ترجمات عبرية

معاريف – بقلم تل ليف رام – نار غير صديقة …!

معاريف– بقلم  تل ليف رام- 27/8/2021

” الجيش ملزم باستخلاص الدروس من الحدث القاسي على حدود القطاع في السبت الماضي. ولكن الاستخدام التهكمي لالم عائلة الجريح لاهداف سياسية قد يؤدي الى ضرر هدام بالجيش ايضا “.

في الجيش الاسرائيلي يريدون التركيز على ايران. ولكن، مثلما هو الحال دوما تقريبا، فان غزةالصغيرة، المعقدة والمركبة، من شأنها ان تطلب من الجيش حتى في الفترة القريبة القادمة معظم الانتباه – وذلك على نقيض تام مع المصلحة الاسرائيلية. 

لقد كان الحدث يوم السبت الماضي على حدود القطاع، قرب معبر كارني، سيئا جدا للجيش الاسرائيلي، مع سلسلة مواضع خلل، كانت ذروتها في الاصابة البالغة لمقاتل حرس الحدود برئيلحداريةشموئيلي. كجزء من الاستنتاجات من الحدث، في الجيش الاسرائيلي ايضا يعترفون انه كان ينبغي العمل بعدوانية اكبر وتفعيل القناصة بشكل ذي مغزى اكبر منذ المرحلة الاولى للمظاهرة. واذا كان هذا قد حصل والمشاغبون وصلوا الى السور، كانت حاجة لابعاد القوات عنه الى أن يتمكن الجيش من خلال اعمال مختلفة ابعاد المشاغبين. 

وبالتالي فمن جهة واضح ان  على الجيش ان يستخلص الدروس. ومن جهة اخرى فان الهجمة عليه ليست في مكانها. في المهنة العسكرية من شأن اخطاء تكتيكية في نشاطات عملياتية ان تؤدي الى نتائج غير طيبة. هذه حقيقة. ولكن هذا لا يجعل القادة مهملين والمقاتلين بطاط رماية، كما زعيم ضمن امور اخرى. كما ان احدا لا يربط ايادي المقاتلين وبالتأكيد ليس في القيادة السياسية. سهل جدا لمقاتلي وحكماء لوحة النقر الى الحاسوب التي في حياتهم لا يوجد الا اسود وابيض، ان يقترحوا قتل من يقترب من الجدار. ولكنهم يتجاهلون ان قناصين، وفي واقع الامر كل من كان مقاتلا تقربا يفهمون المسؤولية التي لديهم في اطار الوضعية المركبة. فالى جانب حرسهم على سلامة القوات، على المقاتلين ايضا توجد مسؤولية استخدام القوة بتفكر. هذه مصلحة امنية، بل واحيانا سياسية، ولكن توجد هنا مسألة شخصية. كل من ضغط على الزناد في ميدان المعركة او في عملية عسكرية، يعرف هذا جيدا. 

للحرب في غزة يمكن الوصول بسهولة، هناك احتمال ايضا ان يحصل هذا قريبا. ولكن 20 قتيلا على الجدار في اعمال اخلال بالنظام لن تؤدي الى مزيد من الردع او الاستقرار الامني. في هذا ستمتحن الحكومة على مدى الزمن، بسياسة مرتبة، سياسيا وعسكريا وفي تغيير الواقع في الجنوب. 

سيكون القادة العسكريون مطالبين دوما باستخدام التفكر في الميدان.  ليست كل اصابة في الجدار تبشر بنهاية الردع الاسرائيلي. بالضبط مثلما ليس كل خلل عملياتي واخفاق موضعي يبشر بـ “افلاس” القوات في فرقة غزة وبجيش متفكك. 

عائلة مقاتل حرس الحدود الذي اصيب متألمة جدا، غاضبة على سلوك الجيش ولا تعفيه من نقدها. هذا حقها، ولا مكان لخوض جدال معها. هكذا صحيح التصرف تجاه عائلة ثكلى او عائلة اصيب عزيزها في عملية عسكرية ويكافح في سبيل حياته. ولكن يبدو أن الخطاب الذي انتقل من الشبكات الاجتماعية الى وسائل الاعلام والى خطاب سياسي بشع، فقد كل توازنه. 

من ناحية رئيس الوزراء نفتاليبينيت، كان الحديث مع الاب يوسي عملية مضادة سياسية. كان محظورا عليه أن يخطيء بالاسم وكان ملزما بان يصل جاهزا الى الحديث. ومع ذلك، فان الادعاء الذي قيل وربط بين سياسة الحكومة والنتائج في الميدان لا يقل هذيانا.  كما أن مطالبة رئيس الوزراء بان يأتي لزيارة المقاتل بسبب مسؤوليته الشخصية هي استمرار لهذا الهذر الذي يكون فيه مس بالمقاتلين في الجبهة يثير ردود فعل اكثر عصفا من اصابة بالمدنيين. 

تحقيقات قاسية ومتعمقة يجب أن تجرى في الاحداث التي ارتكبت فيها اخطاء وادت الى نتائج قاسية في الميدان. ولكن الاستخدام المتحكم للحدث الاخير ولالم العائلة لاهداف سياسية – من شأنه ان يؤدي ايضا الى ضرر هدام في الجيش، بثقة الجمهور فيه وبالدافعية للخدمة او للمواصلة في الجيش الدائم. من المهم الايضاح بانه توجد مسافة شاسعة بين النقد اللاذع، الموضوعي، الجدي والمعمق تجاه الجيش وادائه العملياتي في ميدان المعركة، في حوادث التدريب، في معالجة الجنود في الايام الاخيرة او في مسألة التقاعد – وبين الانفلات عديم اللجام. 

غزة ستبقى تتحدى الجيش والحكومة في الفترة القريبة القادمة. نتائج الحملة الاخيرة حارس الاسوار، رغم علامات التقدير العالية التي اعطاها الجيش لنفسه، لم تكن على ما يكفي من الاهمية لتغيير الوضع وتحقيق الهدوء – ويبدو أن الجيش هو الاخر بدأ يستوعب ذلك. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى