ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  زلمان شوفال –  حديث خطير

معاريف – بقلم  زلمان شوفال – 23/11/2021

” فقدان الحوكمة مقلق حقا: ليس فقط في وادي عاره بل ايضا في النقب، في اللد، في الرملة وفي حيفا مثلما ظهر في حملة حارس الاسوار. الحل ليس “الهروب من المشكلة”، كما  يقول اللواء احتياط بريك، بل التصدي للوضع بكل الوسائل التي توجد تحت تصرف دولة سيادية “.

معظم الانتباه الجماهيري والاعلامي الاسبوع الماضي وجه بشكل طبيعي نحو مغامرة الزوجين الاسرائيليين في تركيا. ولكن الموضوع الملح حقا في رزنامة الاحداث الاخبارية كان المقابلة التي اجراها مع اللواء اسحق ترجمان، رئيس شعبة التكنولوجيا واللوجستيات المسرح من الجيش الاسرائيلي، مراسل “معاريف” تل ليف رام، والتي جاء فيها انه في الطواريء لن يتمكن الجيش، خوفا من اعمال الشغب، من استخدام محاور حركة سير معينة في مناطق ذات سكان عرب. وكمثال ضرب طريق وادي عارة. معنى اقوال اللواء هو أن اسرائيل تتخلى مسبقا ليس فقط عن محور حركة سير حيوي  بل  عن سيادتها في قسم مركزي من الدولة.

ويوجد تاريخ لذلك: في 1956، عشية حملة سيناء، كان هناك تخوف حقيقي لدى محافل الامن من أن يخرب السكان العرب على وسائل التجنيد وخطط عمل الجيش الاسرائيلي. وكانت النتيجة المأساة في كفر قاسم. وتعلم  كل الاطراف الدرس من هذه القضية البشعة، وفي كل حروب اسرائيل منذئذ وحتى اليوم يسود الهدوء في هذه المناطق. اليوم ايضا لا يميل معظم الجمهور العربي في اسرائيل للتماثل مع الاقلية التي تكفر بوجود دولة اسرائيل، ولكن ما يفسر عندهم خطأ كتجلد اسرائيلي على تهديدات بالعنف من شأنه ان يبعث من جديد الافكار ايضا عن آثار القضية اياها.  

جدول عيرون أو  بالعربية وادي عاره، هو المحور الاساس الذي يربط مركز وغرب البلاد بشمال شرقها. وعلى مدى كل التاريخ كان هذا هكذا دوما. هذا هو السبب الذي جعل في اتفاقات رودس للهدنة مع الاردن في العام 1949 أن يصر الوفد الاسرائيلي برئاسة موشيه دايان على أن يضم الى دولة اسرائيل. كما أن تصريح  ترجمان يثير  مشكلة اخرى – معظم حكومات اسرائيل ومحافل الامن تعتقد انه في كل تسوية مع الفلسطينيين بما في ذلك اقامة دولة فلسطينية مستقلة، على اسرائيل ان تبقي في يديها المسؤولية عن الامن في  كل المنطقة التي بين النهر والبحر. لكن كيف ستفي اسرائيل بهذه المهمة اذا كان الجيش الاسرائيلي يستصعب ظاهرا ضمان حرية حركته وعمله في هذا الجانب ايضا من الخط الاخضر؟

اللواء احتياط اسحق بريك، الذي ادى مهام عديدة في الجيش الاسرائيلي، بما في ذلك قائد الكليات العسكرية، عقب بحدة على اقوال اللواء ترجمان. فقال: “مدهش ان لواءاً في ا لجيش الاسرائيلي يختار في الحرب التالية الا يحرك قوات في المحاور المركزية المؤدي الى الشمال وتوجد في سيادة اسرائيل، مثل وادي عاره. بدلا من ان يستعد الجيش لصد المشاغبين عن المحاور يقترح ترجمان طي الذيل والفرار من المشكلة”.  كان  هناك من سارع الى الدفاع عن اللواء ترجمان بطرح كل انواع المبررات العملية واللوجستية، ولكنهم تجاهلوا جذر المشكلة اي مجرد التنازل المبطن من جانب من هم مؤتمنون بحكم مناصبهم على امن سلامة الدولة، عن السيادة والسيطرة في قسم منها، والتسليم بذلك لانعدام البديل، زعما.

وفقا لكل الاراء، ترجمان هو لواء مقدر ومجرب، ولكن مثل الكثير من الضباط الكبار، وليس فقط عندنا، فان الخبرة العسكرية لا تجد تعبيرها دوما في فهم العموم  الوطني والاستراتيجي الذي في اطاره يعمل الجيش. ولكن يحتمل أن يكون هذا ايضا جزء من الاجواء في اجزاء من المجتمع الاسرائيلي، مثلما كتب الصحافي والمؤرخ ايلي شافيت: “عملية فقدان السيادة وقعت بقدر كبير بسبب اليسار ما بعد الصهيوني الجديد…فقد طور موقفا مغتربا وباردا لقيمة الاستيطان، فقد الاهتمام بالارث البن غوريوني في ازدهار القفر، النزول الى النقب واسكان الجليل.  

الجدال ليس على الحقائق، والواقع مقلق بالفعل: ليس فقط في وادي عاره بل وايضا في النقب، في اللد، في الرملة وفي حيفا، مثلما بدا هذا في زمن حملة حارس الاسوار. ولكن العنوان في هذه الشأن هو حكومات اسرائيل على اجيالها. الحل ليس “الهروب من المشكلة”، كما  يقول اللواء احتياط بريك،  بل  التصدي للوضع بكل الوسائل التي توجد تحت تصرف دولة سيادية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى