ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  ران ادليست – حياة قاطف زيتون

معاريف – بقلم  ران ادليست – 20/10/2021

” هذا تشرين أول عادي في الضفة: ذات المشاهد، ذات الاصوات، ذات صور الاشجار المقتلعة والمنشورة وذات المرجعيات الملفقة التي تبرر اعمال الشغب “.

ظهر يوم الجمعة، حسب توثيق لاسرائيلية كانت في المكان ووصل اليه، عائلة فلسطينية تقطف الزيتون في كرم عائلي في قرية الساوية مع نحو عشرة يهود. فتيان اثنان يعتمران الكيبا بقميصين بيضاوين يصلان الى الكرم ويصرخان بشيء ما عن علم اسرائيلي افسد. ولاحقا يتصل احدهما بالجيش ويقول: تعالوا، يوجد هنا جمع من اليساريين. وصل الجيش الاسرائيلي في شكل ملازم، رجل احتياط على ما يبدو، اسمه عيدو، شرح بانه هنا كي يدافع عن الجميع. احذروا من الاولاد، قال وانصرف. 

بعد نحو ربع ساعة يصل ملازم اصلع، ملتحٍ ويعرض نفسه كقائد القاطع، يرافقه جنديان يعتمران الكيبا.ليس لكم إذن في ان تكونوا هنا، قال للفلسطينيين. امتشق اليهود هواتفهم النقالة، التقطوا الصور، سجلوا وثاروا: ما القصة. الملتحي اقترب من الاب وطلب منه: “اخرجوا من هنا”. فطلب اليهود معرفة لماذا.  شرح الملتحي بانه في الليل كان حدث في اثنائه مُس بعلم اسرائيل. العائلة، المكونة من أب كبير في السن، ابنان، كنتان وبعض من احفاده الصغار، لم يفهموا كيف يرتبطون بالحدث. بمعنى انهم فهموا على نحو ممتاز، ولكنهم اصروا على ان ما لهم – لهم، وما حصل في الليل لا صلة له بهم. “الديكم تصريح؟”، طلب الملتحي. اما الفلسطينيون فيلعبون اللعبة ويتساءلون: “اي تصريح، هذا كرمنا”. فيتفوه قائد القاطع بنحو همس نحو الاب: “في السنة القادمة لن تتلقوا مني ترخيصا بالعمل هنا”، وينصرف. 

في هذه الاثناء، في ذاك اليوم علم أنه في سلفيت المجاورة هاجم نحو 30 مستوطنا مزارعين فلسطينيين يقطفون شجر الزيتون. اصيب اربعة فلسطينيين بجراح طفيفة في الحادثة. وحسب التقارير حطم المستوطنون سيارات، رشوا غاز الفلفل وسرقوا الزيتون. 

هذا تشرين أول عادي في الضفة الغربية. هذا هو الزمن الذي يفرض فيه على مستهلك الاعلام الاسرائيلي ما يرتسم مثل طقوس دائمة ما يحاول فيها المستوطنون منع القرويين الفلسطينيين من قطف اشجار زيتونهم، بما في ذلك من اضافات مثل نشر اشجار زيتون، اقتلاع وسرقة الاشجار. ذات المشاهد، ذات الاصوات، ذات صور الاشجار المقتلعة والمنشورة، وذات المرجعيات الملفقة التي تبرر اعمال الشغب. 

ان الصراع الحالي على هوية الدولة متعال الى هذا الحد او ذاك. فالميل في السنوات الاخيرة كان الى اليمين السياسي والتطرف الديني. هذا يحصل في الجيش الاسرائيلي ايضا. ولا سيما في جيش اليئور ازاريا، الذي يوجد له حضور بارز وفظ في الضفة وفي مناطق الاحتكاك مع الفلسطينيين. وأطلقت اقامة الحكومة الحالية اشارة “اعتدال وهمي” للمجتمع الاسرائيلي، غير ان هذه الاشارات لم تلتقط بعد في اجزاء من الجيش والشرطة، واذهب لتعرف ما هي الامزجة في الشباك. 

في “يوجد قانون” بلغوا بانه منذ بداية موسم القطاف وثق 17 حدث عنف للمستوطنين يرتبط بالقطاف منها ثلاثة احداث اعتداء على القاطفين من قبل مواطنين اسرائيليين. خمسة  احداث قطع او حرق اشجار زيتون وسبعة احداث قطف فيها الاسرائيليون ثمار اشجار الزيتون التي تعود للفلسطينيين وسرقوا الثمار او منعوا الوصول الى الاراضي. حياة قاطف زيتون اعتيادية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى