ترجمات عبرية

معاريف – بقلم ليلاخ سيغان – الحل للغز ليبرمان

معاريف– بقلم  ليلاخ سيغان  – 11/12/2019

قبل لحظة من الموعد النهائي من الانتخابات الثانية، كان يخيل مما يقوله المحللون أن افيغدور ليبرمان اصبح لغزا لا حل له. ولكن هذا بالضبط هو العائق في التحليلات، من اليسار او اليمين. كي نفهم انسانا لا يسير على الخط معك، يجب أن تخرج للحظة عن الموقف المعتاد. وعندما يفعل المرء هذا يكف ليبرمان عن ان يكون لغزا ويتضح ما الذي يريد أن يحققه.

في اسرائيل يوجد جمهور علماني كبير وقلق جدا. ففي كل اسبوع يطل معطى آخر يحاول السياسيون دفنه تحت اطنان من الدعاية. ولكن مشكلة السياسة مع السكان الاصوليين لا توشك على الاختفاء. ففي الاسبوع الماضي تعرضنا لتزييف اعداد الاصوليين المتجندين. وهذا الاسبوع نشرت معطيات حول الدعم الحكومي للحضانات النهارية: عائلات طلاب الدين تحظى بربع الميزانية القطرية العامة للدعم الحكومي، رغم أنها تشكل 7 في المئة من السكان بتعابير اعداد العائلات، و 12 في المئة من حيث عدد الافراد. في 2013 جرت محاولات لاتباع اصلاح في جهاز الرفاه الاجتماعي بحيث تحصل العائلات التي يعمل فيها الابوان فقط على الامتيازات، والا فان المخصصات تكون تشجع البطالة بدلا من ان تشجع على الخروج الى العمل. ولكن هذا الاصلاح شطب عن جدول الاعمال، إذ انه بعد سنة ونصف سقطت الحكومة في صالح حكومة تجمع اليمين – ذاك التجمع اليميني – الاصولي الذي يرغب ليبرمان في تفكيكه.

عند الخروج من هذه الوضعية يرى المرء انه من بين كل السياسيين على لوحة اللعب، فان ليبرمان هو بالذات من اولئك الذين تذبذبوا أقل من غيرهم في الاشهر الاخيرة. فقد قال ان وجهته نحو حكومة وحدة ليبرالية، وهذا بالضبط ما فعله. والتذبذب الوحيد الذي قام به هو حين هدد بالتوجه الى حكومة ضيقة والخروج ضد الطرف الذي لا يلبي مطالبه. في نهاية المطاف – لم ينجح التهديد. في الليكود لم يوافقوا على الانفصال عن التجمع، وفي ازرق ابيض لم يوافقوا على اعطاء نتنياهو أن يكون الاول في التناوب. هكذا بحيث أن الامر الوحيد الذي يمكن انتقاد ليبرمان عليه، هو أنه يوجد له ميل للتهديد بسلاح ليس له حقا نية في استخدامه. وقد سبق لهذا ان حصل له مرة، مع انذار الـ 48 ساعة الذي وعد بتوجيهه لاسماعيل هنية.

ان  معظم الاتهامات التي توجه لليبرمان في هذه الايام، توجه انطلاقا من موقف معين، وهذا ما يجعل هذه الاتهامات مخطئة. فلو كان كل شيء هنا مناورة كي يصبح هو بنفسه رئيس الوزراء، لكان ليبرمان حقق هذا الهدف حتى لو دخل الى حكومة ضيقة مع الليكود او ايد حكومة اقلية مع أزرق أبيض. فقد عرض الحزبان عليه تناوبا مقابل دعمه. وبالشكل ذاته، لو كان كل هدفه ان ينتقم من نتنياهو، فقد كان يمكنه أن يحقق نزوله عن المنصة من خلال التحالف مع غانتس او من خلال تحقيق صفقة ما مع نائب آخر من الليكود. هو لم يفعل هذه الامور. فما الذي يريده ليبرمان إذن؟

هناك حالة يريد فيها ببساطة ما يقول انه يريده، بقدر ما يبدو هذا هاذيا. فهو يريد أن يقطع التماثل الضار بين اليمين وبين الاصوليين، والذي لم يحقق حقا سياسة يمينية في العقد الاخير، ولكنه حقق الكثير من الميزانيات للمدارس الدينية وللاكراه الديني. ليبرمان هو الوحيد الذي يقترح اليوم بديلا لرجال اليمين العلمانيين والليبراليين، ممن هم غير مستعدين لان يتخلوا عن امور كثيرة لقاء القليل جدا. هذه هي قاعدته وهو يحاول أن يذكر القاعدة ماذا يعني اليمين حقا. هذا هو الحل للغز.

اذا كان ليبرمان اثبت شيئا ما في سلوكه الثابت منذ اشهر طويلة فهو كم قوة توجد للتمسك الثابت بموضوع مؤلم حقا، حتى لو كنت سياسيا تهكميا. واذا كان الليكود اثبت شيئا ما في سلوكه، فهو كم هو غير مستعد لان يحل المشكلة العميقة النابعة من التجمع الاصولي. ليس الحلال الغالي جدا، ليس الميزانيات التي تشجع استمرار البطالة والعزلة، ليس الدكاكين في السبت في المناطق العلمانية وليس التجنيد للجيش الاسرائيلي او الخدمة الوطنية أو مجرد عادة العمل ودفع الضرائب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى