ترجمات عبرية

معاريف: حين يهدد حزب الله إسرائيل بلسان خامنئي

بقلم: إسحق ليفانون، معاريف 19/7/2022

رفع حسن نصر الله في الآونة الأخيرة نبرته بشأن ترسيم الحدود البحرية بيننا وبين لبنان. يبدو أنه يعرقل عمداً أي عملية تستهدف الوصول إلى التسوية. وقد أطلق تهديداً صريحاً: إما حصول لبنان على كل حقوقه البحرية أو الحرب. على إسرائيل أن ترد عليه باللغة التي يفهمها، بأسلوب. في نظره، معنى “حقوق لبنان كاملة” هو انتقال حقل الغاز “قانا” كاملاً إلى لبنان بحيث لا تتلقى إسرائيل تعويضات عن تخليها عن نصيبها الصغير فيه. كما أنه سيكون محظوراً على إسرائيل استخراج الغاز من حقل كاريش في أيلول القادم قبل الاتفاق على مسألة الحدود بالكامل. إذا لم يحصل على هذا كله، فنصر الله يطرح خيار الحرب.

يسمح نصر الله لنفسه بإطلاق تهديدات صريحة إذ إن أمامه حكومة لبنانية ضعيفة، وإسرائيل والولايات المتحدة لا ترفعان مسألة الترسيم إلى سلم أولويات أعلى. باحتمالية لا بأس بها، يمكن القول إنه مع أن الصوت صوت نصر الله، إلا أن التهديدات تهديدات إيران. الزعيم الأعلى خامنئي يهتم بمسألة الحدود البحرية. نصر الله يعرف أنه لا يمكنه المبادرة إلى حرب دون إذن طهران. وإيران تستغل الوضع للضغط على الولايات المتحدة، عبر نصر الله، في مسألة النووي. معظم القوى السياسية في لبنان معنية بتسوية مع إسرائيل وبإنقاذ لبنان من انهيار اقتصادي تام. من تجرأ على عمل ذلك علناً هو رئيس الكنيسة المارونية بشارة الراعي، الذي دعا إسرائيل والولايات المتحدة في موعظته الأسبوعية، الأحد، وصراحة، لحل موضوع الحدود بسرعة. ومع أن أقواله جاءت لمن حضر الكنيسة، إلا أنها موجهة لأذني نصر الله. فهل سيسمع نصر الله أصوات المنطق التي تطلق في بلاد الأرز، كأصوات رئيس الكنيسة، أم سيواصل العمل كما يأمر سادته الإيرانيون؟

للولايات المتحدة دور حرج في المرحلة الحالية: الإيضاح لكل من يريد أن يسمع في لبنان، وعلى رأسهم نصر الله، بأنه يجب الوصول بسرعة إلى تسوية مع إسرائيل، لوجود حل مقبول من الدولتين. في حالة أن اختار نصر الله الحرب، فعليه أن يدرك بأنها حرب إبادة. بالنسبة لإسرائيل، يمكنها أن تسحب البساط من تحت أقدام “حزب الله” وتعلن إيران صراحة بأنها تقبل الصيغة التي تقول إن حقل كاريش سيكون كله لإسرائيل، وقانا للبنان، دون تعويضات مالية ودون مساحة بديلة عن الجزء الذي يذهب إلى لبنان. التنازل الإسرائيلي عن الجزء الصغير في قانا هو هامشي. دمج الدبلوماسية الفاعلة مع إيضاح الثمن الباهظ الذي سيدفعه لبنان و”حزب الله” إذا ما شرع نصر الله بالحرب، كفيلان بأن يقربانا من التسوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى