ترجمات عبرية

معاريف– بقلم تل ليف  رام – مصاعب الجبهة الداخلية

معاريف– بقلم تل ليف  رام – 28/5/2021

” في حارس  الاسوار تلقينا فقط اطلالة صغيرة على ما  قد يحصل في معركة اوسع مع حزب الله وحماس، الى جانب التصعيد في  المناطق ونشوء  جيوب فوضى في  الدولة “.

       اعلن زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في خطاب القاه هذا الاسبوع بان الحرب القادمة التي ستنشب ستنضم كل القوى المقاومة التي توجد حول اسرائيل. المرة التالية ستكون المعركة الكبرى، قال السنوار – المعركة على القدس.

يمكن الافتراض بان هذه كانت امنية لحماس  في الجولة القتالية الاخيرة ايضا. ان تشتعل منطقة الضفة، ان تنزف القدس، ان تستمر الاضطرابات والعنف في المدن المختلطة في اسرائيل لزمن اطول، وكل هذا بالتوازي مع  جبهة اخرى تفتح من لبنان.

       غير أنه في الجولة الاخيرة خرج السنوار مع جزء صغير فقط من امانيه في اليد. إذ عمليا، العنف، الاضطرابات والتوتر داخل اسرائيل وكذا في شرقي القدس خبا واعتدل بينما في غزة كان لا يزال القتال. في الضفة رغم الامكانية الكامنة الكبير للتصعيد، لم تشتعل الارض. في اسرائيل يقدرون اداء اجهزة امن السلطة الفلسطينية، التي ساعدت في  تخفيض مستوى اللهيب. نشاط الجيش الاسرائيلي، قوات التعزيز الكثيرة التي وصلت الى المنطقة وعززت الدفاع والاعتقالات الكثيرة لنشطاء حماس في الميدان – كل هذا معا اوقف ميل التصعيد. من ناحية اسرائيل ايضا، كانت حملة حارس الاسوار مثابة بروفة فقط. حملة رغم الكثافة والقوة العالية فيها كانت في نهاية المطاف مواجهة محدودة اخرى بين اسرائيل وحماس وعلى ما يبدو ليست الاخيرة. ولكن الساحة في غزة هي فقط جزء من التهديد الذي يتعين على الجيش الاسرائيلي ومحافل الامن الاخرى الاستعداد له في المرة التالية: مواجهة متعددة الجبهات – في الجنوب، في الشمال وفي الضفة – ولكن ايضا مع تحديات قاسية من الداخل.

       كان يفترض بالجيش الاسرائيلي هذا الشهر ان يجري مناورة شهر الحرب الكبيرة. في  مركزها المواجهة مع حزب الله، الى جانب نار الصواريخ من غزة والتصعيد في الضفة. والحملة الاخيرة اعطت مثالا مصغرا لمعنى تهديد الصواريخ على الجبهة الاسرائيلية الداخلية. ولكن لا يقل اهمية عن ذلك، وفرت ايضا الفرصة لفهم معاني المعركة الاكبر – مع حزب الله وحماس، الى جانب التصعيد في الضفة وتطور جيوب الفوضى ومشاكل حكم قاسية في المدن المختلطة، في القرى العربية وعلى طول الطرق والمحاور المركزية في شمال البلاد وجنوبها. 

       درس مركزي من الجولة الاخيرة هو ان كل تنظيم الجبهة الداخلية للحرب القادمة يحتاج الى تغيير من الاساس والى ثورة تحت ثلاث مهام مركزية: الانقاذ والاخلاء، العناية بالسكان، والحماية ضد الانتفاضة الشعبية.

       من اجل الانتصار في الحرب القادمة، تحتاج اسرائيل الى جبهة داخلية قوية وتؤدي مهامها. في الجيش يدعون وعن حق منذ عدة سنين بان الجبهة الداخلية اصبحت الجبهة المركزية، حيث يوجه الاعداء مركز ثقلهم في الحرب. ولكن الاستعداد السياسي لهذا التهديد في السنوات الاخيرة هو في افضل الاحوال هو جزئي للغاية. فالقدرات الهجومية للجيش الاسرائيلي، مثلما وجدت تعبيرها في الحملة الاخيرة، تفوق بمعدلات كبيرة قدرات حزب الله في الشمال. لاسرائيل ايضا تفوق جوي واستخباري واضح على كل اعدائها في كل الجبهات. ولكن بدون تغيير من الاساس للتنظيم وللفكر العملياتي لمنظومة الجبهة الداخلية سيكون من الصعب جدا ترجمة التفوقات الواضحة للجيش الاسرائيلي في الهجوم – الى انتصار وحسم واضحين في الحرب التالية.

       تحت التهديد

محظور لان تصبح الفرضية الاساس بان ليس لحزب الله ظاهرا مصلحة في فتح حرب مع اسرائيل فرضية العمل التي تؤخر التغيير في مفهوم منظومة الجبهة الداخلية. مطلوب جهد وطني تحت مسؤولية عامة في ساعة الطواريء لقيادة الجبهة الداخلية، التي تدير الجهود المختلفة من جانب قوات الاحتياط التي ستجتاز تأهيلات مناسبة، قوات الشرطة وحرس الحدود، نجمة داود الحمراء، الاطفائية وبالطبع السلطات المحلية. منظومة تعمل بمفهوم الحرس الوطني، مع قيادة مركزية وقيادات كبرى اخرى في الشمال وفي الجنوب.

 في السيناريو الاخطر في الحرب مع حزب الله وحماس بالتوازي، ستكون معظم الجبهة الداخلية الاسرائيلية تحت تهديد الصواريخ. معظم المناطق المأهولة في اسرائيل ستكون تحت التهديد. قوة النار لحزب الله لا  تشبه باي  حال قدرات حماس – لا  بالكمية، لا بالنوعية ولا بالدقة ايضا. عدد القتلى والجرحى في الجبهة الداخلية في كل يوم قتالي من هذا النوع هو فقط جزء صغير من الصورة الواسعة. اسرائيل مطالبة بان تستعد لوضع طواريء في كل يوم قتالي فيه ان يكون مئات المواطنين المصابين بشكل غير مباشر جراء الحرب – ضرر للمنازل والبنى التحتية بحجوم لم تشهدها الدولة ابدا.

صحيح، المشاهد في لبنان وفي القطاع مقابل ما سيحصل في اسرائيل ستكون اشد قسوة بكثير. فقد حسن الجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة بشكل دراماتيكي قدرات النار لسلاح الجو، عدد الاهداف التي هو قادر على انتاجها قبل الحملة وفي اثنائها وجودة الاستخبارات. وذلك بالتوازي مع تحسين كبير في منظومة الدفاع، التي تحرم العدو من انجازات برية في اراضي الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى