ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  تل ليف  رام  – خطأ استراتيجي سيكلف ايران أثمانا

معاريف – بقلم  تل ليف  رام  – 1/8/2021

” في اسرائيل  يسعون الان لاستغلال الفرصة لتوحيد دول مختلفة ضد ايران ولكن في هذه اللحظة على الاقل يبدو أن العالم يحافظ على  عدم اكتراثه “.

يخيل أنه حتى في القيادة السياسية – الامنية عندما تفاجأوا من الخطأ الاستراتيجي للهجوم على السفينة ومن الفرصة التي توفرها لاسرائيل على المستوى الدولي لتكليف ايران باثمان دبلوماسبة وعسكرية وذلك دون أن تكون اسرائيل هي التي دفعت هذه المرة الثمن.

في المرة الاولى أدت عملية ارهابية من  هذا النوع لايران الى قتلى، بل ومن بريطانيا. ليست واضحة المنفعة التي استمدها الايرانيون من هذه العملية حين تكون الصلة الاسرائيلية هنا واهية سفينة بملكية رجال اعمال يابانيين وشركة بريطانية تشغل السفينة التي توجد بملكية رجل الاعمال الاسرائيلي ايال عوفر (الذي حدد الايرانيون اعماله التجارية ونشاط  شركته في البحر كهدف اسرائيلي مشروع). 

في القيادة السياسية – الامنية يعملون كما اسلفنا على استغلال هذا الحدث  كرافعة دبلوماسية لتشديد الضغط على ايران ولا يستبعدون محاولة لانتاج تحالفات عسكرية لحماية مصالح غربية في قلب البحر ايضا. في اسرائيل ليسوا واثقين على الاطلاق من أن الايرانيين ارادوا موت اثنين من رجال الطاقم. مهما يكن من امر، في جهاز الامن لا يتجاهلون بند النية لايران، الذي حتى لو ارتكبت اخطاء عملياتية، تواصل السعي لضرب اهداف اسرائيلية في  البحر ايضا، في سلسلة من الاحداث التي تتواصل منذ بضعة اشهر.  

التقدير هو ان هذه الفرصة ايضا من المعقول الافتراض ان اسرائيل لن تفوتها. فالى جانب الاعمال التي تنفذ على المستوى الدبلوماسي باحتمالية عالية جدا ان في الفترة القريبة القادمة سيأتي ايضا رد عسكري، بهدف التحديد للايرانيين بانه حتى عندما تكون الصلة باسرائيل هزيلة وقد اخطأوا في اختيار الهدف، فان الفرصة ستستغل لاجل جباية ثمن منهم هدفه نقل رسالة بان اسرائيل لن تمر مرور  الكرام على مثل هذه المحاولات. ومع ذلك، في المستوى السياسي والامني عندما كانوا يفضلون هذه المرة ان تكون شارة الثمن دولية  ايضا وليست فقط من جانب اسرائيل. 

في السنوات الاخيرة كانت بالذات اسرائيل هي التي وسعت حدود المواجهة مع ايران الى الساحة البحرية ايضا. وذلك بعد أن فهمت بانها ملزمة بان توقف تهريبات النفط الى لبنان وسوريا والتي نفذت في الخفاء وبواسطتها تم تبييض اموال الارهاب التي نقلت الى حزب الله. والى جانب الكفاح الاقتصادي كانت ايضا حالات لاعمال ناجحة لاحباط تهريبات بوسائل تكنولوجية ووسائل قتالية متطورة. 

التقدير هو أن عدد الاعمال والعمليات الاسرائيلية في السنوات الاخيرة في قلب البحر تجاوز بضع مئات. حتى الان عمل سلاح البحرية ضمن مفهوم عملياتي واضح بموجبة لا يتم اغراق سفن، لا يصاب رجال طواقم ولا يتم التسبب بضرر بيئي. على مدى الزمن لم يكن للايرانيين، وذلك بسبب الحرج ايضا، سبب لتحطيم مجال الغموض، حتى المنشورات الاولى في الولايات المتحدة عن حجم النشاط الاسرائيلي في قلب البحر، بما فيها الاعمال السرية، مؤخرا – وربما ايضا بسبب الضغط الامريكي – انخفض حجم الاعمال الاسرائيلية في الساحة البحرية. بعد هذه المنشورات بدأت ايران تبحث عن اهداف اسرائيلية في قلب البحر، ولكنها وجدت صعوبة في ايجادها. من المهم أن نفهم بان اسرائيل رغم حدودها البرية، هي عمليا دولة جزيرة – 99 في المئة من البضائع منها واليها تدخل وتخرج عبر البحر، هكذا بحيث ان المس المنهاجي بالسفن في المسارات التجارية في اسرائيل من شأنه ان يؤدي الى رتفاع كبير في اسعار تأمين البضائع والتأثير بشكل مباشر على الاقتصاد الاسرائيلي. حتى الان كل هجمات ايران لم تؤثر على هذا المعطى على الاطلاق.

في نهاية الاسبوع فتح الايرانيون حسابا مع اليابانيين والبريطانيين.  بقدر كبير تشير العملية الايرانية الحالية الى الضائقة وليس الى القدرة العملياتية الاستخبارية الاستثنائية. في اسرائيل  يسعون الان لاستغلال الفرصة لتوحيد دول مختلفة ضد ايران ولكن في هذه اللحظة على الاقل يبدو أن العالم يحافظ على عدم اكتراثه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث whatsapp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى