ترجمات عبرية

معاريف – بقلم تل ليف رام – السلطة التنفيذية

معاريف – بقلم  تل ليف رام – 13/11/2020

قطيعة ترامب وابو مازن لا تخدم المصلحة الاسرائيلية في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. جهاز الامن الاسرائيلي يعتقد أن انتخاب بايدن سيؤدي الى تغيير هذا الميل“.

في الجيش الاسرائيلي وفي قيادة المنطقة الوسطى حددوا شهر تشرين الثاني بانه صاحب الامكانية  الكامنة لتصعيد أمني في يهودا  والسامرة. وهذا ليس فقط بسبب مواعيد الذكرى الفلسطينية الكثيرة التي تحيا هذا الشهر – يوم وفاة ياسر عرفات، الذكرى السنوية لتصفية كبير الجهاد الاسلامي بهاء ابو العطاء وموعد اعلان الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني – بل اساسا بسببالانتخابات للرئاسة الامريكية وامكانية أن يفوز ترامب بولاية رئاسية اخرى.

وتميزت الاشهر الاخيرة بانتظار كل الاطراف نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة. بعد ثماني سنوات اوباما كان بين الفلسطينيين وادارة ترامب قطيعة تامة. وبزعمهم تلقوا من الرئيس ضربات شديدة. كنقل السفارة الامريكية الى القدس، الاعلان الاسرائيلي عن الضم، وقف اموال المساعدات الامريكية وبالطبع اتفاقات السلام والتطبيع.

في جهاز الامن يعزون لترامب قرارات اتخذتها وانجازات حققها كانت ذات وزن  كبير  لامن اسرائيل. ويعددون ضمن امور اخرى اتفاقات السلام الهامة مع اتحاد الامارات والبحرين وكذا مع السودان في افريقيا، والتي ستكون لها تأثيرات استراتيجية على الساحة الفلسطينية. ويتعين على السلطة أن تعتاد على حقيقة أن دولا عربية هامة، اشترطت في الماضي علاقات رسمية لها مع اسرائيل بحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، لم تعد ملتزمة بهذا المبدأ.

اذا كان الامريكيون تمتعوا في الماضي بمكانة طرف وسيط في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني فان هذه المكانة لم تكن قائمة في السنوات الاربعة الاخيرة. وفي اسرائيل شخصوا الازمة في العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية كأزمة غير قابلة للحل. كل هذا تغير مع صدور نتائج الانتخابات.

يرى جهاز الامن في نتائجها حدثا ذا امكانية كامنة ايجابية، انطلاقا من افتراض مهني بان القطيعة بين ادارة ترامب والسلطة الفلسطينية لم تخدم المصلحة الاسرائيلية للحفاظ على الاستقرار الامني في المنطقة.

اما الان فان انتخاب جو بايدن رئيسا هو كالماء البارد الذي يصب على طبخة ساخنة – هذا هو الموقف السائد اليوم في جهاز الامن. ونتائج الانتخابات كفيلة بان تحسن الوضع الامني المتوتر مع السلطة الفلسطينية. صحيح أن عناصر التوتر الكبرى لا تزال هنا، ولكن جهاز الامن يرى امكانية التغيير في الميدان والمتعلق قبل كل شيء بالفلسطينيين وبقرار رئيس السلطة ابو مازن، ولكن ايضا بالسياسة الاسرائيلية.

صحيح أن المسألة الاسرائيلية – الفلسطينية شطبت عن جدول الاعمال في السنوات الاخيرة، ولكنها ستبقى ترافق المجتمع الاسرائيلي لسنوات طويلة على اعتبار الفهم بان اشتعالا امنيا في المناطق خطير. هكذا تشهد العمليات القاسية التي وقعت في الدولة بين نهاية التسعينيات وبداية سنوات الالفين.

مع بايدن رئيسا يكون احتمال استعادة مكانة الولايات المتحدة كوسيط مركزي اعلى. حتى وان ظهرت بين واشنطن والقدس خلافات اكثر في مواضيع سياسية مما كانت في عهد ترامب.

ان انهيار السلطة الفلسطينية لا يخدم باي حال المصلحة الاسرائيلية. والجيش الاسرائيلي يدفع بقوات غفيرة للقيام باعمال جارية في المناطق. ومزيد من التدهور في الوضع وانعدام قدرة السلطة على الحكم سيجعل الجيش الاسرائيلي يدفع بقوات اضافية اكبر مما سيكون على حساب الجاهزية والتحديات الامنية التي تفرضها  الساحتين الجنوبية والشمالية.

نافذة صغيرة للامل

يستعد جهاز الامن لان يضع انتخاب ترامب لولاية اخرى رئيس السلطة امام قرار استراتيجي. ففي ذروة أزمة اقتصادية غير مسبوقة وفوضى سلطوية تتميز بمشاكل عسيرة لمؤسسات الحكم الفلسطينية، كان ابو مازن سيضطر الى حسم خطواته – من سيناريو متطرف في  الاعلان عن حل مؤسسات الحكم الفلسطيني وحتى قرار بتشديد المواجهة مع اسرائيل.

يبدو انه بعد اربع سنوات قاسية مرت على ابو مازن، يشعر أنه فتحت امام نافذة فرص صغيرة مع افق وامل لتحسين الوضع الاقتصادي في السلطة الفلسطينية وتحسين مكانتها تجاه الادارة الامريكية. ففي بيان رسمي هنأ الرئيس المنتخب وكتب بانه ينتظر العمل مع بايدن وادارته من اجل تعزيز العلاقات بين الفلسطينيين والامريكيين.

في اسرائيل يقدرون بانه من غير المستبعد أن يتراجع ابو مازن قريبا عن رفضه سحب أموال الضرائب الفلسطينية – 3 مليار شيكل توجد لدى اسرائيل. حتى الان رفض سحبها احتجاجا على قرار حكومة اسرائيل اقتطاع الرواتب التي تدفعها السلطة لعائلات المخربين.

بعد أن شطب ضم المناطق عن جدول الاعمال وفي ضوء اتفاقات التطبيع مع دول عربية، حاول الكثيرون اقناع رئيس السلطة بالتراجع عن رفضه. ولكنه بقي في عناده. غير أنه في هذه الايام، في  ظل أزمة الكورونا، يتفاقم  الوضع الاقتصادي في السلطة. والموظفون ورجال الامن لم يحصلوا الا على نصف رواتبهم، والبطالة ترتفع. يحتاج الاقتصاد الفلسطيني الى الـ 3 مليار شيكل كما يحتاج الهواء للتنفس.

يمكن الافتراض بان المسألة الفلسطينية لن تكون في رأس جدول اولويات بايدن في الاشهر الاولى. فبعد أن يعين الرئيس الاشخاص الذين سيعنون بمسائل الخارجية والامن ستجري خلف الكواليس حوارات مع محيط ابو مازن القريب للوصول الى  استئناف العلاقات بين الطرفين.

وفي هذه المحادثات سيطرح ايضا موضوع التنسيق الامني بين الجيش، المخابرات والادارة المدنية وبين أجهزة الامن الفلسطينية. في الاشهر الخمسة الاخيرة، حتى بدون تنسيق امني، لم يسجل ارتفاع في عدد عمليات الارهاب في الضفة. ورغم ذلك يعتقد جهاز الامن بانه على مدى الزمن هذا ميل خطير. التنسيق  الامني هام لاسرائيل ايضا. وينبغي الافتراض بانه بعد دخول بايدن البيت الابيض سيستأنف التنسيق الامني، حتى لو لم يتحقق اختراق بين القيادة السياسية في اسرائيل وموازيتها في السلطة.

ومثلما في السنوات الاخيرة، الان ايضا احتمال التصعيد الامني في قطاع غزة أعلى منه في الضفة. فالمنظمة معنية بتصعيد امني في الضفة يأتي على حساب السلطة. وبالتوازي تعمل حماس على تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع. الى جانب ذلك، لا توقف حماس محاولاتها لتمويل وتنفيذ اعمال ارهاب، محاولات اوقفت في اغلبيتها المطلقة بفضل نشاط المخابرات والجيش الاسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى