ترجمات عبرية

معاريف– بقلم بن كسبيت – محكمة التاريخ

معاريف– بقلم  بن كسبيت – 10/8/2020

نتنياهو هو شخص مع وعي تاريخي متطور. ابن مؤرخ، سبق أن قلنا.  المصيبة التي ستقع علينا هنا بالهامه – ستكون على اسمه في  كل كتب التاريخ. سيكون هذ عقابه، حتى قبل أن يحسم  القرار في محاكمته امام هيئة القضاة“.

قبل نحو ستة اسابيع، طرحت في أزرق أبيض امكانية المساومة مع نتنياهو على ميزانية من سنة واحدة. في حينه كان هذا ممكنا ونال تأييد الاقتصاديين وكبار رجالات وزارة المالية. بعثوا لنتنياهو برسول. وسيط اسمه آريه درعي. اذا وافق أزرق أبيض على ميزانية لسنة واحدة بخلاف الاتفاق الائتلافي، هكذا سئل نتنياهو، فهل ستوافق ان توقف السعي لاخذ الدولة الى انتخابات في اذار القادم لذات السبب (الميزانية)؟ وكان الجواب واضحا وقاطعا: لا.

السبب بسيط:ليست الميزانية هي ما يهم نتنياهو. ليست ازمة الكورونا ما يهم نتنياهو. ليست الدولة تهم نتنياهو. ليس مواطنو اسرائيل يهمون نتنياهو. فقط نتنياهو يهم نتنياهو. هذه حقيقة مسجلة باحرف من قدسية بيضاء بحجم ابراز عزرائيلي امامنا جميعنا. يعرفون هذا في الليكود، يعرفون هذا في الاحزاب الاصولية، يعرفون هذا في كل مكان. يعرفون ويسكتون.

في اثناء الاتصالات الطويلة لتشكيل حكومة الوحدة، حين تردد غانتس ومؤيدوه حول مسألة اذا كان يمكن تصديق بنيامين نتنياهو،  وهل يمكن تصديق العقرب الا يلدغ هذه المرة، لاول مرة في حياته السياسية، الضفدع، اجاب الوسطاء على انواعهم ممن ارسلهم نتنياهو بهذا الجواب: “أتعرفون لماذا خرق نتنياهو كل الوعود وكسر كل اتفاقاته حتى اليوم؟”. وحين اجيبوا بـ “لا”، اجابوا: “لانه كان يمكنه. هذه المرة هو لا يمكنه. سننظم له اتفاقا محصنا، بالاسمنت المسلح، فلا يكون مخرج. كل شيء مقرر مسبقا. غانتس سيكون رئيس وزراء من اللحظة الاولى. مع كل التشريفات. سيؤدي القسم القانوني للمنصب مسبقا. طيار اتوماتيكي، والمحتال لن يتمكن من الاحتيار في اي شيء. هذا لن يكون منوطا به”.

تواصلت الترددات. وكانت الحجة التالية هي: “يا رفاق، اهدأوا. دعوه يعتزل بكرامة. هو يطلب  نصف هذه الولاية. وبعد سنة ونصف لن يكون هنا. فقد سلم بذلك. هو يريد أن يواجه في المحكمة كرئيس وزراء وبعدها كرئيس وزراء بديل. هذا كل شيء. دعونا لا نمزق الشعب. دعونا نفكر بالدولة. دعونا نخرج بكرامة. فهل تفكرون حقا بان انتخابات رابعة جيدة للدولة؟”.

النهاية معروفة. انكسر غانتس ووافق. وكان اشكنازي انكسر قبله. كثيرون، بمن فيهم الموقع أدناه، ظنوا (ولا يزالون يظنون) بان هذا كان القرار الاقل سوء. القانون ضد نتنياهو ما كان ليمر (بدون هيندل وهاوزر)، حكومة اقلية ما كانت لتقوم (كما هو آنفا). نعم. كان حاجة لشد الحبل اكثر قليلا. كانت حاجة للسماح لليبرمان ان يضع التشريع ضد نتنياهو على طاولة الكنيست. اما الان فهذه حكمة في نظرة الى الوراء.

الان يتبين ما كان واضحا تماما من قبل ايضا. العقرب سيلدغ الضفدع في كل وضع وفي كل حالة. سيلدغه بعد أن ينقله عبر النهر. سيلدغه في اثناء اجتياز النهر. سيلدغه قبل الاجتياز. هذه طبيعته.

الانتخابات الرابعة هي كارثة يصعب تقدير حجومها. من كل الانتخابات، نتنياهو يمكنه أن يمنعها في نصف دقيقة. هو غير ملزم بان يفي بتعهده بميزانية لسنتين. يمكنه أن يضيف الى مشروع الميزانية/قانون التسويات تعديلا بهذه الروح. اذا لم تجاز في اثناء 2021 ميزانية الدولة فستكون انتخابات بينما يكون رئيس الوزراء البديل (غانتس) هو رئيس الحكومة الانتقالية. هذا البند موجود في الاتفاق الائتلافي. غير أنه لا ينطبق في حالة الميزانية. اذن فلينطبق. هذا سيغلق الثغرة التي يفترض بنتنياهو أن يخترقها نحو الانتخابات وهو رئيس وزراء في السنة القادمة فيهديء روع غانتس. وهذا كل القصة. قبل بضع دقائق وقف في الاستديوهات ووعد بيني غانتس بان يخلي مكانه “بلا حيل وبلا  احابيل”.  اما الان، فكل ما هو مطلوب منه هو ما هو مطلوب منا جمعيا كل الحياة: احترام الاتفاق الذي وقع عليه.

ذات يوم سينتهي عصر نتنياهو. يخيل لي ان حتى اكثر  مؤيديه تزمتا يعرفون بان هذا اليوم ليس بعيدا جدا. بعد ذلك ستجرى محاكمة التاريخ. بالتوازي مع محاكمة نتنياهو في المحكمة المركزية في تل أبيب. على كرسي الاتهام سنكون جميعنا. وعلى الرأس، الاصوليون: درعي، ليتسمان، جفني. “الكفلاء” الامجاد. اولئك الذين لا ينهضون الان ويقولون بصوت عالٍ وموحد: حتى هنا. توجد هنا دولة أيضا. انت موقع على ورقة لم يجف الحبر عليها بعد. احترم توقيعك. كلمتك، كفالتنا. كف عن الخداع، الكذب  وجر دولة كاملة من أجل المصالح الشخصية للجنون في منزلك. يكفي.

الضغط الذي سيمارس الان على بيني غانتس سيكون ثقيلا. وسنقول هذا برقة: هو ليس مبنيا للصمود في وجه ضغوط من هذا النوع. من جهة اخرى، لا يوجد له بديل. فقد دحره نتنياهو نحو الحائط وخلق وضعا اذا لم يسير فيه غانتس حتى النهاية، راحت عليه. حتى اذا كان معنى الامر خراب انتخاب في الانتخابات. الجمهور، حسب كل الاستطلاعات، يعرف من المذنب في كل هذه القصة. نتنياهو هو شخص مع وعي تاريخي متطور. ابن مؤرخ، سبق أن قلنا.  المصيبة التي ستقع علينا هنا بالهامه – ستكون على اسمه في  كل كتب التاريخ. سيكون هذ عقابه، حتى قبل أن يحسم  القرار في محاكمته امام هيئة القضاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى