ترجمات عبرية

معاريف – بقلم حاييم مسغاف – الأمر ذاته بالضبط

معاريف –  بقلم حاييم مسغاف  – 3/5/2020

امكانية أن 11 شخصا يمكنهم ان يلغوا حسم ملايين المواطنين، يقشعر لها بدني ببساطة.  لا يوجد شيء كهذا في اي مكان في العالم. فلماذا يحصل عندنا؟ ليس لي  جواب على هذا “.

هناك الكثيرون ممن يدعون بان اسرائيل  ستكون مختلفة بعد انتهاء ازمة الكورونا. يروون لي بان امورا كثيرة طيبة تحصل لنا هذه الايام من التباعد الجسدي. والادعاء هو أن الاستعداد لفهم  الاخر سيصبح مثابة واجب موضة. العلمانيون سيكرهون الاصوليين اقل، وهؤلاء سيكونون اكثر استعدادا للمشاركة في حمل العبء. العرب سيكونون  مرتبطين  اكثر بقليل بمؤسسات الدولة اليهودية. وكذا، هكذا يزعم، فان الهوس الذي يحرك دواليب الكراهية لبنيامين نتنياهو سيخبو. خسارة، هذا لن يحصل. من هذا العالم المثالي لن يبقى شيء مع بلوج نور الصباح. بعد ان نستيقظ سنجد أن شيئا لم يتغير. المحللون الموجهون سيواصلون ما كانوا عليه. كُتّاب الرأي لن يكفوا عن نشر السم الاجتماعي. استر حايوت ستواصل سلوك طرق مختلفة كي ترسخ مكانتها؛ هذا ما دفعها، في ذروة يوم الذكرى، لان تصدر أمرا احترازيا في التماس من شأنه أن يجرنا الى حملة انتخابات رابعة. وفي  نفس الوقت، لم يتردد المستشار القانوني للحكومة من استخدام تعابير غامضة. بغياب سبب وجه آخر لاعتراضاته على افعال الحكومة، يتحدث عن “موانع قضائية”. تعبير آخر امتشق من صندوق أدوات جهاز لا يحترم السلطة المنتخبة، والذي يوجد فيه ايضا تعابير مثيرة للحفيظة مثل “الجمهور المتنور” أو “القاضي العاقل”.

اقول ذلك بأسف شديد. كان بودي بالتأكيد أن ارى بان الضائقة الكبرى التي علقت فيها الانسانية كلها تفضي الى تغييرات كبيرة عندنا ايضا، ولكني عندما انظر الى الهيئة التي اختيرت لغرضالبحث في الالتماسات المحملة بالمصائر على مستقبلنا جميعا، اعرف بيقين تام بان شيئا طيبا لا يوشك على أن يحصل لنا مع الخروج من الحجر الذي فرض علينا. ان الفوضى القضائية التي اكثر من الحديث عنها هنا منذ زمن بعيد، وهي تضرب منذ الان بكل الشدة بكل انماط حياتنا. كل شخص يمكنه أن يصل الى  المحكمة العليا  ويطلب  مبتغاه. فهذه المرة كان  الكل  يدق  ابواب  القس المحلي، وكذا باب حاخام الحي.  اما اليوم فالى القضاة.  ليس  هناك موضوع يمتنعون عن البحث فيه. وهذا ما يثقل علي جدا هذه الايام. على التباعد الذي فرض على ابناء جلي عن اناس احبهم يمكن لي أن اتغلب، ولكن هذه ليست مشكلة ابناء جيلي الذين اعتادوا على ضبط النفس الذي فرضه على أنفسهم القضاة مع اقامة الدولة، مما ساعد اجهزة  الحكم على أن يسنوا مثلا قانون العودة.

ان امكانية أن 11 شخصا  يمكنهم ان يلغوا حسم ملايين المواطنين، يقشعر لها بدني ببساطة.  لا يوجد شيء كهذا في اي مكان في العالم. فلماذا يحصل عندنا؟ ليس لي  جواب على هذا. أعرف فقط ان كل من يتمنى شيئا ما آخر لا يفهم شدة العداء الذي طوره الكثيرون هنا. الواحد تجاه الاخر، قطاع ضد قطاع، على مدى السنين. هذا على ما يبدو هو جزء من طبيعة الشعب اليهودي. بحثت عن تغييرات تمت، ربما، في الميل  للانشقاقات بعد الكارثة. بعد سنوات سبقتها كانت خلافات بين المنظمات المختلفة – ولكني لم اجد شيئا من هذا. وكذا بعد الحرب العالمية الثانية، شيئا لم يتغير.  وينبغي أيضا أن نتذكر انه كان غير قليل  من اليهود حاولوا أن يقنعوا، مثلا، رئيس الولايات المتحدة في حينه هاري  ترومان ان يستخدم الفيتو ضد الاعلان الذي اعتزم دافيد بن غوريون اصداره.

حسب ما يدلني فهمي، ان حكومة الائتلاف التي تأتي علينا بالسوء، اذا ما سمحت محكمة العدل العليا لها بان تقوم، سترجعنا الى الوراء  في  كثير من المجالات. وبالاساس، على حد فهمي، في المجال القضائي. فهي ببساطة ستسمح لمجموعة ضيقة من الاشخاص في الجهاز القضائي لان يفعلوا في حياتنا كما يشاءون. وهذا سيحصل، وهذا سيكون سيئا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى