ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ران أدليست – مرحلة انتقالية

معاريف– بقلم ران أدليست – 9/12/2020

بينما يخوض السياسيون العرب صراعا غاضبا ضد التمييز فان الطبقة الوسطى في الوسط العربي ومعها الارتياح الذي هو النقيض للحماسة السياسية لدى القيادة “.

في جولة الاستطلاعات الاخيرة يوجد خطأ استطلاعي في غاية الغباء ينبع من مهنية زائدة ومن عدم رؤية الصورة الكبرى. ففرضية العمل هي ان الحزب العربي  المشترك سيتلقى في محيط 11 – 12 مقعدا.  وخسارة الا يأتي هذا مع ملاحظة استدراكية بان هذا “صحيح حتى الان” وذلك لان  التصويت الحقيقي كفيل بان يغير خريطة المقاعد.

ان للانخفاض في الاستعداد للتصويت اليوم في القائمة المشتركة يوجد سبب: الملل من اللعبة السياسية لزعماء الاحزاب التي تتشكل منها المشتركة، والتشوش الذي في اعقابه. ولكن توجد ايضا اسباب اكثر عمقا، هي ثمرة سياقات تعتمل كلما ارتفع الخط البياني لتحققها في المجتمع العربي.

الاشارة الابرز هي الارتفاع في الارتياح وبالثقة بالنفس للمجتمع العربي في علاقاته مع الوسط اليهودي. هذا معطى خفي ولكن يمكن الشعور به في الحياة اليومية. السياسيون وزعماء الجمهور العربي يخوضون – وعن حق – صراعا عنيدا وغاضبا ضد التمييز ومن أجل تعزيز العنصر القومي العربي وشراكة المصير مع الفلسطينيين. غير أن ما ينجح لدى العرب مثلما لدى اليهود وفي كل مكان في العالم، هو وقوف الطبقة الوسطى عند مزاياالبرجوازية الصغيرة. وهذه هي البرجوازية الصغيرة ذاتها التي انتصرت على الوسط الاسرائيلي في صالح اليمين وتنتصر على اليمين المتطرف في داخل اليمين نفسه. من هذه الناحية توجه عباس منصور من القائمة العربية الموحدة الى صفقة سياسية على  نمط الاصوليين وشاس مع بنيامين نتنياهو بعيون مفتوحة.

تبين معطيات استطلاع المعهد الاسرائيلي للديمقراطية بان 41 في  المئة من الجمهور العربي يؤيد التعاون في الكنيست بين نتنياهو واليمين وبين عباس وفقط 34 في المئة يعارضونه. ولكن لا شك ان العنصر القومي، الرواسب التاريخية وشراكة المصير مع الفلسطينيين ستجد تعبيرها في الانتخابات نفسها.  

وعلى اي حال فان التجربة التاريخية للوسط العربي لا تميز بين اليمين واليسار في اسرائيل. فاليسار هو العدو القديم، فقد ادار الدولة قبل وبعد حرب  التحرير. اما اليمين فهو العدو الحالي، من حيث العنصرية والتمييز الفظ والمعلن تجاه العرب بشكل عام.  نتنياهو، بيني غانتس ويئير لبيد وافيغدور ليبرمان هم ممثلو الوسط اليهودي، والشراكة معهم هي  مصلحة اكثر  منها ايديولوجيا.

في هذه الاثناء، تحصل امور هي الحياة ذاتها. فمثلا، الارتفاع في مستوى المعيشة ومعها الارتياح الذي هو النقيض التام للحماسة السياسية لدى القيادة. وقد اتسعت الطبقة الوسطى العربية ومع الاتساع يأتي الاعتراف والثقة بدورها على اساس متساوٍ في الساحات العامة. احاديث عن الترحيل لا تؤثر فيهم ورؤيا نقل وادي عارة تضحكهم. وحتى لو كان هناك توتر، فانهم يكبتونه في صالح ثقافة الاستهلاك الغربية التي يتشارك فيها الجميع. الحماسة السياسية لم تنطفىء، ولكن تقسيم الزمن الى شرائح أبقتها في القبو كي تبرز قبيل الانتخابات. ومثلما في كل حزب سوبرماركت، يمكن لكل مقترع ان يختار الحزب الذي يناسبه في الحزب المشترك. والفعل نفسه يبعث كما هو متوقع توترا داخليا، ولكن هذا اشتعال لحظي. اذا ما ترتبت النجوم ورتبت لليسار 50 مقعدا والعرب يصلون الى نحو 15، فيمكن تنفيذ التحول. طوبى للمؤمنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى