ترجمات عبرية

معاريف – بقلم ران ادليست – ومضات الشعلة (لبيد)

معاريف – بقلم  ران ادليست  – 11/12/2019

لم أستطب ابدا يئير لبيد. كسياسي. على المستوى الشخصي أنا لا اعرفه، وعندما نتحدث بجدية عن “دولة اسرائيل الى اين”، لا نقدم تنازلات شخصية حتى عندما نكون نعرف مع من نتعاطى، وحتى عندما يكون هؤلاء من اصدقائنا. ان سلوك لبيد في تشكيل يوجد مستقبل وفي الطريق الى رئاسة الوزراء كان كارثيا، بل وسخيفا، ولكنه اثبت نفسه. فقد جمع ما يكفي من المقاعد كي يدخل الى مسيرة اتخاذ القرارات كقوة ذات مغزى. وكان المشكلة انه على الطريق داس على كل ما هو ليبرالي وديمقراطي، ابتداء من النظام الداخلي في يوجد مستقبل، عبر التوجه المنفلت يمينا مع القبعة الدينية، تمثيل اسرائيل في الاغيار بشكل هازيء جدا، اباحة الدم في ظروف قتالية اشكالية وانتهاء بالزعبيز.

لقد أعلن لبيد هذا الاسبوع بانه “من اجل حكومة وحدة فاني اتنازل عن التناوب”. يحتمل أن شيئا ما حصل في الطريق. “لن يكون تناوب لثلاثة اشخاص، هذا غير جدي. ادارة الدولة هي أمر جدي”، قال. “اهم بكثير بالنسبة لي أن تكون وحدة في الشعب. الا تكون انتخابات. ان تبدأ هذه الدولة مسيرة اشفاء، تضميد الجراح. تغيير سلم الاولويات”. واضاف لبيد بان “شخصا واحدا مع ثلاث لوائح اتهام يقف بيننا وبين حكومة وحدة وطنية. هذه الدولة بحاجة الى حكومة وحدة برئاسة أزرق أبيض، مع الليكود، مع ليبرمان، مع العمل. نحن لن نجلس تحت رئيس وزراء مع لائحة شبهات او لائحة اتهام. فدولة اسرائيل تستحق أكثر. تستحق حكومة وحدة مستقرة، مع رئيس وزراء بلا لوائح اتهام. تستحق حكومة تعنى بالصحة والتعليم والامن. وليس بالرشوة، التحايل وخيانة الامانة”.

وسبق الاعلان التنازل البطولي في داخل أزرق أبيض عن “انا رئيس وزراء”. لست واثقا بان الحديث يدور فقط عن بادرة سخاء او اضاءة مفاجئة سقطت عليه من السماء. بالاجمال هذا ايضا حساب شخصي فهيم وصحيح، وبالاساس هذا اعتراف بالواقع – الذي هو موضوع نادر جدا في مطارحنا. هاتان الخطوتان تعدان اليوم مناورة حزبية داخلية هامشية أو ملاحظة هامشية مؤقتة في هوامش الدراما الكبرى، بنكهة الرأفة او الشماتة. ولكن اذا كان عناد لبيد على عدم الارتباط بنتنياهو، بالتوازي مع تنازلاته للاصوليين، ستؤديان بأزرق ابيض الى موقف هام في الطريق الى تحول صغير او كبير في الحكم – فان خطوات لبيد السياسي كانت أهم بكثير من كل المناورات العابثة التي لا تحصى والتي يخدعون بها كلهم بعضهم بعضا. قد يكون الوحيد الذي عرف كم هي هامة، ومساهمته كانت كبيرة في ذلك.

في هذه الاثناء كان هو الرجل السليم في المكان السليم. مناورة قبول الاصوليين وحرب الابادة الشخصية ضد نتنياهو كان مدماكا صحيحا لحملة الانتخابات وتم ضد اعضاء قمرة القيادة وممن يؤمنون بالوحدة. اذا ما تشوش كل شيء، أي برز حل آخر يشل امكانية التغيير، فلا شيء هام، تاريخي، وهذا المقال ما كان سيكتب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى