ترجمات عبرية

معاريف – بقلم عاموس غلبوع – هذا ما تبقى

معاريف – بقلم  عاموس غلبوع – 29/10/2020

” الارث الحقيقي الاكبر لرابين، الذي يميل البعض الى اخفائه: كيف رأى حدود اسرائيل في الساحة الفلسطينية “.

ثلاث نقاط عن رابين، الرجل وإرثه، كما أرى. الاولى ترتبط بحساب الدولارات. عندما كان سفيرا في الولايات المتحدة كان رابين يتلقى أجرا لقاء محاضراته. وقد اودعت الدولارات التي تلقاها في حساب بنك امريكي. لقد كان سفيرا أدى عمليا مهمته كوزير خارجية وادار الشؤون الامنية والسياسية لدولة اسرائيل مع الادارة الامريكية. وكان تأثيره على تصميم السياسة الاسرائيلية شبه حاسم. وعندما علم، وقد بات رئيس وزراء، أمر الاجر لقاء محاضراته فان شيئا ما في تقديري له انكسر. أنا ايضا، مثل بعض من رفاقي، خدمت في السفارة في واشنطن. اعطينا الكثير من المحاضرات لمنظمات يهودية مختلفة.سافرنا احيانا مئات الكيلومترات في سياراتنا الخاصة كي نحاضر امام جالية يهودية في مدينة نائية. رأينا في هذا رسالة وطنية من الدرجة الاولى، ولم نفكر للحظة واحدة بان نطلب اجرا على المحاضرات. والشيء الوحيد الذي تلقيناه من الملاحق كان نفقات الوقود اذا كانت الرحلة طويلة. اما اليوم فالبلاد تمتلىء بالفساد من كل صوب. إذن تعالوا لا ننسى انه ليس جديدا، هو قديم. كيف قال رئيس الوزراء ليفي اشكول عندما طرحوا عليه حكايات فساد في الموساد؟ “لا تقف في وجه ثور مندفع؟. وبالعبرية الشعبية: دعوهم يتمتعون بثمار فسادهم. كان هذا في عهد اسرائيل، “الجميلة والقديمة”، التي نتوق لها بفرح.

الثانية، إرث التنازل عن كل هضبة الجولان. كان هذا رابين، رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول الذي قبل انتخابه وعد بصوت عال: “لا يعقل” التنازل عن هضبة الجولان، الذي وافق في 3 آب 1993 على التنازل عن كل هضبة الجولان بمستوطناتها. فقد اودع هذا التعهد في “جيب” الادارة الامريكية. صحيح أنه اشترط ذلك بان توافق سوريا من جهتها على مطالب اسرائيل، وان يبقى الامر سرا، الا انه مع ذلك ثبت السابقة، نقطة البداية. سار بيرس في  اعقاب وهكذا أيضا باراك، واولمرت، ويبدو نتنياهو ايضا. وفقا للمنشورات، عشية الحرب الاهلية في سوريا. لم يكن الجدال مع سوريا عن الانسحاب من كل الجولان، بل عن ما هو “كل الجولان”. جاءت الحرب الاهلية في سوريا، وجاء ترامب، وتخلصنا من هذا الارض.

الثالثة، وهي برأيي الارث الحقيقي الاكبر لرابين، الذي يميل البعض الى اخفائه: كيف رأى حدود اسرائيل في الساحة الفلسطينية. في 5 تشرين الاول 1995، عند عرض اتفاق اوسلو الثاني على كنيست اسرائيل قال رابين الامور التالية، التي من المرغوب فيه ان يحفظه كل رجال الامن والدولة عن ظهر قلب: “حدود دولة اسرائيل عند الحل الدائم ستكون خلف الخطوط التي كانت قائمة قبل حرب الايات الستة. لن نعود الى خطوط الرابع من حزيران 1967. وهذه هي اساس التعديلات– ليس كلها – مثلما نراها ونريدها كحل دائم: أولا وقبل كل شيء قدس موحدة تضم ايضا معاليه ادوميم وجفعات زئيف، كعاصمة اسرائيل بسيادة اسرائيل. حدود الامن للدفاع عن دولة اسرائيل  تقع في غور الاردن بالتفسير الاوسع لهذا المفهوم. تعديلات ستضم غوش عصيون، افرات، بيتار وبلدات اخرى معظمها توجد شرقي ما كان الخطالاخضر قبل حرب  الايام الستة. اقامة كتل استيطانية وحبذا يكون مثلها، مثل غوش قطيف، في يهودا والسامرة ايضا”. هذا هو معتقده، وكل تفسير آخر زائد.

وكلمة ختام: سبق اغتيال رابين تحريض شخصي منفلت العقال ضده، تحتل العلم الايديولوجي. ليس ضد حزبه، ضد الرجل الذي اسمه اسحق. واليوم، وبحجوم أكبر واكثر ابداعية، يدار تحريض شخصي منفلت العقال ضد رئيس الوزراء تحت علم  الديمقراطية والفساد. ضده وليس ضد حزبه. لم نتعلم شيئا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى