ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  زلمان شوفال- شرخ وطني

معاريف – بقلم  زلمان شوفال- 1/6/2021

” حكومة التغيير ستكون حكومة شلل وجمود بذور حلها مغروسة فيها من يومها الاول. عندما سنضطر الى مواصلة التصدي للنووي الايراني، كيف ستتخذ القرارات؟ عندما تعطي حماس وجهات فلسطينية اخرى، بما في ذلك اسرائيل الاشارة لحملة شغب اخرى، هل سيوجد قاسم مشترك بين ممثلي اليسار في  الحكومة وبين غانتس ورجال يمينا “.

       وبالفعل في اجواء السوق الحالية كل شيء ممكن، ولكن تكثر المؤشرات على أن حكومة التغيير باتت حقيقة. هذه الحكومة بسبب طابعها والجهات التي تعتمد عليها، تعكس شرخا تاريخيا من ناحية صهيونية ومن ناحية قدرة الحكم على حد سواء. الايديولوجيا او محاولة بلورة قواسم مشتركة في مواضيع في مجال السياسة، الامن، الاقتصاد وما شابه على ما يبدو لن تكون هناك– ولكن ستكون المساومات على الحقائب. ما سيبرز في هذه الحكومة، اضافة الى الكراهية لبنيامين نتنياهو  هو تنكر عاصرها ليس فقط للاهداف التي عرضوها في الانتخابات بل وحتى لمعتقداتهم السياسية المزعومة، والرخص السياسي الاوضح الذي هو من نصيب اليمين الايديولوجي. حتى لو وضعنا الرواسب جانبا، وبعضها قد يكون مفهوما، والتي هي لدى قادة يمينا، فليس في ذلك ما يشوش حقيقة أن طموحاتهم الشخصية غطت على كل الاعتبارات الاخرى، بما في ذلك مستقبل حزبهم، والصهيونية اليهودية وامل جديد، كل واحد حسب طريقه الخاص ساهم بدوره في الشرخ الحالي.

       مثلما قال في حينه عالم الاجتماع السياسي ماكس ويبر فان “السياسيين لا توجههم دوما التزاماتهم بمبادىء معينة”، ولكن من الصعب مع ذلك عدم التساؤل كيف تتكرر في كل مرة التراجيديا اليونانية لافشال حكومات الوسط – اليمين ونقل الحكم الى اليسار – على ايدي اليمين المتطرف. هكذا فعلوا لاسحق شمير وهكذا فعلوا لبنيامين نتنياهو في ولايته الاولى كرئيس للوزراء، ومرة اخرى الان. كنتيجة لاسقاط شمير كانت اتفاقات اوسلو، كنتيجة لاسقاط نتنياهو في حينه نشأ حقل الغام سياسي بمعجزة فقط نجونا منها. والان، بسبب التهديد الايراني من جهة والرياح التي تهب من واشنطن من جهة اخرى، من شأن النتائج ان تكون اخطر بكثير.

       لقد كانت مناكفة اليمين المتطرف لشمير ونتنياهو، وقبل ذلك لمناحم بيغن بعد اتفاقات السلام مع مصر – تنبع من أنه عندما اصبح هؤلاء رؤساء وزراء ومسؤولين عن مستقبل الدولة فهو بان في السياسة يجب الجسر احيانا بين المرغوب فيه  وبين ما يتوفر؛ يسمى هذا البراغماتية. فعندما في 1996 طرحت للبحث في  اللجنة السياسية لليكود خطة براغماتية في موضوع الضفة، عارضها النائب زئيف بنيامين بيغن باستخفاف بدعوى ان “هذه براغماتية مثل المقايضة في  السوق”. سياسة براغماتية مع التشديد على الجانب الامني، وحماية البوصلة الايديولوجية هي السبيل الذي قاد فيه نتنياهو بنجاح طريق اسرائيل السياسي ووصل الى انجازات غير مسبوقة في المجال الدولي وعلى الصعيد الاسرائيلي العربي. “السلام الان”  تحول من شعارتافه وخادع الى واقع سياسي – صحيح ان هذا لا يزال بدون الفلسطينيين  الذين يواصلون رفضهم للاعتراف بحق اسرائيل في الوجود كدولة يهودية، والرئيس بايدن قضى في هذه الايام بان هذا هو السبب الحقيقي لغياب السلام.

 ولكن السبيل السياسي من شأنه الان ان يقف امام عقبة كأداء إذ ان حكومة التغيير ستكون حكومة شلل وجمود بذور حلها مغروسة فيها من يومها الاول. عندما سنضطر الى مواصلة التصدي للنووي الايراني، كيف ستتخذ القرارات؟ عندما تعطي حماس وجهات فلسطينية اخرى، بما في ذلك اسرائيل الاشارة لحملة شغب اخرى، هل سيوجد قاسم مشترك بين ممثلي اليسار في الحكومة وبين غانتس ورجال يمينا، ناهيك عن العنصر الحيوي في لوحة الفسيفساء السلطوية التي تسمى القائمة المشتركة؟ ماذا سيكون الرد الاسرائيلي عندما تحاول ادارة بايدن ان تدفع الى الامام بشكل نشط خططا للشرق الاوسط بعامة وللموضوع الفلسطيني بخاصة او عندما تنشب ازمة اقتصادية من التضخم المالي العالمي. الحل المتوقع: الا يقرروا. اما النتيجة الواضحة هي الدونية والسلبية الاسرائيلية في كل المجالات. حماس ايضا تفهم ذلك ومن شأنها ان تعمل بموجبه، فيما ان هجمة الصواريخ والارهاب الاخيرة شكلت لها بروفة عامة.

لاجل النزاهة، لا ينبغي ان نشوش ايضا الظلال في الحكومة المنصرفة وتلك التي سبقتها. ظلال نبعت جزئيتا سواء من تركيبتها الشخصية او من علل الحكم كنتيجة لطريقة الانتخابات القائمة. لعل النعمة الوحيدة في الوضع المقلق الحالي هي ان في المعارضة الجديدة سيتخذون خطوات لاصلاح الوضع على المستوى القومي والحزبي على حد سواء. حاليا لا يتبقى الا الامل في أن تتمكن الدولة من تجاوز نتائج الشرخ الحالي وفترة حكومة التغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى