ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  د. عمانويل نافون – اليوم التالي

معاريف – بقلم  د. عمانويل نافون ، زميل كبير في معهد القدس للاستراتيجية والامن – 12/10/2021

” الائتلاف المتوقع في المانيا سيكون وديا اقل لاسرائيل من الحكومات التي قادتها ميركيل. علينا ان نستعد للعهد الجديد الذي امامنا “.

زيارة المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل الى اسرائيل تمت بعد نحو اسبوعين من الانتخابات في المانيا والتي وضعت حدا لحكمها الطويل الذي امتد 16 سنة. يمكن لاسرائيل أن تشكر ميركيل على دعمها لها في الساحة الدولية، ولكن يجب أن تستعد ايضا للعهد الذي ما بعدها.  

ادارت ميركيل على مدى 16 سنة الاقتصاد الرابع في العالم بهدوء وباستعداد للمساومة. كامرأة علوم، عرفت كيف تحسب وتدير. وكابنة لقس تربت في القسم الشرقي والشيوعي من المانيا، كانت ملتزمة بالقيم الليبرالية وابدت حساسية تجاه الضعفاء، مثل قرارها موضع الخلاف في ان تستقبل نحو مليون لاجيء في المانيا. صحيح أنها لم تقد خطوات تاريخية دراماتيكية مثل اوتو فون بسمارك– اقامة الامبراطورية الالمانية الثانية واتباع سياسة اجتماعية متقدمة، او هلموت كول – توحيد الالمانيتين واقامة كتلة اليورو، ولكنها تصدت للازمات برباطة جأش وانطلاقا بالالتزام بالاتحاد الاوروبي. تعبير عن ذلك يمكن مثلا ان نجده في قرارها انقاذ اقتصاد اليونان وابقائها في كتلة اليورو وموافقتها في 2021 على برنامج اقتصادي سخي للاتحاد الاوروبي كي يتصدى لازمة الكورونا. 

انتصرت ميركيل في أربع حملات انتخابية، ضمن امور اخرى بفضل شخصيتها المهدئة وسجلها الاداري. بديلها في المنصب، رئيس الحزب المسيحي  الديمقراطي، أرمين لاشت، هو رجل عديم الكاريزما. بقيادته حقق  الحزب المسيحي الديمقراطية النتيجة الاسوأ له منذ  تأسيسه. صحيح أن المرشح لمنصب اليسار  لا حاجة لان يترأس الحزب الاكبر كي يقيم حكومة، ولكن تفوق الحزب الاشتراكي الديمقراطي يمنحه شرعية اكبر لان يقيم ائتلافا مع الحزبين اللذين يلوحان كشريكين مميزين: حزب الخضر والحزب الليبرالي.

بسبب الانجاز المبهر لحزب الخضر فانه سيكون في كل ائتلاف ينشأ. لقد ضاعف الخضر قوتهم واصبحوا الحزب الثالث في الحجم. واطلق الناخب الالماني رسالة بانه لا يمكن تجاهله. والائتلاف الذي يلوح في الافق في هذه المرحلة هو بين الاشتراكيين الديمقراطيين وبين الخضر والليبراليين. هذه ثلاثة احزاب تعززت في الانتخابات وتوجد لها اغلبية 56.6 في المئة في البوندستاغ. الائتلاف المتوقع لن يكون  منسجما: الحزب الليبرالي يؤيد السوق الحرة، تخفيض الضرائب ويتحفظ من السياسة المالية الاوروبية المشتركة. وعليه، فله خلاف جوهري سوء مع الاشتراكيين الديمقراطيين ام مع الخضر. ولكن سيناريو ائتلاف  كهذا هو الاكثر معقولية في هذه المرحلة.  

حكومة بقيادة الاشتراكيين الديمقراطيين ومع شريك كبير مثل الخضر، من شأنه ان يجعل صعبة جهود ادارة بايدن لخلق جبهة غربية حيال الصين وروسيا. عندما صعد الاشتراكيين الديمقراطيين الى الحكم في المرة الاولى في 1 969، بادروا الى سياسة نظيفة مع الاتحاد السوفياتي رغم استياء الامريكيين، اليوم ايضا، يعتبر الاشتراكيون  الديمقراطيون اكثر انصاتا لروسيا من المحافظين. وبالنسبة للصين مشكوك ان تتمكن المانيا من أن تسمح لنفسها بان تسير على الخط مع الولايات المتحدة في ضوء المصالح الاقتصادية الالمانية: منذ 2016 الصين هي الشريك التجاري الاول لالمانيا. الحكومة المتوقعة ستكون اقل ودا لاسرائيل من تلك التي كانت بقيادة ميركيل. ومع ان حزب اليسار المتطرف لم يجتاز نسبة الحسم ولن يكون في الائتلاف لكن يوجد للحزب الاشتراكي الديمقراطي جناح راديكالي لا يمكن تجاهل. من جهة اخرى يوجد لاسرائيل فرصة لتسويق تفوقها التكنولوجي فيجال الطاقة المتجددة لحكومة تعمل على اجندة انتقال للطاقة في حزب الخضر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى