ترجمات عبرية

معاريف– بقلم  زلمان شوفال – صورة الوضع

معاريف– بقلم  زلمان شوفال – 18/5/2021

” الارهاب الحالي، مثل معظم سوابقه، هو جزء من استراتيجية الحركة الوطنية العربية، بمساعدة جهات خارجية لتقويض السيادة الاسرائيلية ليس فقط في القدس وفي الحرم او في المناطق بل في بلاد اسرائيل كلها، واسرائيل ملزمة بان تتخذ ضده استراتيجية شاملة “.

بخلاف الرأي الشائع، العنف العربي الفلسطيني ضد دولة اسرائيل لم يكن حقا في اي وقت من الاوقات عفويا. كما أن العنف في الايام الاخيرة في القدس، في اللد وفي عكا ليس عفويا ولم ينشب ايضا كنتيجة للحواجز في باب العامود، مسيرة الاعلام او حتى استفزازات النائب بن غبير او بسبب الاعياد الاسلامية. كل هذه شكلت حجة مريحة للاعلام العالمي ووزارات الخارجية المختلفة. كما ان الانتفاضة الثانية في ايلول 2000 لم تنشب لان اريك شارون حج الى الحرم، بل كانت عملا مخطط له مسبقا من ياسر عرفات كي يمنع مبادرة الرئيس كلينتون التي كانت تلزمه، بخلاف نواياه بالدخول الى مفاوضات جدية مع اسرائيل. 

للعنف الحالي، بما في ذلك الفعل الحربي المتمثل باطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو دولة اسرائيل، توجد اسباب مترابطة سواء في المستوى الداخلي العربي الفلسطيني ام في المستوى الاسرائيلي. بالنسبة للاول فان ميل حماس للسيطرة على الضفة الغربية وفي واقع الامر على المنظومة السياسية الفلسطينية كلها في ظل دحر فتح والسلطة الفلسطينية – مما ادى بهم لان يشاركوا في العنف “الشعبي” كي لا يظهروا خارجين عن الصورة؛ وبالنسبة للجانب الاسرائيلي، فان العنف يشكل بالنسبة لحماس في ظل المتابعة الحثيثة للاحداث السياسية في اسرائيل، مثابة تدريب قبل معارك مشابهة في المستقبل. وسواء في الانتفاضة الثانية في  العام 2000 ام في سلسلة الاحداث الحالية، طرح المنظمون حجة كاذبة تقول ان “اليهود اقتحموا المسجد الاقصى” بهدف اثارة الجماهير العربية والاسلامية في  البلاد وفي العالم ضد التدنيس المزعوم لاحد الاماكن الاكثر قدسية للاسلام من جانب “الانجاز”. هذه الدعاية الكاذبة ادت بالفعل الى مشاركة  الاف المشاغبين العرب الشبان في الاضطرابات. الارهاب الحالي، مثل معظم سوابقه، هو جزء من استراتيجية الحركة الوطنية العربية، بمساعدة جهات خارجية لتقويض السيادة الاسرائيلية ليس فقط في القدس وفي الحرم او في المناطق بل في بلاد اسرائيل كلها، واسرائيل ملزمة بان تتخذ ضده استراتيجية شاملة. 

ومن هنا الى الساحة الداخلية. كان هناك بعض المتفائلين الذين اعتقدوا بانه في ضوء العنف ستدخل اسرائيل مؤقتا على الاقل “الى المجال المحصن” من ناحية سياسية ولكنه لم يكن حتى عندما تصدح المدافع ويقتل الناس نجد ان رقصة الشياطين السياسية لا تتوقف. كان يمكن ربما لنا ان نتوقع بانه في ضوء الوضع الامني، ستدعو الاطراف الى وحدة كل الاحزاب الصهيونية واليهودية، ولكن هذا لم  يحصل حتى الان. يبدو أنه رغم ان التكليف لا يزال لدى كتلة التغيير لا توجد اي امكانية لتشكيل حكومة. حكومة كهذه، اذا كانت ستقوم، ستكون حكومة كراهية لنتنياهو دون أن يكون لها اي خطة سياسية، امنية ام اقتصادية.  وبهذا فانها ستكون مفاجئة حتى لجورج اورويل. مثل هذه الحكومة حتى وان كانت قانونية، وحتى ولو كانت جديرة فانها ستكون قصة اخرى. يجدر بالذكر ان احد البيانات الاولى التي خرجت على السنتهم هو أن حكومتهم لن تعنى في السنة الاولى بالسياسة وكأن المواضيع السياسية والاقتصادية العاجلة يمكنها أن تنتظر بصبر السادة لبيد، بينيت، ساعر، ليبرمان، غانتس، هوروفيتس والسيدة ميخائيلي. فالتحديات العاجلة لدولة اسرائيل، مثل التهديد الايراني، الموضوع الفلسطيني، العلاقات الاشكالية مع ادارة بايدن وكذا الازمة الاقتصادية والتضخم المالي المهدد والذي هو نتيجة الكورونا، لن تتجمد. 

ولكن الصورة ليست سوداء برمتها. ينبغي أن نتذكر بانه بفضل سياسة الحكومة المنصرفة والسلوك الحكيم لبنك اسرائيل والرقابة على البنوك، تنتعش اسرائيل من الازمة الاقتصادية بسرعة اكبر من الدول الاخرى. اما اذا نشبت موجة جديدة من الكورونا، فسنتمكن من مواجهتها بنجاح بفضل حملة التطعيم لرئيس الوزراء نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى