ترجمات عبرية

معاريف– بقلم موران زاغا – من الهوامش الى المركز

معاريف– بقلم  موران زاغا ، باحثة في شؤون اتحاد الامارات فيمعهد ميتافيم وفي مدرسة حايكين الاستراتيجية في جامعة حيفا – 19/8/2020

يشكل اتفاق التطبيع مع اسرائيل وتدا آخر في مبادرات القوة الرقيقة لاتحاد الامارات ويبث رغبتها في البروز في المنطقة “.

اتحاد الامارات العربية هي من الدول النشطة في العالم في سياسة خارجية فاعلة. فكيف حصل ان دولة اعلنت قبل ثلاث سنوات عن مقاطعة تجارتها قطر، وكانت غارقة في قتال عنيد في اليمن ولا تزال تقاتل في ليبيا، اصبحت رمز السلام في الشرق الاوسط.

كل هذه الخطوات يمكن تفسيرها بتطلع الدولة لان تكون مؤثرة ورائدة، وبخلاف جاراتها العربية في الخليج، توجد لديها ايضا كل الاوراق والقدرات لعمل ذلك.  لدى جميعها توجد احتياطات اقتصادية عظيمة، ولكن السعودية هي منظومة دينية احادية المركز ومعقدة جدا؛ البحرين صغيرة جدا؛ قطر متطرفة جدا؛ والكويت وعُمان حياديتان جدا. لقد حرصت اتحاد الامارات في كل مرحلة منذ تأسيسها على أن تضع لنفسها اهدافا وان تندفع نحوها.

في العقد السابق تغيرت القيادة في معظم الامارات التي يتشكل منها الاتحاد. والجيل الجديد من الزعماء بدأ يملي سياسة تفعيل القوة تجاه الخارج، الرقيقة والشديدة على حد سواء. لهذا الغرض كانت حاجة لجرأة وكسر قواعد تقليدية في شبه الجزيرة العربية. قاعدة واحدة كهذه كانت الابقاء على الغسيل القذر في  البيت.  فالعداء بين اتحاد الامارات، البحرين والسعودية وبين قطر تواصل لسنوات عديدة قبل ان وقعت القطيعة السياسية بين الطرفين. ولكن قليلة كانت التصريحات التي خرجت في الموضوع الى الخارج. في  2017 كسرت اتحاد الامارات القواعد حين خرجت في اقوال حادة وعصبية تجاه جارتها قطر وعلى الفور قررت اغلاق المعبر البري، الجوي والبحري للقطريين اليها.  هذه هي خطوة متطرفة جدا بشرت بتغيير تكتيكي في الخليج كله. في خلفية الخطوة رفعت الامارات  مستوى تدخلها في الحرب في اليمن وانشغلت بالتسلح باسلحة متطورة، والى جانب هذه الخطوات العنيفة، استخدمت الامارات ايضا القوة الرقيقة تجاه الخارج كي تعزز نفوذها. فقد كانت قوة الجسر المركزية بين ارتيريا واثيوبيا (وبعد ذلك حرصت على تمديد انبوب نفط بين الاثنتين). وبين  قوات طالبان والولايات المتحدة. لقد كانت من الاوائل للمصالحة مع سوريا الاسد مع خبو القتال واستخدمت منظومة انسانية عظيمة من المساعدات لدول العالم العربي الضعيفة، بما في ذلك للفلسطينيين، ولدول اخرى في العالم. تشهد كل هذه الخطوات على رغبة شديدة لدى الدولة لان تصبح قوة عظمى اقليمية، وبقدر كبير فانها تعمل هكذا بالفعل في السنوات الاخيرة. اما اليوم فالكثيرون يفهمون ذلك. ويشكل اتفاق التطبيع مع اسرائيل وتدا آخر في مبادرات القوة الرقيقة لاتحاد الامارات ويبث رغبتها في البروز في المنطقة.

لقد تأسست دولة اتحاد الامارات قبل نحو خمسين سنة كجمع لتحالفات قبلية في منطقة صحراوية، هامشية وعصية على المعيشة. والتحولات التي اجتازتها تذكر بانطلاق اسرائيل الشابة في كل المجالات: الاستيطان، العلم والتكنولوجيا، الثقافة، الامن الاقليمي، صناعة الفضاء، خلق لوبي سياسي في نقاط اساسية في العالم وغيرها. وتشهد مقاييس عالمية دارجة على أنها الدولة الاكثر استقرارا في الشرق الاوسط. وتواصل اليوم التقدم بوتيرة سريعة، مع قليل جدا من البيروقراطية والكثير جدا من الطموح والقدرات. واتفاقها مع اسرائيل يدفعها الى الامام خطوة اخرى من هوامش شبه الجزيرة العربية الى مركز الشرق الاوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى