ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  ران أدليست  – لغز بينيت

معاريف – بقلم  ران أدليست  – 8/10/2021

” مدى قرارات بينيت، كمراهن متهور، يطلق النار من مثنه، يراوح بين خطوات بقاء محدودة الحركة لتجنيد الوضع وبين خطوة مترددة لحل وسط. الهدنة مع غزة او محادثات ثلاثية مع ابو مازن كطلب الامريكيين. وبهذه الصفة، مفاجأة! بينيت اليوم هو الامل الوحيد لتغيير قد يحوله من رئيس وزراء  مصادف الى زعيم اتخذ الخطوة الاولى لاجراء تاريخي، وهذه ليست الضم “.

مع بيبي كان هذا سهلا.  عرفنا كيف نشخص كل خطوة له. كل شيء  كان متوقعا مثل غورثمات شريرة في برنامج دعائي مغرض. اما لدى نفتالي بينيت فهذا لغز. لا شيء معروف او مرتقب. لا في افعاله ولا في اقواله. يبدو أنه هو نفسه، على مستوى القرارات الوطنية، لا يعرف كيف يعمل. 

في هذه الاثناء في كل خطاب يفترض أن يكون تأسيسيا توجد له التواءة غريبة ما. بدء بهجمته على جهاز الصحة في الامم المتحدة وانتهاء باطلاق بالون رون اراد. ما يملي سلوكه اليوم هي المخاوف السياسية. الخوف من اليمين المتطرف في الانشغال بالمستوطنات، والخوف من الخوف من ايران، الذي تجذر في الوعي المهندس لمواطني اسرائيل. هاتان هما مشكلتان جوهريتان لسياسة الخارجية والامن في اسرائيل ولا يوجد هنا بعد رئيس وزراء يعالجهما.

ظاهرا لم يسبق أن كان وضعنا بشأن رئيس الوزراء افضل. يوجد لنا في المخزون في هذه اللحظة رئيس وزراء عمليا، رئيس وزراء بديل، رئيس وزراء بديل سابق ورئيس وزراء متخفي. احد منهم ليس  مستعد لان يتخذ خطوة هامة نحو تسوية معقولة مع الفلسطينيين او ايران. بيني غانتس يدير في المناطق سياسة أمن خاصة به لان “الوضع” يستوجب تنسيقا لقوات امننا وامنهم. ما دفع المعارضة لان تهاجم بينيت الذي “سمح” لغانتس بالوصول الى لقاء مع ابو مازن. رد بينيت بهمس. شيء ما على شكل اذنت ولكني لم اكن سعيدا. وزير الصحة نيتسان هوروفيتس سافر هو ايضا الى رام الله ونقل الى آييلت شكيد دعوة للزيارة لدى الزعيم الفلسطيني. ردت شكيد برد صبياني، وهو تقدم مقارنة مع غولدا مائير التي كانت ستسأل بتعجيب ما هو الفلسطيني.  

اسحق شمير كان سيمنع غانتس وهوروفيتس او كان سيطيرهما من حكومته. بينيت هز كتفه. وهز الكتف بالنسبة ليميني نموذجي هو تقريبا مثل اعطاء الكتف. وفضلا  عن هذا من يقرر علاقاتنا مع الفلسطينيين هو النفر الاستراتيجي عندنا والشهيد الدوري عندهم. 

في هذه الاثناء لا تلوح في الافق اي خطوة تاريخية حقيقية. دافيد بن غوريون اقام دولة بفعل قيادي رغم الخطر. ليفي  اشكول وغولدا سمحا للجيش الاسرائيلي ان ينتصر. أو أن ينهزم. مناحم بيغن صنع سلاما وتاريخا بخلاف رأيه هو. اسحق شمير، شمعون بيرس وبنيامين نتنياهو جروا الارجل الى أن جروا الى خارج التاريخ. اهود باراك انصرف بخطوة تاريخية من لبنان واهود اولمرت كاد يلمس التاريخ عندما رسم حدود تاريخية مع ابو مازن. الى أن قتله سلوكه – سياسيا هو ومبادرته. 

بينيت فعل فعله بمستوى شريك ثانوي عندما دحر  الى خارج سياقات اتخاذ القرارات الائتلاف السابق (نتنياهو هو فقط العلاوة). فرصته للخروج من الجولة السياسية الحالية مع قدرة انتخابية للتنافس بجدية على مكان في قيادة مستقبلية ليست شيئا ما. ولكن إذهب لتعرف، بعد اربع سنوات في مكتب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بما في ذلك الميزانيات والوظائف ماذا ستجلب له علاقاته مع اليمين الذي يصحو والذي لا يزال في المعارضة. 

في هذه المرحلة لا يبدو ان بينيت مجبول من مادة زعيم تاريخي. المقربون يروون في وسائل الاعلام بانه توجد في شخصيته عناصر صبيانية، تهور ورهان – مزايا بسببها بالذات هو كفيل بان ينفذ قفزة تأسيسية، والسؤال هو في اي اتجاه. حرب؟ غانتس وشركاؤه لن يسمحوا. الامل في أن يسير في اتجاه حل وسط تاريخي مع الفلسطينيين يكمن في سياقات احتكاك معتمري الكيبا من نوعه مع الواقع. ظاهرا، معتمرو الكيبا ممن يدخلون الى وظائف اوكار علمانية هم عملاء اليمين الديني. عمليا، بعضهم على الاقل يصبحون في اثناء الاحتكاك مع الواقع عملاء العلمانيين في اوساط اليمين الديني وليس صعبا أن نرى اين بينيت يقف على الملعب. 

الموجة الثانية

في هذه الاثناء يلعب بينيت سياسة بواسطة الادوات التي تحت تصرفه: “في المستوطنات في يهودا والسامرة اعربوا عن الرضى من التفضيل الذي ستعطيه وزارة الاديان لاقامة الكنس؛ “مطاهر نسائية اخرى ستبنى في الضفة بفضل المعايير الجديدة التي وقع عليها وزير الاديان متان كهانا”؛ 20 مليون شيكل ستوزع على 30 سلطة محلية توجد فيها ازمة مباني مخصصة للصلاة. وحسب قرار كهانا توجد اولوية لـ “بلدة او حي يوجد في مكانذي حساسية امنية” (اي في المناطق)، وبالمناسبة زيدت ميزانيات شبكات التعليم الحريدية، ولا سيما التابعة لاغودات يسرائيل. 

في هذه الاثناء تدور ضد بينيت  هجمات منفلتة العقال على مستوى الخيانة. في الموجة الاولى كان البيبيون الحريديم والمستوطنون هم الذين قادوا موجة الغضب بدرجة حرارة الغليان، ثمة خيبة أمل تاريخية للعبيد من اربابهم. اما اليوم فهذه هي الموجة الثانية وهذه المرة بتخطيط بارد من الماسكين بقيود الدمى. فبالنسبة لهم يعد بينيت بعد الميزانية موجود هنا كي يبقى.صحيح أنه يتحطم في الاستطلاعات ولكنه ينال زخما في الشرعية مما يزيد قدرته على تجنيد مزيد من الفارين.

ان فشل المعارضة في جمع جمهور كبير في ميدان رابين قبل بضعة اسابيع زاد تأكيد القيادة. والتكتيك الحالي هو بناء سور عاطفي منيع  بين بينيت وبين الكتلة الحريدية – الشرقية – المسيحانية – القومية بواسطة صرخات الشتائم السوقية في الشارع وفي الشبكات.  ونجاعة هذه الموجة السامة وجعل الكنيست ساحة السباب لدافيد امسلم وشركائه موضع شك. 

الواضح هو أن الموجةالسامة تثبت ان بينيت هو التهديد الاكبر على فرصة الكتلة البيبية للعودة الى الحكم. والمفتاح هو الشرخ بين اليمين المسيحاني واليمين الواعي والمغتني ومنذ اليوم يلوح هنا وهناك شق في سور العداء: “في نظري، خطاب ممتاز لنفتالي بينيت”، غرد ارئيل كهانا (مراسل سياسي في “اسرائيل اليوم”) بعد خطاب بينيت في الامم المتحدة. وهو يفصل: “بالافكار التي كانت فيه في شكل تقديمها، في اللغة الجيدة وفي الثقة الذاتية والوطنية التي بثها. اذا واظب في اقواله بالعبرية على هذا النهج لعله يعود ليتلقى الشرعية”. 

يعزو كهانا لبينيت حقيقة انه لم يذكر المشكلة الفلسطينية (التي هي ايضا المشكلة الاسرائيلية)، وكأن سياسة النعامة ستخفيها. من جهة اخرى بينيت في خطابه في الامم المتحدة عني بـ “ايران”. احد ما احصى في خطابه 34 مرة “ايران” . وكأنه في كل ذكر لها يفجر جهازي طرد مركزي. خير انه يوجد لنا غانتس الذي في مقابلة مع “الفورين بوليسي” قال ان “اسرائيل ستكون جاهزة لان تقبل عودة اتفاق نووي مع ايران. النهج الامريكي الحالي هو اعادة البرنامج النووي الايراني الى الصندوق، وأنا اتفق معها”. 

هكذا بحيث أن بينيت لا يمكنه أن يخرج الى حرب حقيقية، او ضم “المنطقة ج” او حتى الى حملة من شأنها ان  تجر الى حرب. مدى قراراته، كمراهن متهور، يطلق النار من مثنه، يراوح بين خطوات بقاء محدودة الحركة لتجنيد الوضع وبين خطوة مترددة لحل وسط. الهدنة مع غزة او محادثات ثلاثية مع ابو مازن كطلب الامريكيين.وبهذه الصفة، مفاجأة! بينيت اليوم هو الامل الوحيد لتغيير قد يحوله من رئيس وزراء مصادف الى زعيم اتخذ الخطوة الاولى لاجراء تاريخي، وهذه ليست الضم. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى