ترجمات عبرية

معاريف– بقلم زلمان شوفال – عالم جديد – قديم

معاريف– بقلم  زلمان شوفال ، سفير اسرائيل في امريكا سابقا – 10/11/2020

اعلن بايدن عدة مرات بان التزامه بأمن إسرائيل هو “التزام حديدي”، وبالفعل فان كل المؤشرات تظهر انه سيواصل التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك في مجال المساعدة المباشرة وفي مواضيع أخرى أيضا، بما فيها تلك ذات الحساسية الخاصة. وعل أي حال فان تغييرا واضحا قد يقع في الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني “.

من الزاوية الاسرائيلية، فان الاسابيع القريبة القادمة حتى اداء بايدن اليمين القانونية ستكون فترة حرجة وحساسة على نحو خاص، يتعين فيها على اسرائيل أن تسير بحذر كي لا تبدو تبتعد بعجلة غير مناسبة عن ترامب، الذي سيكون لا يزال رئيسا ولكنه سيتعين عليها ايضا ان تسعى الى حوار مع الادارة الجديدة. فانتصار بايدن معناه عودة من عالم من العلاقات الودية غير المسبوقة الى عالم جديد – قديم من العلاقات الودية، ولكن لا تنعدم فيها الخلافات. ومن شأن الرئيس الايراني بخاصة ان يشكل عقبة كأداء؛ فليس واضحا ماذا سيكون عليه نهج ادارة بايدن في الموضوع. وكما كتب في تقرير معهد السياسة والاستراتيجية: “امام اسرائيل توجد نافذة زمنية ضيقة كي تؤثر على موقف الولايات المتحدة”.  معنى الامر انه يتعين على رئيس الوزراء منذ المرحلة الانتقالية ان يشرع في اتصالات سرية في الموضوع. كما يتعين على اسرائيل أن تتفكر بخطواتها بالنسبة لسياستها الامنية العامة في موضوع ايران، بما في ذلك الخيارات التي الغيت في الماضي.

يعد بايدن صديقا لاسرائيل وصديقا ايضا لبنيامين نتنياهو. ولكن الصداقة السياسية هي دوما محدودة الضمان. فالتأييد الثنائي لاسرائيل في الكونغرس لم يختفِ ولكنه ضعف في عهدي ترامب واوباما، واحد الاهداف الاسرائيلية الاهم يجب أن يكون ترميمه. وسواء للحكومة ام لليهود الامريكيين الذين صوت نحو 70 في المئة هذه المرة ايضا في صالح المرشح الديمقراطي، وبعض منهم في مواقع هامة في الحزب، يوجد دور اساسي في هذه المهمة. ولن تتبين تشكيلة مجلس الشيوخ الا في شهر كانون ا لثاني في اعقاب اعادة الانتخابات في ولاية جورجيا. وبينما يقرر الرئيس السياسة الخارجية فان لمجلس الشيوخ قدرة على التأثير، خيرا كان أم شرا، وفي المواضيع المتعلقة باسرائيل يمكنها أيضا أن تحظى بتأييد سيناتورات ديمقراطيين كثيرين، المرشح لرئاسة لجنة الخارجية، السيناتور روبرت ماننداز.  

وكما اشارت “الفايننشال تايمز” البريطانية، فقد نجحت السياسة الخارجية لترامب اكثر مما يعترف به منتقدوه. وفي هذا السياق ينبغي الاشارة  الى مساهمته في تغيير وجه الشرق الاوسط، تغيير سترغب حتى الادارة الجديدة في مواصلته وتوسيعه. فبايدن كنائب اوباما لم يتفق دوما مع سياسته الخارجية؛ فقد عارض مثلا ترك الرئيس مبارك لمصيره. ولكن لاجل فحص  اتجاهات سياسته الخارجية ينبغي الانتظار لنرى من سيعين كوزير للخارجية وكمستشار للامن القومي. وتشهد الأسماء التي ذكرت حتى الان ظاهرا على النية للعودة الى خطوط سياسية تقليدية اكثر، وان كانت هذه لا يمكنها أن تتجاهل التغييرات التي طرأت في هذه الاثناء.

ومع ذلك، فاليسار في الحزب الديمقراطي الذي حظي بتعزيز في  مجلس النواب حذر بايدن منذ الان من ان يتجاهل مواقفه. والناطق الرئيس بلسان اليسار هو بن رودس، نائب مستشار الامن القومي السابق للرئيس أوباما، والذي يعارض بشدة ميول السياسة الخارجية المتبلورة لبايدن وكذا الشخصيات المتماثلة معه. وهو يدعو الى الغاء العلاقات “الهدامة” مع السعودية والامارات، وإدارة كتف باردة لحكم الرئيس السيسي في مصر، و “لاملاء الحل على الطرفين” في الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني. فاليسار يطالب بتقليص ميزانية الدفاع، رفع العقوبات عن ايران وفنزويلا واشتراط المساعدة الأمنية لإسرائيل بـ “تغيير موقفها من الفلسطينيين”. ويقول أصدقاء امريكيون لي ان بايدن سيقف كالصخرة المنيعة في وجه هذه الميول، ولكن المستقبل فقط سيظهر اذا كان حقا، مثلما قال، “الحزب الديمقراطي هو انا”.

في كل حال سيواصل اليسار السعي الى احداث التغييرات، مثلما قالت عضو الكونغرس الكساندرا اوكسيو – كورتيز، من زعمائه البارزين: “اعتقد اننا سننجح في دفع بايدن الى اتجاه تقدمي (أي يساري) اكثر،  والسياسة الخارجية هي مجال هائل لدينا القدرة على تحسينها”. في وقت المداولات على برنامج الحزب، حاولت المجموعة التقدمية المناهضة لإسرائيل واللاسامية في بعضها، والتي تستعين بجيمس الزغبي، رئيس المعهد العربي الأمريكي، ان تدرج فيه بنودا مناهضة لإسرائيل،  قامت الأغلبية بازالتها.  ولكنها نجحت بالفعل في أن تدرج فيه بندا يعارض “توسيع المستوطنات”. من جهة أخرى، شجب البرنامج أيضا نشاط الـ BDS.

اعلن بايدن عدة مرات بان التزامه بأمن إسرائيل هو “التزام حديدي”، وبالفعل فان كل المؤشرات تظهر انه سيواصل التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك في مجال المساعدة المباشرة وفي مواضيع أخرى أيضا، بما فيها تلك ذات الحساسية الخاصة. وعل أي حال فان تغييرا واضحا قد يقع في الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني. صحيح أن السفارة الامريكية ستبقى في القدس، ولكن ربما سيعاد فتح القنصلية الامريكية في شرقي المدينة، وستتخذ خطوات لترميم العلاقات بين واشنطن والسلطة الفلسطينية، ولكن بتقنين. ولكن في موضوع النشاط الإسرائيلي خلف الخط الأخضر، قد تسود أجواء غير مريحة لإسرائيل.

وكانت المرة الوحيدة التي اتخذ فيها بايدن، عندما كان رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، لغة قاسية بالحديث معي  كانت عندما أقيمت مستوطنة جديدة. واضح أيضا ان موضوع السيادة الإسرائيلية في المناطق سيجمد في السنوات الأربعة القادمة. ولكن أجزاء أخرى بمبادرة ترامب كفيلة بان توجه أيضا سياسة بايدن، وذلك ضمن أمور أخرى، لان توسيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي هو مصلحة أمريكية أيضا، وعلى إسرائيل ان تعمل على أن تبقى هكذا.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى