معاريف: تطورات المعركة في الشمال وتداعياتها متعلقة بقدرات الجيش الإسرائيلي في لبنان

معاريف 8/10/2024، ران أدليست: تطورات المعركة في الشمال وتداعياتها متعلقة بقدرات الجيش الإسرائيلي في لبنان
السؤال الأكثر شيوعا في أيامنا هو “هل”. هل توجد للجيش الإسرائيلي صورة استخبارية كافية عن قدرة المقاومة لدى حزب الله في حرب العصابات في وجه خطوات تطهير المنطقة من الانفاق ومن الحشودات تحت الأرض؟ هل مخزون الصواريخ، المقذوفات الصاروخية وباقي الأسلحة كفيل بان يكون مشكلة في سياق القتال؟ هل سيكون ممكنا الاحتفاظ بخط التلال الذي يفترض أن يكون فاصلا امنيا في صالح عودة سكان الشمال الى بيوتهم؟ هل يوجد تقدير في موضوع الثمن الذي ستجبيه الحملة منا، بخاصة حين يكون رقم الف جندي قتيل يضيء في الوعي؟ هل استسلم نتنياهو لمطالب الأمريكيين كما عرضها الجنرال مايكل كوريلا الذي زار إسرائيل في بداية الأسبوع؟
مثلما هو الحال دوما، ينتظر الامريكيون والجيش الإسرائيلي لاستكمال التسوية التي طرحها المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين. القدرة على تنفيذها في ضوء النشوة التي تلت حملة التصفيات ليست واضحة. في الجنوب انتظر الجيش الإسرائيلي والامريكيون ان يتفق نتنياهو على صفقة، وجررنا الى رفح والى فيلادلفيا والى إمكانية إشكالية ومهددة من قتال العصابات في القطاع. وفي الشمال نحن ننجر الى سيناريو مشابه.
الاختبار الحالي هو شدة الرد الإسرائيلي المستقبلي على الرد الإيراني (الذي جاء بعد الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني وهلمجرا)، والسؤال هل سيحتوي الإيرانيون الضربة الإسرائيلية. اذا ما انهى الجيش الإسرائيلي في غضون أيام غير طويلة الخطوة البرية (ليس الليطاني وبالتأكيد ليس الاولي) وعاد الى الخط الأخضر يكون أمل. لكن هل الجيش الإسرائيلي سيتموضع وربما يغرق في خط التلال المشرفة على مسافة بضع كيلومترات عن الحدود؟ هل سيواصل الجيش الإسرائيلي المراوحة في الوحل اللبناني دون تقدم في الاتصالات لوقف النار؟ هل الرد الإسرائيلي على اطلاق الصواريخ الإيرانية 2 سيخرج عن التوازن اللازم؟ وسؤال الأسئلة هو هل سيكون للثنائي سموتريتش وبن غفير قدرة وصول لعملية اتخاذ القرارات؟ اذا كان نعم فان ما كان هو ما سيكون. حكومة نتنياهو واستنزاف متعدد الساحات.
الوضع الحالي سائل، احمر اكثر من الدم وقاتم اكثر من القتامة. فرضية عمل الجيش الإسرائيلي هي عصا القيادة التي تتحكم بها إدارة بايدن. وبخلاف تام مع تهديدات نتنياهو وشركائه في اليمين الهاذي والعنيف يقول رئيس الأركان “نحن سنضرب ايران ردا على الهجمة الجوية المتداخلة 2 في الزمان والمكان الذي نختار”. عندما يقتل الجيش الإسرائيلي زعماء حماس وحزب الله فان هذا بالتأكيد يناسب المصلحة الامريكية. ما لا يناسبهم هو ان هذا يبدو كمذبحة بالجملة كرش الجراد من الجو.
المصلحة الاستراتيجية العالمية والغريزية للولايات المتحدة، مثلما هي للجيش الإسرائيلي، حكومة إسرائيل وقسم كبير من شعب إسرائيل تقول: اقتلهم كلهم. اما التفكير البارد فيقول ان هذه مهمة متعذرة. مثلما يعرف كل مواطن عاقل، في البنتاغون أيضا يعرفون بان الشيعة هم الطائفة الأكبر في لبنان. في البيت الأبيض يعرفون بان حربا متعددة الساحات تضم ايران وتقع في زمن انتخابات كفيلة بان تكون كارثة انتخابية. لكن عندما يكون كل صوت في الولايات المتأرجحة يقرر، عندما ينجرف التقدميون الشباب البعيدون عن الحسابات الاستراتيجية في موجات التضامن عقب نتائج قصف سلاح الجو التي تغمر الشاشات بالدم والنار والدخان بما في ذلك الاف القتلى بينهم نساء وأطفال. ومع كل الاحترام لقدرة انتاج النفط في الولايات المتحدة، فانه عندما تحترق أبار النفط في الشرق الأوسط وترتفع أسعار الوقود في الولايات المتحدة واضح لماذا يطالب بايدن الا نلمس النووي او منشآت النفط.
ما ليس واضحا هو ما الذي ستفعله الحكومة. مع دخول الجيش الإسرائيلي البري الى لبنان لا مشكلة لدى بايدن. او ماكرون. فاضعاف حزب الله سيضعف العلاقة بايران وسيشكل ورقة أخرى في الاتصالات غير المباشرة لتسوية شرق أوسطية جديدة في محور الولايات المتحدة – فرنسا – ايران. إسرائيل؟ ليس لعاملي المقاول كما هو معروف كلمة لكنهم كفيلون بان يجنوا ويخربوا على خطوات مركبة مثلما فعلوا في الحرب في الجنوب بالهام من حكومة مجنونة. اليوم، اللعبة مع ايران هي لعبة مباعة في مستوى تفعيل هجوم إيراني ودفاع إسرائيلي. الإيرانيون يحافظون على قواعد اللعب وحتى الان الجيش الإسرائيلي أيضا لم يخرج عنها رغم تصريحات نتنياهو المتبجحة.