيطرة إسرائيل. على حد قولهم من شأن مثل هذا الوضع أن يؤدي الى “سنوات من الفصل”.

حسب المرحلة الأولى من الخطة، التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، تحتفظ إسرائيل اليوم بنحو 53 في المئة من أراضي القطاع، بينها جزء كبير من المناطق الزراعية، رفح في الجنوب، مناطق في مدينة غزة ومجالات مدينية أخرى. يكاد يكون كل مليوني سكان القطاع حشروا في مخيمات وخرائب مدن في الأجزاء التي تحت سيطرة حماس.

تتضمن الخطة انسحابا إسرائيليا آخر من خط الانسحاب المحدد مسبقا – الخط الأصفر – إقامة حكومة انتقالية تدير القطاع، نشر قوة امنية متعددة الجنسيات تحل محل الجيش الإسرائيلي، نزع سلاح حماس وبداية الاعمار. لكن ليس للخطة جداول زمنية او آليات تنفيذ واضحة.

في هذه الاثناء ترفض حماس نزع سلاحها، إسرائيل تعارض مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة غزة ويوجد عدم يقين حول القوة متعددة الجنسيات. “نحن لا نزال نبلور الأفكار”، قال وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي في المؤتمر الأمني في المنامة عاصمة البحرين. “الكل يريد للمواجهة ان تنتهي. السؤال هو كيف نجعل هذا واقعا”.

دون دفعة ذات مغزى من جانب واشنطن، كما تحذر بعض الجهات – بينها المسؤولون الأوروبيون الكبار الستة ومسؤول امريكي سابق – من شأن الخط الأصفر أن يصبح حدودا بحكم الامر الواقع، يقسم القطاع، دون قيد زمني.

صاغت الولايات المتحدة مسودة قرار في مجلس الامن يمنح القوة متعددة الجنسيات والحكومة الانتقالية تفويضا لسنتين. لكن على حد قول محافل دبلوماسية في الغرب فان حكومات عديدة تتردد في التعهد بارسال جنود الى غزة. دول أوروبا ودول عربية على نحول خاص من غير المتوقع أن تشارك اذا ما تضمنت المهمة اكثر من مهام حفظ السلام ومن شأنها أن تؤدي الى مواجهة مباشرة مع حماس او منظمات إرهاب فلسطينية أخرى.

وأشار الناطق بلسان الخارجية الامريكية الى أنه تحقق “تقدم ذو مغزى” في تتحقيق الخطة، لكنه أضاف انه لا يزال هناك عمل كثير للقيام به – دون ان يتناول مسألة اذا كان الاعمار سيتقيد بالمنطقة التي بسيطرة إسرائيل.

في الميدان نصبت قوات الجيش الإسرائيلي بلوكات صفراء من الاسمنت ترسم خط الانسحاب وتقيم بنى تحتية في ذاك الجانب من القطاع الذي بسيطرة إسرائيل.

في الجيش يوضحون بان القوات ترابط هناك كي تمنع تسلل مخربين الى المنطقة التي بسيطرة إسرائيل وان إسرائيل ستبتعد عن الخط عندما تنفذ حماس تعهداتها، بما فيها نزع السلاح، وعندما سترابط في المنطقة قوة دولية. “في اللحظة التي تنفذ فيها حماس دورها في الاتفاق سنكون مستعدين للتقدم”، تقول مصادر إسرائيلية.

وبينما في الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر تقام بنى تحتية، في الجانب الفلسطيني تعيد حماس تثبيت سيطرتها في الأسابيع الأخيرة. وتقول التقارير ان المنظمة صفت خصوما، نشرت افرادا من الشرطة لحفظ النظام، ودفعت بعاملي بلدية لحماية بسطات الغذاء وتوسيع سبل بين الأنقاض.

دول أوروبية وعربية معنية بعودة السلطة الفلسطينية وشرطتها الى غزة الى جانب قوة متعددة الجنسيات لتحل محل حكم حماس. آلاف من افراد الشرطة الذين تدربوا في مصر وفي الأردن جاهزون للانتشار لكن إسرائيل تعارض مشاركة السلطة.

يدعي عدد من كبار المسؤولين الأوروبيين انه بلا تغيير جوهري في مواقف حماس وإسرائيل – او ضغط امريكي على القدس للموافقة على إعطاء دور للسلطة الفلسطينية ومسار لدولة فلسطينية – لا يتوقعون أن تتقدم الخطوة الى ما بعد وقف النار.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى