ترجمات عبرية

معاريف– بقلم يورام دوري – عناق دب

معاريف– بقلم  يورام دوري – 24/1/2021

بدلا من المعارضة التلقائية لمغازلة نتنياهو للصوت العربي، على احزاب اليسار فقط أن تشجعه. فقد يؤدي هذا الى اسقاطه “.

في الفترة الاخيرة نشهد مساعي مغازلة نشطة من جانب رئيس  الوزراء  بنيامين نتنياهو  والليكود للصوت العربي.  في  هذا الاطار  يركض  رئيس  الوزراء الى البلدات العربية، تتخذ له الصور  ويتفوه برسائل اعتراف وتفهم لاحتياجات المجتمع العربي الاسرائيلي. وكجزء من الحملة يصلح  تصريحاته عن مشاركة الجمهور العربي في الانتخابات. يضع العنف في المجتمع العربي في مكان عال في جدول  الاعمال، وكأنه كان هناك رئيس وزراء آخر في السنوات العشرة الاخيرة ، ويشير الى اهمية اندماج عرب اسرائيل في الفعل السلطوي  في البلاد.

تخرج أحزاب “فقط لا بيبي” مزبدة ضد خطواته هذه بشكل يذكر برد الفعل الاشتراطي في تجربة بافلوف. وكلما كانت شدة رد الفعل اقوى هكذا يتثبت اكثر  الانطباع بان خطوات نتنياهو ذات  مغزى  وكفيلة  بان تخلق مظهرا  عابثا  من التغيير في  الموقف من المجتمع العربي. بدلا من رد فعل  تلقائي،  فان الخطوة الانتخابية الفهيمة كانت العناق القوي لاقوال  نتنياهو من قبل  احزاب اليسار والوسط.  فهذه الاحزاب كان يفترض بها أن تعظم وتزيد التزام نتنياهو للجمهور العربي وان تضيف الى اقواله في هذا الاطار كما يجري في حملات الانتخابات، اقوالا لم يقلها بالضبط ولكنها تتلاءم مع السياقات والاجواء التي قيلت فيها اقواله.  

هكذا مثلا، كان يمكن امتداح الاتجاه الجديد لنتنياهو الذي سيؤدي  الى تبييض البناء غير القانوني في القرى العربية، ومنح المدائح لنيته  وقف اعمال الدورية الخضراء ومنع هدم المنازل في القرى البلدية في النقب. ان آخر أمر يريده نتنياهو في حملة الانتخابات هذه، حيث يأتي خصومه الاساس من اليمين (ساعر، بينيت وليبرمان) هو أن يبدو في صورة من يفضل مصالح عرب اسرائيل على يهود اسرائيل. نتنياهو كمروج حملات ممتاز يعرف بانه لا يجب العمل ابدا ضد القاعدة الانتخابية. فالاخطاء التي ارتكبها غانتس وبيرتس تجاه قاعدتيهما في انضمامهما الى الحكومة لن  يرتكبها نتنياهو مع المستوطنين والقوميين المتطرفين، بلسيبذل كل جهد للتحرر من عناق الدب. مثل هذه الخطوة ستلغي فورا غمزة نتنياهو للصوت العربي، وبالاساس لانه يفهم بان السياسة هي  قبل  كل شيء  رياضيات. كل صوت عربي يحصل عليه من شأنه أن يتسبب له بان يفقد صوتين في الجمهور اليهودي.

ولما لم يكن نتنياهو ايثاريا، وبالتأكيد ليس مقاتلا مثاليا من أجل مساواة كل مواطني اسرائيل- فلو كان هكذا لما سن قانون القومية – واضح انه سيتلوى الى كل جانب كي يتحرر من العناق الانتخابي  الخانق لمادحي غمزته للعرب.

أبراهام بورغ الموهوب قال ذات مرة في سياق شخصية عامة اخرى: “نحن سنقف وراءه وندفعه بقوة… الى أن يسقط”. هذه هي الخطوة السياسية الصحيحة في هذه الايام إذ انه اذا لم يتراجع نتنياهو عنها – سيكسب مؤيدوه المساواة لعرب اسرائيل؛ واذا تراجع عنها – ستكسب   الاحزاب التي تريد اسقاطه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى