ترجمات عبرية

معاريف – حلف شرم الشيخ.. رؤية إقليمية لما بعد “النووي الإيراني”

معاريف ٢٤-٣-٢٠٢٢م – بقلم: إسحق ليفانون

قبل أكثر من سنة قام إطار سياسي شرق أوسطي بادر إليه الرئيس المصري السيسي ويسمى إطار بغداد، وضم مصر والأردن والعراق، وتأسس بهدف مساعدة العراق وجذبه عن النفوذ الإيراني. منذ إقامته توثقت العلاقات والتنسيقات بين الدول الثلاث. في الأيام الأخيرة، أقيم في شرم الشيخ المصرية إطار آخر يضم مصر والإمارات وإسرائيل. لهذه الدول الثلاث، التي التقى رؤساؤها في قمة صغيرة في سيناء، عدة قواسم مشتركة، أبرزها خيبة الأمل العميقة من سلوك إدارة بايدن تجاه الشرق الأوسط ومسألة النووي الإيراني.
يتشارك أعضاء الإطار الجديد في الرأي بأن واشنطن تسارع الخط للوصول إلى تسوية في موضوع النووي الإيراني، بل ودفع ثمن لقاء هذا. وعلى حد فهمهم، فإن الولايات المتحدة ترتكب أخطاء تكتيكية ستتسبب لهم بالمعاناة في المستقبل. التقى زعماء الدول الثلاث على أرض مصر كي يخلقوا آلية تنسيق ويجملوا خطوات للمستقبل في ضوء الواقع الشرق أوسطي الجديد الآخذ في التشكل. فمجرد الاستعداد الأمريكي للنظر في طلب طهران إخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة منظمات الإرهاب، أشعل كل الأضواء الحمراء وسرع اللقاء في شرم الذي بدا وكأنه أعد بسرية وعقد على عجل.
القاسم المشترك الإضافي للدول الثلاث هو التخوف من هيمنة عدوانية لإيران في المنطقة، والتي تعرض الشرق الأوسط كله للخطر. فضلاً عن مسألة النووي الإيراني، ترى الدول الثلاث بأن الخطر الحقيقي هو التآمر الإيراني الذي تتجاهله الولايات المتحدة أو لا تريد أن تتصدى له. مصر والإمارات تريان بأن الحوثيين، المدعومين من إيران، يطلقون الصواريخ نحو السعودية. الإيرانيون يطلقون النار على الأمريكيين في العراق، والولايات المتحدة لا ترد. وعلى حد فهمهم، ثمة دولة صغيرة وجريئة تتصدى بنجاح للعدوان الإيراني. وهذا يشرح وجود رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت في شرم الشيخ.
رويداً رويداً يتشكل نوع من الطوق حول إيران، وإسرائيل حلقة مركزية فيه. يبدو أن الدول الثلاث التي التقت في شرم الشيخ تدرك وجود واقع جديد بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران. سلوك الولايات المتحدة في أوكرانيا، وقبلها في أفغانستان، يعزز تخوف هذه الدول والحاجة إلى الانتظام لليوم التالي للاتفاق النووي. ويمكن للرئيس السيسي أن يربط بين إطار شرم وإطار بغداد. السؤال: أين يستعد أعضاء الإطار الجديد للسير: استراتيجية مشتركة؟ تنسيقات جارية؟ مساعدة استخبارية؟ انتشار عسكري؟ اللقاء في شرم، فضلاً عن كونه تاريخياً، يربط مصير الدول الثلاث المشاركة فيه للفترة المستقبلية. مصر قفزت إلى الصف الأول في التعاون مع إسرائيل والتصدي لإيران. الإمارات اختارت معسكرها علناً وبلا تردد، بينما إسرائيل أصبحت بين ليلة وضحاها عاملاً إقليمياً مركزياً يسعى الجميع إلى عتبته.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى