ترجمات عبرية

معاريف –  بين القديم والجديد

معاريف– بقلم  البروفيسور ايتان غلبوع – 17/1/2022

” على اسرائيل أن تعد الوسائل  للتصدي لكل سيناريو في علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولا سيما للخطيرة منها “.

كان واضحا منذ البداية بان علاقات بايدن مع اسرائيل لن تكون قريبة كتلك التي سادت في عهد ترامب، ولكنها ليست سيئة مثلما كانت في عهد اوباما. رغم اقوال نتنياهو عن صداقة ابنة 40 سنة مع بايدن، فضل الاخير  الحكومة الجديدة. قدر بانها ستتعاون اكثر من سابقتها وستكون اكثر انصاتا للمصالح الامريكية. 

قناة الاتصالات الاهم في المستوى الوزاري كانت في مجال الامن. بني غانتس ووزير الدفاع لدى بايدين، لويد أوستين هما جنرالان سابقان يفكران بمفاهيم مشابهة. هذه القناة هامة لضمان  ان يعرض اوستين اعتبارات امنية في تحديد سياسة الادارة تجاه النووي الايراني. يضمن توريد السلاح والذخيرة المتطورة لاسرائيل، يواصل اجراء المناورات المشتركة ويطور القسم العسكري والامني في اتفاقات ابراهيم. 

في 2016 وقع اوباما ونتنياهو على اتفاق لمساعدة عسكرية لاسرائيل لفترة عشر سنوات بحجم 3.8 مليار دولار في السنة. يحتاج هذا المبلغ لان يجتاز اقرارا في الكونغرس كل سنة. وطلب الجناح التقدمي من الديمقراطيين، المعادي لاسرائيل، من بايدن اشتراط المساعدة بتغيير موقف اسرائيل من الفلسطينيين. بايدن ردهم. ولكن  عندما استجاب لطلب اسرائيل  الحصول على مساعدة اضافية بحجم مليار دولار لتجديد مخزون صواريخ الاعتراف للقبة الحديدية، والذي هزل في حملة حارس الاسوار، عارض التقدميون واسقطوا البند المتعلق بذلك في الميزانية.

 لقد كان التحدي الاكبر ولا يزال النووي الايراني. فقد بدأ الموقف الامريكي مع توقعات عالية وتدهور ا لى نتائج ضحلة. بدأ بايدن مع اتفاق نووي جديد يكون اوسع، اطول واوثق من ذاك الذي وقع عليه اوباما في 2015. لكن بعد أن بدأت المفاوضات غير المباشرة في فيينا بين الطرفين، وايران أعلنت انها لن تبحث في اي موضوع جديد، وطالبت قبل كل شيء بالغاء العقوبات التي فرضت عليها، وافقت الادارة على العودة الى اتفاق 2015. ومن هناك كان تراجع آخر. 

لقد أعلن بايدن بانه لن يعيد السفارة الامريكية من القدس الى تل أبيب، لكنه يحاول الغاء اهميتها. ترامب ايضا اعترف بالقدس كعاصمة  اسرائيل. اما بايدن فيطلب من اسرائيل السماح بفتح قنصلية امريكية في غربي القدس للفلسطينيين. لا توجد في اي عاصمة في العالم سفارة وقنصلية امريكية في نفس الوقت. وبالتالي، فان طلب فتح القنصلية في القدس سياسي ويستهدف تقزيم مكانة السفارة والقول ان الولايات المتحدة بايدن لا تعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل. 

بالمقابل، كان توافق بين الولايات المتحدة واسرائيل على الحاجة لاضعاف حماس وتعزيز السلطة الفلسطينية. كاد بايدن يحقق نتيجة معاكسة. فقد ضغط على عباس لاجراء انتخابات للرئاسة وللبرلمان الفلسطينيين. فالمرة الاخيرة التي اجريت فيها مثل هذه الانتخابات كانت في 2006، واعتقد بايدن بان الانتخابات في 2021 ستمنح شرعية لحكم عباس الهزيل. بايدن لم يتعلم شيئا من فشل الانتخابات في   2006 والتي اعطت انتصارا لحماس. عباس وافق، لكن عندما تبين ان حماس ستفوز في هذه الانتخابات، الغاها. 

بعد رئيسين متطرفين في نهجيهما من اسرائيل، اوباما الذي تحفظ وترامب الذي كان الداعم الاكبر، يبدو ان العلاقات عادت الى صيغة طبيعية. التعاون مع الولايات المتحدة حيوي لامن ورفاه اسرائيل، وكل حكومة ملزمة بان تطوره وتحميه. على الحكومتين أن تتصديا لتحديات مركبة، لا سيما للسباق الايراني الى سلاح نووي. اتفاق سيء على نحو خاص وغياب تعويض مناسب لاسرائيل من شأنهما ان يخلقا توترا. الضغوط في القضية الفلسطينية من شأنها أن تحقق نتائج معاكسة. وعدم الاكتراث تجاه اتفاقات ابراهيم من شأنه ان يعرض للخطر الجبهة الاقليمية تجاه ايران. على اسرائيل أن تعد الوسائل  للتصدي لكل سيناريو في علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولا سيما للخطيرة منها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى