ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ران أدليست – الحياة في الديموكتاتورية

معاريف– بقلم  ران أدليست – 9/10/2020

اسرائيل لا تزال ليست دكتاتورية ولكنها بالتأكيد ليست ديمقراطية. وبهذا المفهوم، ففضلا عن اسقاط نتنياهو مشكوك ان  يكون الاحتجاج مفيدا ولا سيما اذا لم يسقط الكتلة اليمينية كلها  ولا يكتفي  فقط بركل نتنياهو “.

المظاهرات هي التعبير عن الحربلانقاذ الديمقراطية. السؤال هو ضد من، والجواب الدارج هو بيبي. خطأ. بنيامين نتنياهو هو طرف الجبل الجليدي. فلا يهم “شعب” نتنياهو وشركائه اذا كانت اسرائيل هي ديمقراطية ام دكتاتورية ام جبنة 5 في المئة، ولا معنى للتخويف بالدكتاتورية من يعيش في داخلها طوعا، ناهيك عن اولئك الذين يريدون الدكتاتورية حين يرون كيف تتصرف الديمقراطية.

أمامهم يوجد شخص نهض في الصباح، يشعر بانه شعب ويبدأ بالسير – الى المظاهرات، التي هي  ذروة الحرب  على انقاذ الدولة.  السؤال هو  كيف  التظاهر ضد  الشعب اياه؟ ليس لدي  فكرة بالطبع،  ولكن واضح للجميع على ماذا يتصارع الشعبان اللذان يسميان اسرائيل الاولى (اليسار) والثانية (اليمين).  قد لا  يكون هذا هو التعبير  الادق ولكن هذا ما يتثبت وعلى ما يبدو يعكس الواقع اليوم. هذا ليس تفرقة عنصرية او تسيدية، دينية او قومية. هذه تفرقة سياسية مثبتة، وهذه هي مقاعد احزاب اليمين  التي تستخدم عنصريا الاصل العرقي  كجزء  من حملة عاطفية ضد اسرائيل الاولى.

أتريدون اثباتا؟ من يصلي لا يتظاهر، ومن يتظاهر لا يصلي.  من جهة يقف  مؤيدو الفساد والدكتاتورية عن وعي او غير وعي، ومن جهة اخرى معارضو الفساد والدكتاتورية. يا له من بسيط، يا له من صحيح ويا له من باعث على اليأس. اسرائيل (لا  تزال) ليست دكتاتورية ولكنها بالتأكيد ليست ديمقراطية.  ولا جبنة 5 في المئة ايضا. سلفي كيشت (يخيل لي) وصفت في حينه اسرائيل بـ ” الديموكتاتورية”. الوضع اليوم: الكنيست تصوت، الحكومة توافق، نتنياهو يصادق او يرفض.

منذ اليوم يعيش جزء من مواطني الدولة في الديموكتاتورية (ناهيك على الفلسطينيين الذين  يعيشون في حكم عسكري يعتمد على حراب  الجيش الاسرائيلي).  قسم يعيش في  دكتاتورية الهية وهذا يشعر بعبد راض ومطيع؛ البيبيون يعيشون في دكتاتورية المترفع عن الشعب الذي ارادته ارادتهم؛ ومئات  الالاف يتغذون من  الحكم  والحياة طوعا في دكتاتورية مثيبة: رواتب، فرص تجارية، قوة، شرف – هذه كانت وهي الاسباب التاريخية الدائمة التي لاجلها عاش الناس على نحو  ممتاز  في الدكتاتوريات من روسيا حتى الصين، من الفلبين حتى ايران.

من هنا فصاعدا يصبح كل  شيء  اكثر فأكثر بساطة: الدكتاتورية تعالج “الشعب” بواسطة آلية الخبز والتسالي، عدو على الابواب، عدو في الداخل  وعزة وطنية. الكثيرمن العزة الوطنية. أي حرية تعبير  يطلبونها هناك في مظاهرات اليسار؟ لم يسبق أبدا ان كان لشعب اسرائيل للكتلة الائتلافية تعبير خاص  توجد لهم كتائب من الحاخامين، مسؤولو الفروع ومقاولو الاصوات الذين يوفرون عليهم كل جهد لتعبير ليس جزءا من الطاعة للاجندة اليمينية – القومية – الدينية. يوجد لهم حتى مثقفون يغلفون عملهم بهذر التبريرات الايديولوجية.

على الطريق، مثلما في كل دكتاتورية متشددة،  تبنى شرطة علنية وسرية  مسؤولة عن أن الحكم يأمر والشعب يطيع. وفي الحالات المتطرفة يستخدم الجيش. كم نحن بعيدون عن هذا الوضع؟ لقد سبق أن رأينا جنودا في حواجز المظاهرات ومثلما قال القصاصون: العنصر بات  في الداخل.

***

للحكومة توجد الف طريق وطريق لغرس وفرض سياستها. اما للمعارضة فيوجد اليوم أربعة طرق لوقف و/او اسقاط الحكومة: المظاهرات، التي تثبت  تصميما جماهيريا معديا وتجمع جماهير اضافية، هي الطريق الاكثر شعبية وعلى ما يبدو الاكثر صحة.  

المشكلة: قطعت المظاهرة في بلفور طولا وعرضا، والى جانب نهوض الروح القتالية التي سادت في المكان كانت (لي على الاقل) خيبة أمل. اسرائيل الثانية لم تكن  حاضرة  بشكل يؤدي الى تغيير انتخابي، والذي  هو الهدف النهائي للمظاهرات. في الوضع الحالي لا  يوجد طريق في العالم يجعل الائتلاف الحالي، مع أو بدون أزرق  أبيض ينهار دون أن تحدث تلك العاصفة كاملة الاوصاف.

والان يخيل أن المؤشرات على تشكلها يمكن أن نراها ايضا في عين غير حادة، والمتظاهرون لم يعودوا وحدهم. اعلام التيار المركزي  فهم اخيرا ما هو دوره في القوة، وهو يتحرك بروح الاسناد التي تهب من المظاهرات: يمكن أن نرى تنفيذا حادا اكثر للفصل بين  الحقيقة والكذب في المستوى المهني.  عندما تقف الايديولوجيا الديمقراطية امام ايديولوجيا الدكتاتورية، فان الجانب المهني، يجب أن يتحدث وبصوت عالٍ. كل صحافي رأى، سمع وغطى المظاهرات وشعر بما يحدث يسحق اليوم عمل الحكومة على مستوى العلاج المرافق لكل كذب، تضليل، تحريض وتشويه.  

اذا ما فتشنا عن ذرة  خطاب اعلامي واعٍ غير الاخبار،  فان اوفيرا وباركو هما الطليعة. اذاكان وطنيا عديم الكوابح مثل ايال باركوفيتش  يتهم الوزير  امير اوحنا بقوله  “انتم منظمة جريمة” فلعله  يوجد امل. المشكلة هي ان الواقع السياسي لباركو،  مثل كثيرين  آخرين،  يشتري  نفتالي بينيت كمخلص  الكورونا دون أن يفهم بان “الحديث الطيب” الذي  كان هذا الاسبوع بين نتنياهو وبينيت هو  الدليل على ان  الزرزير  سيتوجه دوما الى العُقاب.

ان  الطريق  الثالث  الذي يبني العاصفة الكاملة  هو دور  منظومة  القانون  في الحاجة للدفاع عن نفسها وعن  الديمقراطية.  متأخر جدا، متردد جدا وقليل جدا،  ولكن لا يزالون هناك يقاتلون في سبيل ارواحهم شخصيا ومنظوماتيا. الطريق الرابع الذي يعرض بديلا هو صراع داخل الحكومة باسلوب ازرق ابيض، ومن الصعب التقليل من اهميته.

***

السؤال هو اذا كانت العاصفة الكاملة ستحمي الديمقراطية ايضا، والجواب هو اني  شكاك حتى الخوف.  قد تكون ربما اغلبية في المعارضة لاسقاط  نتنياهو  ولكن لا توجد اغلبية في المعارضة  لحماية الديمقراطية. في الجانب الديمقراطية من  الكنيست الحالية يوجد ا ليوم ازرق ابيض،  يوجد مستقبل، ميرتس والقائمة المشتركة التي ثلاثة عناصرها ديمقراطيون اكثر  من يوجد مستقبل وفي كل وضع سيؤيدون كل صراع برلماني يفضل الديمقراطية على الدكتاتورية.  وتوجد العنزتان الطرواديتان لبوغي يعلون  – تسفي هاوزر ويوعز هيندل، قدم هنا وقدم هناك. بينيت صحيح حتى اليوم هو الفتى المرسل من حاخامي الوسط الظلاميين  وبتسلئيل سموتريتش، وفي ائتلافالدكتاتورية ايضا يعقوب ليتسمان، موشيه جفني ومئير باروش.

وماذا اذا أُسقط  نتنياهو؟  “ما يهمني” يقول افيغدور ليبرمان لبن كسبيت “هو ان في المرة التالية حين ينتصر اليمين، يعرف ايضا كيف يحكم. انتصر اليمين هنا مرات عديدة في الانتخابات، ولكنه لم يحكم ولم يدير حقا أبدا”. فلاديمير بوتين ما كان ليصيغ هذا على نحو افضل.  صحيح ظاهرا ان الاصوليين لا يريدون ليبرمان  او كل  تشخيص  آخر لمراسلي الشؤون الحزبية يرفض هذه  الشراكة او تلك. اما عمليا اذا كان  احد ما يعتقد أن هذه العصبة في كتلة اليمين لا  تعرف كيف تربع الدوائر كي  تبقى في الحكم، فانه لم  يذرف أبدا دموع التماسيح من البصل.  

ومرة اخرى نبقى مع الامل الوحيد، ادارة امريكية ديمقراطية كاملة كاملة، أي البيت الابيض. مجلس الشيوخ والكونغرس اللذين مع الاتحاد الاوروبي يعرضون نظاما خاصا بهم في الشرق الاوسط، والثاني هو أن يصبح أربعة عناصر العاصفة الكاملة اعصارا قد يحطم الكتلة وليس فقط يركل نتنياهو بروح  باركو.

وللتذكير: المعركة هي بين الجهد اليميني للحفاظ على كراهية اسرائيل الثانية للاولى وبين الجهد اليساري لاقناع اسرائيل الثانية بان من يخوزقهم هو حكومتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى