ترجمات عبرية

معاريف: بن غفير وغالانت يعززان العنف

معاريف 2023-03-25، بقلم: ران أدليستبن غفير وغالانت يعززان العنف

لا تصدقوا من يقول لكم اخِرجوا السياسة من الجيش، وبخاصة في زمن الشرخ السياسي والأيديولوجي. فمنذ الأزل سار جهاز الأمن كله وفقا للسياسة، الأيديولوجية والمهنية، بحقن متغيرة. ما يحصل، اليوم، هو أن المهنية الصرفة دحرت إلى الهوامش بسبب السياسة والأيديولوجيا. وحتى التهديد الخارجي لا يردم هذه الفجوات، بما في ذلك الحرب اليومية ضد “الإرهاب”. شؤون الأمن يديرها اثنان، وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهما يكملان الواحد الآخر.

كأننا في لحظة واحدة انتقلنا من حملة السكاكين إلى عمليات إطلاق النار، ومن هناك إلى زارعي العبوات الناسفة “الذكية”. قبل نحو نصف سنة، قتل اثنان في القدس بعبوتين زرعهما فلسطيني من سكان شرقي المدينة. بعد نحو شهر، صفي ثلاثة من منفذي العمليات قرب جنين، بما في ذلك العبوة التي كانت جزءاً من سلاحهم. وقبل أسبوعين فقط، اشتعلت عبوة في باص في بيتار عيليت. قبل نحو أسبوع، انفجرت عبوة فتاكة في مفترق مجدو وعلى الفور بدأت تهب رياح الحرب. امتشقت خطط حربية. جاء منفذ العملية من لبنان، أي من “حزب الله”، أي من ايران، وبدأ غالانت يجري تقويمات للوضع استمرت يوما أو اكثر، وألزمته بأن يبقى في مكتبه في تل أبيب، ويقر فرض تعتيم على الحدث.

من مكتب غالانت جاء أن الوزير يكرس الليل بالنهار في محاولة للوصول إلى زارعي العبوة، وانه “يجري تقويمات للوضع الواحد تلو الآخر” وانه “وجه تعليماته لمواصلة الجهود لضمان سير الحياة العادية لمواطني إسرائيل”. غير أن نمط الحياة العادي انتهك بالذات بسبب ذاك التعتيم الذي فرض عقب فزع حكومة ضلت الطريق.

في الميدان ساد النمط المعتاد: “الشاباك”، الشرطة، والجيش أداروا مطاردة لزارع العبوة. وبالصدفة جرى في ذاك اليوم تصويتات على الإصلاح. أعفى غالانت نفسه بالتقاطع مع شخص آخر، ولم يصوت على أمل أن يسير على الخط مع الجيش. لسنوات وهو يبني صورة المقاتل والاستراتيجي الذي يقود رفاقه – جيوشه إلى المعركة. أما الآن فيتظاهر أمام بيته مئات من رجال الوحدات البحرية وخبراء المتفجرات (في الاحتياط) ويطالبونه بأن يسدد الدين الذي يلوح به. قائده السابق العميد ران غلينكا (كان غالانت نائبه) يوبخه على المستوى الشخصي. وبينما ضاق عليه الحال أعد غالانت مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مناورة تمويه مكشوفة و”هدد” بالاعتزال إذا لم يتغير المخطط. من المسموح الإشارة إلى أن غالانت لم يعتزل والمخطط لم يخفف. لم يكن لنتنياهو حذاء، يساري أو يميني، لم يلحسه غالانت كي يتلقى وزارة الدفاع، بما في ذلك صورة الانبطاح الجماعي (التي ستذكر إلى الأبد) قبل دخول نتنياهو إلى محاكمته.

منحت الصورة غالانت الحق في أن يقول لشعب إسرائيل بصوت مسؤول على نمط بيبي بعد الحدث في مجدو “سيندم المسؤول عن العملية على ذلك، وسنضربه في المكان والزمان المناسبين”.

هذه بالضبط هي سيرة نتنياهو عندما يكون الشارع، بما في ذلك سياسيو الشارع، يريدون أن يروا دما، ويحتوي جهاز الأمن الحدث. لا اعرف كيف وجه غالانت الجيش. أعرف أن الجيش احتوى ذلك حتى هذه اللحظة، بما في ذلك الصواريخ من غزة بعد التصفية في جنين.

وماذا تعرفون انتم؟ “حزب الله”، “حماس”، وإيران على حد سواء، بعد كل ضربة يتلقونها من إسرائيل، يطلقون بالضبط الأصوات إياها. “سنضرب الصهاينة في المكان والزمان المناسبين”. لا اعرف ما الذي حصل في ليلة الحدث في مجدو عندما امتشقت خطط رد من أنواع مختلفة من الجوارير، ووضعت على الطاولات ورفضت. واستمرارا لـ”سنتحاسب لاحقا” انتشر تسريب لمصدر كبير واختفى بأن “الحكومة فقدت الردع”.

تهديدات وإغراءات

بينما يحافظ غالانت على هدوء صناعي داخل الجيش، ينقل بن غفير لعلاقاته مع قيادة الشرطة سلسلة “القيادة” المباشرة التي اتبعها في الشوارع مع صيصانه. فهو يوزع التهديدات والإغراءات على القيادة العليا، ودفع المفتش العام ليأمر ألويته برفض توجهاته. في الأسبوع الماضي، عرض بن غفير نحو 25 ألف شيكل لكل متجند جديد للشرطة. ظاهرا، مناورة مناسبة، عمليا، سهم مرتد لغبي لا يفهم كيف يدار جهاز كبير.

أثار العرض موجة استياء بين أفراد الشرطة القدامى، فلمن وجهوا غضبهم؟ وجهوه للمفتش العام الذي وصل إلى القوات التي حافظت على النظام في القدس في وجه منفذي عمليات من الداخل (فتيان بن غفير) ومن الخارج (فلسطينيين). وبينما سياسة جهاز الأمن هي تعزيز أبو مازن حيال “حماس” يخرب عليها بن غفير عبر أمر الحظر على شركة من شرقي القدس تقديم خدمات إعلامية لقنوات السلطة التي تعمل من رام الله، وكأنه لا يوجد ألف سبيل آخر للوصول إلى كل مكان.

في الجانب العملياتي، يعمل بن غفير من خلف خطوط العدو والقضبان الحديدية بحملات أرغفة خبز وحمامات وسيارات رش المواد العادمة والميكروفونات. في الجانب السياسي – الإعلامي يهاجم المستشارة القانونية، ووسائل الإعلام، والمتظاهرين، ومحكمة العدل العليا، والمعارضة وكل من يعلق في طريقه بما في ذلك غي بيلك في القناة 12. بيلك من جهته يعتقد بأن الحديث يدور عن صوص تهريجي وهذا خطأ ينبع من الإحباط وسوء الفهم لعملية تطبيع خطابه منفلت العقال.

لبن غفير قاعدة نشطة من نحو خمسة مقاعد وأخرى في الطريق. معظمهم شبان متحمسون بمن فيهم “شاس” و”الحريديم” الذين يتقاسم معهم مشاعر مشتركة: شرقية، أي مناهضة للاشكناز؛ وعنصرية، بمعنى مناهضة لـ”عرب إسرائيل”؛ وقومجية، بمعنى مناهضة للفلسطينيين؛ ورجولية، بمعنى ضد المساواة للنساء؛ وتزمت ديني على نمط حاخامي المستوطنين. من ناحيته، الكل كفار وخاصة “العرب” واليساريين.

هذه رزمة متفجرة تتجمع في رجل واحد وقدرة عمل كامنة لتفعيل جمهور منفلت العقال يرقص خلفه. يوجد فيه طموح بمستوى نار مشتعلة. وقبيل جولة الانتخابات التالية يلعبها منذ الآن كمناهض للحكومة “لا يسمحون لي بأن أنفذ ما اتفق عليه” بينما هو داخل الحكومة وبينما هو يؤيد الثورة القضائية.

السؤال هو إذا كان غالانت في الأزمة الدستورية سيساند رئيس الأركان الذي سيطبق القانون والمحكمة العليا. ليس واضحا. عمليا، هو يساند الثورة النظامية مدخل الدكتاتورية، وأفترض انه تجاه الخارج يتلعثم بشيء ما من هذا ومن ذاك. في هذه الأيام وعلى الأرض، يكمل غالانت وبن غفير الواحد الآخر. كلاهما في ضائقة. وكلاهما يتقاسم فيما بينهما العمل: بن غفير يشعل الأرض باستفزازات تجر “الإرهاب”. وغالانت يهاجم “الإرهاب” بحملات تستوجب ضغطا شرطيا على كل الملعب الفلسطيني، وكلاهما يعزز تواصل “الإرهاب” على نمط أحداث حوارة، سواء الفلسطيني أم الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى