ترجمات عبرية

معاريف– بقلم عاموس غلبوع – حرب مزدوجة

معاريف– بقلم  عاموس غلبوع – 6/8/2020

ظواهر غريبة نشهدها حين يهتف المتظاهرون لاسقاط نتنياهو دون ان يقدموا البديل  ويتصورون انفسهم يقاتلون ضد  عدو داخلي بينما أنا  واغلبية القومية اليهودية  قررنا في الانتخابات من يقودنا ولولا الديمقراطية لما  كان بوسع اي منهم ان يتحدث عن حرب داخلية في صحيفة محلية. وحتى الجيش غريب  كيف يعطي المعاذير لعدم قتل خلية مسلحة معادية تجتاز الحدود بينما رئيس الوزراء يتحدث باسم حزبه بدلا من ان يتحدث الى الجمهور مباشرة ويدعوهم لتحمل المسؤولية في الحرب الصحية والاقتصادية التي نواجهها“.

في كتابي تظهر الفقرة التالية: “ثلاثة امور ضاعت مني، وأربعة لم أعرفها: طريق نسر في السماء، طريق أفعى في الجحور، طريق سفينة في قلب البحر وطريق رجل في الخفاء”. التفسير  الدارج هو أن هذه ظواهر تغيب عن فهم الانسان.  وبروح هذا التفسير اطرح اربع ظواهر حالية.

الاولى: كيف يحصل انه امام صرخة الاحتجاج التي تدعو نتنياهو للاستقالة، لا يطرح أي اسم لشخصية تحتل مكانه؟ لا نسمع الا شتائم مهينة ضده  وضد ابناء عائلته، ولكن لا نسمع ثناء في صالح من سيأتي مكانه. لا شيء. لم ارَ يافطة واحدة تذكر اسم البديل. فالطبيعة البشرية تطالب بان نعرف من سيأتي مكانه. عندما تحدثوا من سيسقط مثلا  محمد علي عن كرسي بطل العالم بالوزن الثقيل، طرحوا عدة اسماء، مثلا (وليس فقط) سوني ليستون. ماذا نعم؟ يبالغون في المزايا التي سيتميز بها الزعيم الذي سيأتي بدلا من نتنياهو: نقي اليدين، لا يأخذ رشوة، مستقيم الطريق، ليس له اي اتهام جنائي، شخص كله قيم، وما الى ذلك من مزايا تذكر بالملاك جبريل وذاك  الولي “الذي لا يسير على خطى الاشرار”. ولكننا لا نحوم في السماء، نحن نعيش على ارض الواقع ونسأل: اين هو؟ ولا جواب ولا اسم.

الثانية: هل أنا وعائلتي اصبحنا عدوا  ينبغي  القتال ضده، وهل لقادة الحرب صلة تكنولوجية خفية مع الموتى؟ من أين العجب؟ احد المقاتلين، مواطن اسرائيلي يدعى رامي متان قاتل مثل  كثيرين في  حروب  اسرائيل القاسية، قال في مقابلة مع هذه الصحيفة  انه “اذا  كنا قاتلنا في يوم الغفران ضد عدو خارجي  فاننا هذه المرة نقاتل ضد عدو داخلي”.

ليس  هذا فقط، بل تحدث باسم المقاتلين الذين قتلوا في حرب يوم الغفران و “جند” هم للحرب  الحالية ضد العدو الداخلي. الحقيقة هي انه ليس عندي اي معلومات عن الاسلحة التي سيقاتل بها متان  ضدي  وضد ابناء عائلتي.  فهل هذا سيكون السلاح اياه من تلك العهود ام سلاح  عهودنا؟  امر واحد معروف لي بيقين: هو يقاتل ضد 60 في المئة من مصوتي القومية اليهودية في الانتخابات الاخيرة. هو يقاتل ضد اغلبية برلمانية تؤيد رئيس الوزراء؛ هو يقاتل ضد قرار واضح من المحكمة العليا. اين توجد دولة ديمقراطية تسمح بالقتال ضدها من الداخل، تسمح له  ولمقاتليه  ان  يعربدوا على هذا النحو؟ فلو كانت الحقيقة هي أنه يوجد هنا “طاغية”،  لو  كانت هنا حقا “تركيا”، لما وصل على الاطلاق الى المقابلة الصحفية.

الثالثة:  بالنسبة لاحباط العملية في هار دوف  في الاسبوع الماضي فكيف حصل أن قتيلا  واحدا لحزب الله في سوريا يتسبب  في جنون  المنظومات في وسائل الاعلام عندنا، ولخطوة معيبة من جانب الجيش الاسرائيلي الذي بنية مبيتة لا يقتل خلية حزب الله على مسافة بضع عشرات الامتار؟ غاب عن فهمي. بالنسبة  لوسائل الاعلام،  لا جديد. فهي في درك تدهورها. ولكن الجيش الاسرائيلي؟ كل  المعاذير،  التي لا ادخل اليها، لماذا لم يصفوا، مخجلة اكثر من مجرد الفعلة.

الرابعة: غابت عني  ردود فعل رئيس الوزراء. فهو يرد كل الوقت؛  يتحدث كل الوقت كمن يمثل  حزبه فقط.  يخلق  كل الوقت ضجيجا حول  الانتخابات. خطأ جسيم. شعب اسرائيل يوجد الان في ذروة حرب من رأسين:  طبية واقتصادية. اخرج وتحدث الى كل الشعب وادعوه للمسؤولية المشتركة، مسؤوليتي ومسؤوليتكم على حد سواء؛ يوجد واقع جديد، يجب التكيف معه. الخلاص لا يأتي فقط من فوق. سيأتي معا الى جانب المساهمة الشخصية من كل واحد وواحد من اجل حربنا المزدوجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى