ترجمات عبرية

معاريف: تخفيض اللهيب

معاريف – افرايم غانور – 14/7/2025 تخفيض اللهيب

موجات اللاسامية التي تعم هذه الأيام المعمورة يجب أن تثير قلقا شديدا ليس فقط في أوساط الجاليات اليهودية في العالم. يدور الحديث عن تسونامي يشكل تهديدا حقيقيا على كل يهودي واسرائيلي بصفته هذه، واقعا رهيبا لم نشهد له مثيل منذ المحرقة. 

جملة “شعب وحده يسكن وبالاغيار لا يأبه” تظهر في الأصل في سفر في الصحراء في خطاب بلعم، الذي بدلا من شتم شعب إسرائيل مثلما كان مطالبا خرج مهنئا حين عبر باقواله عن المزايا الخاصة لشعب إسرائيل. في سياق التاريخ تلقت هذه الجملة معان وتفسيرات مختلفة. كان من رأوا فيها تعبيرا عن مثال السيادة والثقة بالنفس لشعب قوي ومصمم يتمسك بارثه بتزمت، حتى بثمن التفرد والانعزال. بالمقابل، كان هناك من رأوا في هذا الوصف وضعا اشكاليا، يجعل التعاون الدولي صعبا، وهو امر هام جدا لوجود دولة اليهود. هكذا رأى هذا أيضا رئيس الوزراء الأول، دافيد بن غوريون، والذي وان كان شعر دوما بأهمية استقلال الدولة لكنه أولى أهمية كبيرة للعلاقات الدولية. 

في عصر اصبح فيه العالم قرية عالمية، فان اصطلاح “شعب وحده يسكن” يتلقى وجها سلبيا، واساسا حين يدور الحديث عن دولة تكنولوجيا عليا كاسرائيل مع إمكانية كامنة متميزة للتطور. قول بلعم كفيل بان يرتبط اليوم بفكر العالم المسيحاني الذي يرافق حكومة إسرائيل واساسا في صورة الوزيرين بن غفير وسموتريتش وشركائهما السياسيين. بمواقفهم يعرضون تفضيل “شعب وحده يسكن”، الذي يتمسك بايمانه المتزمت واحلامه المسيحانية، يفعل فقط ما هو صحيح في نظره ولا يهتم بالنتائج التي شئنا ام ابينا توجد لها تداعيات على وضعنا في العالم وكذا على مظاهر اللاسامية.

عندما يرون في العالم صور الفظاعة من غزة، التي لا ترى في إسرائيل وعندما يسمعون تعبيرات متطرفة بأسلوب “احرق”، “سوي غزة بالارض”، “رحل كل سكانها” و “جدد الحاضرة اليهودية في غزة” يصب وقود على شعلة اللاسامية. تقرير شامل نشرته في الشهر الأخير وزارة الشتات ومكافحة اللاسامية يعرض بالفعل صورة مقلقة لتعاظم اللاسامية في العالم. وحسب هذا التقرير فان 46 في المئة من سكان العالم هم ذوو مواقف لاسامية، وهو معطى ضاعف نفسه في غضون عقد. عدد حوادث اللاسامية في العالم ارتفع بشكل دراماتيكي في اثناء السنة الأخيرة .

لا شك ان لحرب نهايتها لا تبدو يوجد تأثير حاسم على تعاظم اللاسامية. اذا اضفنا لهذا فشل الدعاية الرسمية لدولة إسرائيل، وهو احد رموز التبطل للحكومة على مدى الحرب فان الوضع يحتدم فقط. في كل حال، طالما كانت الحرب في ذروتها ومخطوفونا لا يزالون في غزة، من الصعب أن نبلور كفاحا شاملا ضد التسونامي اللاسامي. هذه يجب أن تكون مهمة إسرائيلية ويهودية دولية، تتحد فيها افضل العقول والقدرات لشعب إسرائيل لاجل إعطاء جواب مناسب لهذا الوباء الأليم والمهدد. 

في هذه الاثناء، ليس فقط اليهود في العالم، بل هيئات، شركات ومنظومات في إسرائيل هي ضحايا اللاسامية.  وهذا سبب وجيه آخر لوقف الحرب في اقرب وقت ممكن.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى