ترجمات عبرية

معاريف – بقلم نداف تامير – مطلوب استراتيجية

معاريف – بقلم  نداف تامير ، مدير عام جي.ستريت في اسرائيل ومستشار الشؤون  الدولية لمركز بيرس للسلام والحداثة  – 24/5/2021

” بدون سياسة خارجية متماسكة لتحقيق تسوية بعيدة المدى، فانه حتى الجيش الافضل في المنطقة ووزارة خارجيتنا  ايضا لن يتمكنوا من منع الجولة التالية وجلب السلام والامن لسكان اسرائيل “.

كان الاعلام الاسرائيلي ومعظم الجمهور منشغلين بالجولة الاخيرة، مثلما في كل جولة سابقة، بترقب النصر الاسرائيلي في المعركة العسكرية وفي المعركة على الرأي العام. في الحالتين كانت نجاحات تكتيكية مؤقتة وخسائر استراتيجية. المشكلة هي ان الجمهور والاعلام ليسوا واعين للاخفاق الاستراتيجي لدى القيادة السياسية، يبدون اعجابا مبالغا فيه للجيش وبالمقابل يلقون بلائمة غير مبررة على وزارة الخارجية. الجهازان – الجيش ووزارة الخارجية – يقومان بعملهما بكفاءة عالية. الجيش يبدي قدرات مبهرة حتى في مجال ضرب سلاح الجو لاهداف حماس وكذا في مجال الدفاع عن مواطني الدولة بالقبة الحديدية. وزارة الخارجية نجحت بقدرات دبلوماسية مبهرة في أن توفر لحكومة اسرائيل مساحة عمل سياسي واسعة وشرعية دولية للعملية. في الحالتين لم ينجح هذا النجاح التكتيكي في أن يترجم الى سياسة دائمة بسبب غياب الاستراتيجية السياسية. فلا الجيش ولا وزارة الخارجية يفترض بهما ان يصمما السياسة، ولكن زعماءنا لا يريدون ان يسمعوا ويفشلون المرة تلو الاخرى.

طالما يدور الحديث عن الزاوية الضيقة بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد ارهاب الصواريخ الموجه الى مواطنيها تكون نجاحات لان هذا هدفجدير ومشروع. ولكن من ناحية استراتيجية لا توجد حلول للمسألة الفلسطينية التي حماس هي جزء منها، لا في الميدان العسكري ولا في الميدان الاعلامي. نحن نستخدم في كل مرة الجيش المتطور لدينا كمن يمسك بمطرقة ويرى في كل مشكلة مجرد مسمار. نحن نطور الجيش ونستثمر فيه الاموال وفي كل مرة نبعث به الى جولة اخرى مع حماس يبدي فيها قدراته العظيمة، ولكنه لا يحل شيئا. في وسائل الاعلام يأتي ضباط في الحاضر وفي الماضي الى لقاءات صحفية فيفصلون بصوت رجولي مسائل تكتيكية ويشعلون خيال الجمهور بالقدرات العسكرية.

بالمقابل، نحن لا نستثمر على الاطلاق في تسوية دبلوماسية وفي نفس الوقت نوجه للدبلوماسية الشكاوى على أنه يوجد فيها انتقاد على اسرائيل في الرأي العام. فاسمحوا لي إذن ان اكشف لكم سرا: لا يوجد سبيل لشرح سياستنا. لا انعدام الفعل السياسي، لا استمرار الاحتلال بلا افق، لا الاضعاف المقصود للعناصر البراغماتية للمجتمع الفلسطيني، لا القانون التمييزي لاملاك الغائبين في القدس ولا خرق الوضع الراهن في الحرم والذي تستغله جمعيات مستوطنين باشعال المنطقة برعاية الحكومة.

يتعاطى الجمهور الاسرائيلي مع المعركة الاخيرة مثل سابقاتها من الزاوية الضيقة لمواجهة مشروعة تقوم بها الديمقراطية ضد الارهاب. ولكن العالم الذي يرى صورا صادمة من غزة لمواطنين، بينهم اطفال كثيرون، كضحايا هذه الجولات – يسأل: ماذا فعلتم كي تمنعوا الجولة؟

اشعر باني مرتبط بجيشنا كضابط سابق وكأب لابناء أدوا ويؤدون فيه خدمة هامة. قلبي ايضا مع دبلوماسيي وزارة الخارجية. دعوهم يعملون بالدبلوماسية الحقيقية وسترون النتائج. فحتى الجيش الافضل في المنطقة وكذا وزارة الخارجية الضعيفة لدينا، والتي يوجد فيها دبلوماسيون متميزون لا يمكنهم أن يمنعوا جولة اخرى، لا يمكنهم ان يضعفوا جوهريا حماس ولا يمكنهم ان يجلبوا السلام والامن لسكان اسرائيل والمنطقة دون سياسة خارجية متماسكة لتحقيق تسويات بعيدة المدى. محظور علينا أن نقع في فخ محافل اليمين التي تحاول اقناعنا باننا محكوم علينا ان نعيش على حرابنا في ظل وجود نظام احتلال يعود لجيلين على الملايين وانه يمكن شرح السياسة عديمة المعنى هذه التي تمس اولا وقبل كل شيء بوجودنا كدولة ديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى