ترجمات عبرية

معاريف – بقلم تل ليف رام – ليس الى الابد ترامب

معاريف – بقلم  تل ليف رام – 30/10/2020

كائنا من سيكون الرئيس الأمريكي التالي فانه سيتصدى للتحدي الإيراني النووي واذا لم يوقفه بالاتفاق المحسن فلا بد سيصطدم عسكريا به بمشاركة إسرائيل أيضا. ويعمل الجيش الان على تغيير المعادلة في القتال مع حزب الله وحماس بحيث يكون تدمير العدو هو الهدف وليس احتلال الأرض “.

كانت الأشهر الاخيرة تذكيرا لمن كان يحتاج الى ذلك، عن أهمية العلاقة الاستراتيجية لاسرائيل مع الولايات المتحدة، وعن تأثيرها في الشرق الاوسط، اذا ما قررت التأثير.

حتى كانون الثاني الماضي كان جهاز الامن قلقا من تآكل مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، من امتناعها عن استخدام القوة العسكرية ومن انعدام سياسة واضحة، مقابل تعزز قوة الروس والتصاعد في ثقة الايرانيين بانفسهم. وكان الهجوم على منشآت النفط السعودية في 2019 نقطة الدرك الاسفل.

تغيرت الصورة مع تصفية قائد قوة القدس الايراني قاسم سليماني في كانون الثاني. وفي الاستخبارات الاسرائيلية يرون في المبادرة الامريكية نقطة تحول، تؤثر حتى اليوم على قدرة تعاظم الايرانيين وحزب  الله. اما التوقيع على اتفاقات التطبيع بين اسرائيل واتحاد الامارات والبحرين فيثبت حلفا آخذا في التعزز ضد ايران. هذه الخطوة ايضا يمكن أن تعزى للولايات المتحدة.

ليس صدفة أن كثيرا من هذه المواضيع صعدت الى جدول الاعمال قبيل الانتخابات للرئاسة الامريكية. يمكن الافتراض بانهم في محيط الرئيس دونالد ترامب رأوا في هذه الخطوات اوراقا سياسية هامة تساعده في الانتخابات.

في جهاز الامن على قناعة بانه حتى لو لم تجدي هذه الخطوات ترامب نفعا في صناديق الاقتراع، وانتخب جو بايدن للرئاسة، فليس متوقعا تغيير في الالتزام الامريكي بامن اسرائيل وبطبيعة العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين. ولا يزال، سارعت اوساط جهاز الامن في الاسابيع الاخيرة الى سد الثغرات الاخيرة في المسائل المتعلقة بالمشتريات الامنية التي يفترض أن تأتي كتعويض عن صفقات السلاح المتطور التي تنسج بين الولايات المتحدة ودول الخليج. في اسرائيل يؤمنون بان المقابل الذي يمكن الحصول عليه الان اعلى مما يمكن بعد الانتخابات، ولا سيما اذا ما انتخب بايدن، وذلك لانه لن يكون ممكنا الحصول منه على رزمة تعويضات موسعة على اتفاق لم يوقع هو عليه.

تدعي اوساط جهاز الامن بانه كان ممكنا العمل على الحصول على رزمة تعويضات نوعية اكثر، لو كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عمل وفقا للبروتوكول قبل التوقيع على الاتفاق مع اتحاد الامارات. ويقف جهاز الامن – بقيادة الوزير بيني  غانتس – ضد اقصائه عن عملية اتخاذ القرار وعلى أنه لم يطلع على تفاصيل الاتفاق وعلى أنه اخفيت عنه نية الولايات المتحدة بيع الطائرات المتملصة لاتحاد الامارات.

وعلى الرغم من الاتفاقات، فان الايرانيين بعيدون عن ان يرفعوا العلم الابيض. فالسنوات الاخيرة تثبت مدى عناد طهران لمواصلة الدفع الى الامام بمخططات تعاظم القوى الاقليمية والتموضع في سوريا وفي العراق وفي البرنامج النووي ايضا، رغم المصاعب الاقتصادية والعقوبات الاقتصادية الدولية الحادة ضدها.

تقدر اوساط جهاز الامن بانه حتى لو اتخذت الولايات المتحدة بعد الانتخابات خطا واضحا يدمج الضغط الاقتصادي، بخطوات سياسية وباستعداد لممارسة القوة العسكرية تجاه ايران، فان كل هذا لن يوقف تطلعاتها.

يمكن لنتنياهو ان يسجل لصالحه حقيقة أن الولايات المتحدة سارت معه على الخط في موضوع الاتفاق النووي المثقب، ولكن في اختبار النتيجة، بعد أربع سنوات من ولاية ترامب تواصل ايران الاقتراب من القنبلة النووية وتخرق علنا القيود المختلفة التي فرضت عليها.

من المتوقع للسنوات الاربعة القادمة ان تكون حرجة في هذا السياق. في ايران ينتظرون أن يروا من سيكون الرئيس التالي، ويمكن التقدير بانهم يفضلون جو بايدن. ولا يزال، لا يهم من سينزل في الغرفة البيضاء، فان التحدي له سيكون وقف البرنامج النووي بواسطة اتفاق افضل من الاتفاق السابق. واذا لم يحصل هذا، فان عليهما أن يكونا مستعدين لصدام عسكري ستكون اسرائيل ايضا مشاركة فيه.

رفع المستوى في ميدان المعركة

في نهاية المطاف سيذكر التاريخ ترامب كمن احدث اختراقا في الشرق الاوسط فرفع جزءا هاما من المقاطعة العربية على اسرائيل. وحتى لو لم تكن الخطوة تتضمن في هذه المرحلة حلا للقضية الفلسطينية، معقول الافتراض بان كثيرين من رؤساء الولايات المتحدة السابقين كانوا مستعدين لان يوقعوا على انجاز سياسي بمثل  هذا الحجم.

غير أنه الى جانب الانجازات السياسية الهامة، فان القطيعة الامريكية عن السلطة الفلسطينية لا تخدم مصالح اسرائيل ولا تساهم في الاستقرار الامني.

ان الضربة التي تلقتها السلطة الفلسطينية واضحة. فهم يرون في الاتفاق الذي وقعته اتحاد الامارات، البحرين والسودان خيانة حقيقية. ولكن دول الخليج ملت أن تكون رهينة الرفض الفلسطيني. لقد فشل ابو مازن في قراءة الخريطة. لم يشخص المصالح الاقتصادية لدول الخليج والمصلحة المشتركة في الصراع ضد ايران.

ان سياسة اسرائيلية استفزازية تجاه السلطة ليست صحيحة الان. ومع أنه حتى بدون تنسيق أمني ورغم الازمة الاقتصادية للفلسطينيين بقي الميدان هادئا، الا ان جهاز الامن يواصل التحذير من أن الوضع يمكن ان يتغير. فانهيار السلطة سيتطلب من الجيش الاسرائيلي توظيف قوة بشرية ومقدرات عديدة في يهودا والسامرة.

وفي هذه الاثناء، فان التقدير هو انه يوجد احتمال صغير لعملية من حزب الله ضد الجنود. فالهدوء في تفشي الكورونا سمح هذا الاسبوع للجيش بان يجري مناورة واسعة النطاق تحاكي القتال ضد حزب الله في لبنان. وقد نفذت مناورة “سهم فتاك”، على مستوى القادة اساسا، وكان هدفها فحص الاوامر والمخططات الجديدة للحرب ضد حزب الله. في الاسم الذي تم اختياره للمناورة تختبيء ايضا الفكرة العملياتية: مقارنة بالحروب والحملات السابقة، في الجيش الاسرائيلي يخططون في الحرب القادمة لاستخدام القوة البرية منذ مراحلها الأولى. وسيلقى بمركز الثقل على الالوية المناورة، كل واحد في منطقته المخطط لها قبالة استحكامات الخط الأول لحزب الله.

اما التغيير المنشود في النتائج الأولية التي حققها الجيش في حرب لبنان الثانية فيركزه الجيش الإسرائيلي على قدرة القوات على العمل بشكل يدمج بنجاعة اكبر المناورة البرية مع سلاح الجو ومع قدرات نارية أخرى، في ظل استنفاد المعلومات الاستخبارية التي تصل حتى مستوى القائد الميداني.

يوجد الجيش الإسرائيلي اليوم في ذروة مسيرة تكنولوجية ستسمح في المستقبل للقائد الميداني، للطيار القتالي، لمحافل النار المختلفة ولرجال الاستخبارات ان يروا من خلال مساعدات تكنولوجية ذات الصورة القتالية. هذا الرفع للمستوى سيؤدي الى تحسين هام في الخطاب المشترك، في القدرة على تشخيص العدو الذي يعمل للاختباء تحت الأرض برعاية المناطق المأهولة، لتحسين القدرة على اغلاق الدوائر وضرب العدو بشكل ذي مغزى.

الهدف هو انه عندما يحدد قائد السرية في جهازه المساعدالتكنولوجي هدفا يحصل الطيار القتالي على الفور على الإشارة ويكون بوسعه ان يهاجمه دون أن يمس بأمن القوات.

في ميدان القتال المستقبلي في لبنان او في غزة لن يكون النصر بإنجاز بري او باحتلال ارض بل بالضرب الشديد لقدرات العدو، للوسائل القتالية وللبنى  التحتية العملياتية لديه وفي عدد مقاتليه المحيدين. في المواجهات الأخيرة للجيش الإسرائيلي لم ينجح في أن يعبر عن الفجوة الهائلة بين الوسائل القتالية والتكنولوجية لديه مقارنة بمنظمات إرهابية شبه عسكرية يقيمون قدراتهم على أساس مقذوفات صاروخية وقتال عصابات في مناطق مبنية وفي انفاق. وكانت النتيجة مواجهات طويلة انتهت دون حسم واضح. في الجيش يفهمون بانه يجب تغيير هذه المعادلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى