ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  نداف تمير – أعطوا أفقا

معاريف – بقلم  نداف تمير – 10/1/2022

” التغيير المنعش الذي جلبته حكومة التغيير لن يذكر في صفحات التاريخ اذا لم تعمل بكل قوتها كي تنقذ اسرائيل من التهديد الاكثر مركزية على مستقبل الحلم الصهيوني “.

اعلان وزير الخارجية يئير لبيد انه لا يمكن خوض مسيرة سياسية في الحكومة الحالية – هو اعلان مخيب للامال. وهو مخيب للامال ليس فقط لانه حسب اقوال لبيد ستمنع المسيرة السياسية عن اسرائيل ان تعرف كدولة أبرتهايد في الاسرة الدولية. وهو مخيب للامال لان مسيرة سياسية فقط يمكنها أن تمنع عن اسرائيل أن تتحول الى دولة أبرتهايد في وضعية ثنائية القومية، التي نسير نحوها في كل يوم لا نتقدم فيه في حل الدولتين، وجملة من الاستطلاعات تشهد أن اغلبية الجمهور ايضا تؤيد هذا الحل اكثر من اي حل آخر. فضلا عن ذلك، في استطلاع مبادرة جنيف الذي اجري مؤخرا يتبين أن اغلبية الجمهور تؤيد ايضا المفاوضات السياسية مع القيادة الفلسطينية. 

هل السم الذي خلفته حكومة نتنياهو لا يزال يؤثر على  سياسة الرجل الاقوى في حكومة التغيير؟ لقد سبق للبيد أن اثبت بانه ليس مكبلا بالضرورة بسياسة نتنياهو الضارة. فقد تمكن من ترميم العلاقات مع الاردن، استأنف العلاقات مع الاتحاد الاوروبي، رغم انتقادهم للاحتلال وللاستيطان. طبع العلاقات مع السويد رغم أن هذه اعترفت بالدولة الفلسطينية. عمل على ترميم علاقات اسرائيل مع الحزب الديمقراطي ومع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة بعد أن هجرها نتنياهو لصالح الحلف مع الشعبويين والافنجيليين المسيحانيين. بل وقال لبيد مؤخرا ان اسرائيل ليست بالضرورة تعارض اتفاق القوى العظمى مع ايران بعد أن قاتل نتنياهو ضد كل اتفاق وهكذا قرب ايران من قدرة نووية عسكرية. 

يفهم لبيد انه بدون افق سياسي فاننا نضعف الفلسطينيين المعتدلين ونعزز قوة حماس. يفهم انه بلا افق سياسي سيكون من الصعب ان نرى السلطة الفلسطينية تواصل التعاون الامني مع قواتنا. وهو لا بد سمع في لقاءاته في ابو ظبي وفي البحرين بان انعدام الافق السياسي سيجعل من الصعب علينا أن نوسع التطبيع وهو بالطبع يفهم ايضا بان غياب افق سياسي يهدد قدرة اسرائيل على ان تبقي على رؤياها الصهيونية كالدولة القومية الديمقراطية للشعب اليهودي. 

ان تقليص النزاع من مدرسة ميخا غودمان هام لتسهيل حياة جيراننا الفلسطينيين، ولكنه ليس بديلا عن الحاجة للعمل بحزم لانهاء الاحتلال الذي يهدد مستقبلنا استراتيجيا واخلاقيا على حد سواء. بقدر كبير من شأن تقليص النزاع ان يكون علاج تخدير للمسيرة السياسية، والذي ضرره اكبر بكثير من منفعته. لقاء وزير الدفاع غانتس مع ابو مازن هام، ولكن لا يمكنه أن يحل محل مسيرة سياسية ذات مغزى. 

افهم كم هو هام الحفاظ على حكومة التغيير ومنع عودة حلف البيبيين، لكن التغيير المنعش الذي جلبته حكومة التغيير لن يذكر في صفحات التاريخ اذا لم تعمل بكل قوتها كي تنقذ اسرائيل من التهديد الاكثر مركزية على مستقبل الحلم الصهيوني. لبيد، الذي اثبت قدرات سياسية مبهرة في اقامة هذه الحكومة؛ الذي اثبت انه يمكن الجلوس مع حزب عربي والحصول على توافقات بين الخصوم الايديولوجيين؛ ملزم بان يقدم ذات الحكمة من خلال عرض افق سياسي. الافق السياسي هو الافق الصهيوني.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى