ترجمات عبرية

معاريف– بقلم ران أدليست – البيرتس والساعر

معاريف– بقلم  ران أدليست – 16/12/2020

جدعون ساعر يصبح فجأة اداة اليسار فقط لانه يزعم انه ضد نتنياهو. بينما هو اكثر يمينية من يمينا، وهذا حساب شخصي اكثر مما هو واقعية سياسية “.

عندما يفقد يساريون مثل اوري مسغاف في “هآرتس” حالهم حين ينشغلون برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فانه تكون هنا مشكلة.  صحيح ان نتنياهو هو كل ما كتب عنه وأكثر. ولكن تفضيل جدعون ساعر الذي هو يميني اكثر من يمينا، فان هذا حساب شخصي اكثر وواقعي سياسي اقل.

منذ سنين فهمنا ان اسم اللعبة هو الكتلة. من هذه الناحية، فان نتنياهو، الاوزة العرجاء والنازفة، هو هدف مريح في أنه يغرق في محاكمة الفساد وفي مواجهة مع الرئيس الامريكي الوافد جو بايدن في نفس الوقت. واذا كنا سنسير الى الانتخابات والكل يخوض حملات ضد الكل، فان خليط الفساد والايديولوجيا يفترض ان يجعل ليس نتنياهو فقط الهدف الاساس بل وكل من يسند الليكود، مثل معسكر اليمين، مثل ساعر.

يكتب مسغاف عن ساعر فيقول: “هذا بالضبط اليمين الذي يمكن التعايش معه، اي الجدال والخصام معه في ظل الاجماع الاساس على قواعد اللعب. ليس يمينا دينيا ومسيحانيا يستمد الالهام والصلاحيات من الحاخامين او من شخصيات خيالية، ليس يمينا بيبيا ربه الوحيد هو نتنياهو ومصدر صلاحياته الوحيد هو اعشاش المؤامرات في بلفور وفي قيساريا. يمين رسمي، طبيعي في انماط حياته وسلوكه، نزيه في موقفه من خصومه. كما ان هذا هو اليمين الوحيد الذي يمكن التعاون معه من أجل تطيير نتنياهو من الحكم”.  

ومن هنا فان الطريق قصير لقبول متفرغي المستوطنات، آباء السلب والنهب في المناطق، معظمهم إن لم يكونوا كلهم “يمين رسمي، طبيعي في انماط حياته وسلوكه، نزيه في موقفه من خصومه”، مثلما كتب مسغاف عن ساعر.

في مفهوم معين، فان ساعر اسوأ من متفرغي المستوطنات كمن عاش كل حياته، نما وترعرع في مركز الليكود. لا يوجد اي شيء طبيعي، رسمي ونزيه في سلوك مركز الليكود، الذي هو مصدر العفن الحكومي الرسمي والمحيطي البلدي. أنت لا تصل الى الاماكن الاولى على مدى سنين في قيادة الليكود لو كان مركز الليكود كجسم معين يشتبه بك بانك رسمي ونزيه.

لقد كان ساعر السياسي المدلل الدوري لمركز الليكود، ولاجل الخروج عن طريق دان مريدور، وشركائه، ممن طردوا بشبهة الوفرة للاستقامة وقد سار ساعر على الخط مع الطريق الفاسد للحزب. وبينما نتنياهو هو الاداة، فان ساعر هو الزينة الذي اصبح فجأة اداة اليسار فقط لانه زعما ضد نتنياهو والذي كان يعمل معه طوال حياته. واليوم، عندما يترنح نتنياهو يتذكر بان يكون ضده.

اعرف لمن تعطى النبوءة. ولكن التخمين الذي يعتمد على الاستطلاعات الاخيرة يؤشر الى أن الائتلاف الذي يلوح في الافق يتضمن الليكود (لا يهم اذا كان نتنياهو في الداخل او في الخارج)، ساعر ونفتالي بينيت. ساعر؟  كوزير تعليم قاطع (وصادر) كتاب تاريخ تحدث عن النكبة الفلسطينية، هو الرجل الذي أيد “ان شئتم” وغيرهم. اذا كان نتنياهو سيذهب، فان ساعر  – مثل بينيت – سيتلقى مهلة دولية (ليست لدينا) كي يدرس المسألة الفلسطينية. اما نتنياهو، كاوزة عرجاء حيال هجمة ادارة بايدن فهو الرجل المناسب لان يخضع للواقع الذي خلقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى