ترجمات عبرية

معاريف– بقلم عاموس غلبوع – ظاهرة غريبة

معاريف– بقلم عاموس غلبوع – 5/11/2020

لماذا لم يؤيد اليسار الاسرائيلي بمعناه الواسع ترامب الذي احسن جدا لاسرائيل على مدى الاربع سنوات؟ “.

في وقت كتابة هذه السطور لا  أعرف بعد من انتصر في الانتخابات الامريكية. رغم اني لست متدينا، لا اذهب الى الكنيس، صليت لانتصار ترامب. وان كنت لن اعلن الحداد اذا ما انتخب بايدن في نهاية الامر.  صليت لسبب بسيط: ترامب، رغم نواقصه الشخصية وسلوكه الغريب كان الرئيس الامريكي الافضل لاسرائيل منذ الرئيس ترومان الذي بخلاف مع كل مستشاريه، اعترف بدولة اسرائيل الفتية في 1948. في نظري، خطوتان لترامب، ضمن جملة خطوات اتخذها واحسنت لدولة اسرائيل، تضعانه في الحائط الشرقي لفخار دولة اسرائيل. في المجال الامني: الاعتراف بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان؛ في المجال السياسي: الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. هاتان خطوتان، بتقديري، لن يلغيهما بايدن اذا ما انتخب رئيسا.

وجد أحد الاستطلاعات الذي أجري في البلاد امس ان 54 في المئة من عموم السكان يؤيدون ترامب، و 21 في المئة فقط يؤيدون بايدن؛ ولكن عند توزيع الاصوات بين اليمين واليسار كانت النتائج كالتالي: من بين اليمينيين 77 في المئة ايدوا ترامب وفقط 7 في المئة ايدوا بايدن؛ وبالمقابل، من بين اليساريين 45 في المئة ايدوا بايدن وفقط 22 في المئة ايدوا ترامب.

في استفتاء اجري يوم الانتخابات في قناة الرياضة، اكثر من 70 في المئة ايدوا ترامب و 12 في المئة فقط ايدوا بايدن. ويطرح السؤال: لماذا لا يؤيد اليسار الاسرائيلي بمعناه الواسع، مع هوامش من الوسط (ليس السياسي الضيق لميرتس)، ترامب الذي أحسن جدا لاسرائيل على مدى أربع سنوات؟ هذه ظاهرة غريبة وعجيبة. صحيح أنها تعكس رأي الاقلية ولكنها تثير الفضول والرغبة في معرفة اسبابها. وأنا أرى ثلاثة اسباب مركزية للظاهرة: الاول يرتبط بنتنياهو. هذه هي العلاقة الحميمة بين ترامب ونتنياهو، التفاهم المتبادل بينهما، التأييد غير المتحفظ من ترامب لدولة اسرائيل برئاسة نتنياهو. وهذه بالمناسبة علاقة اعطت دولة اسرائيل قوة سياسية غير عادية ووضعت نتنياهو في صف واحد مع “عظماء العالم”. مثل هذه العلاقة لو صار بايدن رئيسا، لما كانت بالتأكيد. برأيي ستكون هذه احدى الخسائر السياسية – الاستراتيجية الكبرى لاسرائيل، حين ينصرف ترامب عن المسرح. وعليه، فان كل الكراهية لنتنياهو وجهت ايضا لترامب، فما بالك ان كل سلوكه تعارض مع السلامة السياسية المقدسة. وعندما نراجع التنديدات التي اطيحت بترامب، نجد أن معظمها مأخوذة من قاموس “التنديدات ببيبي”. باستثناء تعبير “الجاهل” الذي الصق بترامب. لقد اصبح ترامب امتدادا لكراهية بيبي وبقوة. ولئن كان نتنياهو مصيبة للدولة، فان ترامب هو مصيبة للعالم.

يرتبط السبب الثاني بالنزاع وبالفلسطينيين. لقد كان ترامب هو الرئيس الامريكي الاول الذي تجاوز بخفة المسألة الفلسطينية كي يدفع الى الامام علاقات سلام وتطبيع بين اسرائيل والدول العربية. وذلك فيما كان يعرف كيف يستغل فرصة الوضع الاستراتيجي الجديد الناشيء في العالم العربي حيال ايران. هو الرئيس الامريكي الاول الذي لم يركض لمعانقة الفلسطينيين، الذي لم يرفع صبح مساء لاسرائيل مطالبات ببادرات طيبة للفلسطينيين. كل هذه كانت كطعنات حربة في قلب اليسار الاسرائيلي. ومقارنة باوباما، اعتبر ترامب كمعادٍ للفلسطينيين وبالتالي كعدو لليسار.

ويرتبط السبب الثال بالفكر. ترامب يعتبر وعن حق، كممثل للنهج المحافظ مقابل النهج الليبرالي التقدمي الذي يشدد على  حقوق الفرد مقابل حقوق الجماعة؛ يفضل “الاخر”، الذي يريد عالما اخضر ويقاتل بشدة ضد الاحتباس الحراري للكرة الارضية وغيرها. كل واحد يمكنه بالطبع ان يضيف اسبابه الشخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى