ترجمات عبرية

معاريف – بقلم ليلاخ سيغان – في وقت الفراغ لديكم

معاريف – بقلم  ليلاخ سيغان – 21/8/2020

منذ اتفاق اوسلو تعتقد القيادة الفلسطينية بانها كلما انتظرت ستكسب اكثر . وجاء الاتفاق مع الامارات ليثبت أن الزمن لا يلعب في صالحها “.

مدهش ان نرى كيف يجري جدول اعمالنا العام بحراك عظيم: ففي الاسبوع الماضي فقط كنا عميقا في تداعيات الكورونا والمظاهرات في بلفور، وفي لحظة حل محلها اتفاق سلام مفاجيء مع اتحاد الامارات، ومن هناك مرة اخرى انتقلنا فجأة الى الحديث عن الانتخابات.

كان يمكن للامر ان يكون لطيفا اذا كان ينجح احد ما في لحظة ما في تغيير الخطاب تحل ايضا المشاكل التي على جدول الاعمال. ولكن انظروا حولكم: غلاف غزة يقصف على اساس دائم منذ اكثر من سنتين، حتى عندما يتغير جدول الاعمال. اكثر من 4.5 مليون فلسطيني لا يزالون يعيشون هنا، منقسمون بين غزة والضفة، سواء تحدثنا عن الضم ام تخلينا عنه. ونعم، الكورونا لا تزال هنا ايضا. يكتشف هنا نحو 1.500 مريض جديد في اليوم، والاثار الاقتصادية والاجتماعية قاسية حتى عندما نتبارك بمفاجأة جميلة من اتفاق سلام.

رغم الاسئلة المفتوحة عن بيع السلاح المتطور للامارات، ثمة اجماع عن ان الاتفاق جيد لاسرائيل. او على الاقل توافق واسع. هذا ايضا تغيير منعش، إذ ان الاستقطاب الذي تفشى هنا أنسانا القدرة الاساسية على الاتفاق على ما هو جيد وما هو سيء لليهود. ما نعم – الشعارات عن “السلام مقابل السلام” ليست دقيقة. قبل كل شيء، إذ انه مع الامارات لم يكن لنا ابدا نزاع على ارض أو حرب. وثانيا، لان الفضل الذي في الاتفاق في الجانب الفلسطيني يختلف عن الشعار.

منذ اتفاق اوسلو، اعتقدت القيادة الفلسطينية بانه كلما انتظرت اكثر – ستكسب اكثر. ومجرد طرح موضوع الضم كامكانية في اطار “صفقة القرن” حتى لو تحطمت على شواطيء الواقع، فانه خرق الفكرة القديمة. ففي اللحظة التي وضعت فيها الامارات ايضا المشكلة الفلسطينية جانبا كي تحرص على مصلحتها ذاتها، فان هذه القصة تعززت فقط. الزمن لا يعمل بالضرورة في صالح الفلسطينيين، وكسر الفكرة القديمة هو أنباء طيبة، ولا يهم من أي جانب ننظر اليها. فمن جهة يمكن لاسرائيل أن تكسب من علاقات محسنة مع دول عربية معتدلة حتى بدون الفلسطينيين، ومن جهة اخرى تخلصنا من الطريق المسدود للفكرة السابقة التي لم يعد منها طريق للوصول الى اتفاق معهم، او لحل المشكلة.

حتى لو اعتقدنا ان المشكلة الفلسطينية هي بذنب الفلسطينيين فقط، فانها تحتاج الى حل. وطالما لم يكن حل، فاننا نحن ايضا سنعاني. معنى الاتفاق مع الامارات هو انه بعد 25 سنة من قيادة عفنة فشلت في بناء دولة، حظي الفلسطينيون ايضا بتخفيض كبير لمستوى مكانتهم الدولية. فهل سيبدأون بالاستيعاب بانهم اذا رفضوا كل صفقة، في النهاسية سيخسرون كل شيء؟ ربما، ولكن حقا غير مؤكد.  

لقد تحطمت الفكرة القديمة. ولكن السؤال هو ما الذي سيفعله هذا بالمثاليين. حتى اليوم كان المثاليون الفلسطينيون جزء من التعليم والثقافية الداخلية. من ناحيتهم “بالدم والنار نفديكِ يا فلسطين” (او عمليا اسرائيل)، وفي اقصى الاحوال اذا لم ينجح هذا فسنموت كشهداء، ولكن المسألة مع المثاليين هي انه ينبغي تحويلهم الى طريق عملي من الفعل ولهذا الغرض المساومة على دورهم. فهم عديمو المعنى اذا لم يكن هناك اي سبيل للتوافق معهم.

هذا صحيح ليس فقط بالنسبة للمثاليين الفلسطينيين بل وايضا بالنسبة للمثاليين من اليسار الاسرائيلي. فقد كان المثاليون يتبنون التنازلات وجلد الذات، ولكن في نهاية المطاف تحتاج رقصة التانغو الى اثنين. يسار الثمانينيات والتسعينيات لم يقرأ الخريطة بشكل صحيح. ودفع على ذلك ثمنا حين هجرته الجماهير. هو خيار وهمي لم يعد قائما حقا، خيار يخدم اساسا حملات اليمين كامكانية خيالية رهيبة وفظيعة. بقايا جمراته لا تزال تشتعل بين صفحات صحيفة “هآرتس” ولكن من  ناحية انتخابية هو في افضل الاحوال حزب هامشي. وماذا عن المثاليين من اليمين؟ يتبين أنه رغم السير يمينا، الكتل وتصريحات الولاء، معهم ايضا لا يمكن الوصول الى نتيجة بالنسبة للضم رحمه الله. واذا كان لا بد، فان  الاتفاق مع الامارات يثبت كم يمكننا أن نكسب من  العلاقات المحسنة مع دول المنطقة المعتدلة اذا ما هجرنا الاخيلة عن بلاد اسرائيل الكاملة. فهذه أخيلة ليس لها اغلبية، وفي كل الاحوال سيكون صعبا بعض الشيء تحقيقها طالما لم يتبخر 4.5 مليون فلسطيني مع ازاحة الموضوع عن جدول الاعمال بل واصلوا السكن هنا. في  نهاية المطاف، بالنسبة لهم ايضا سنضطر الى الوصول الى حل ينبغي له أن يكون اجماعا او على الاقل بتوافق واسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى