ترجمات عبرية

 معاريف– بقلم  بن كسبيت –  صورة نصر

معاريف– بقلم  بن كسبيت – 12/9/2021

” بعض من المشاركين في المطاردة للسجناء الفارين يخرجون الان عظماء: شرطة اسرائيل ووحدة يمم الخاصة النوعية لديها، وزير الامن الداخلي الذي خرج اخيرا من الصدمة – وكذا عرب اسرائيل الذين تحدثت التقارير المتسرعة عن المساعدة التي قدموها للفارين وتبين انها بعيدة جدا عما حصل  بالفعل “.

كما هو دارج في مطارحنا، نهاية اسبوع قصيرة واحدة غيرت كل شيء  وقلبت الموازين:  ابطال  المجد الذين  جعلوا من سلطات الاحتلال اضحوكة اصبحوا النكتة الفظة هم أنفسهم. الشرطة، كيس الضربات الوطني عندنا، اصبحت بطل اليوم. ووحدها مصلحة السجون بقيت كما كانت: خليط شرق اوسطي بين لوي دي بينس والمفتش كلوزو مع لمسات  بوليشوك.  

هذا لم ينتهِ بعد: أربعة قبض عليهم، اثنان لا يزالان في الخارج. حتى الان، علامة المطاردة للمخربين الفارين عالية جدا. ليس فقط ان ثلثي الفارين امسك بهم، بل ان هذا حصل بشكل “سلس”، دون منحهم صورة نصر، دون خدمة الرواية التي نمت هنا في غضون يومين الى حجوم هائلة. الاثنان المتبقيان خطيران بقدر لا يقل، وربما اكثر، من اولئك الذين امسك بهم حتى الان. كل يوم يمر يجعلهم اكثر يأسا. اسرائيل ستصل اليهم، آجلا أم عاجلا. يخيل لي انه لاتوجد سابقة لمطلوب لاسرائيل لم تصل اليه يدها الطويلة. المشكلة هي ليست في اليد الطويلة التي ستقبض على المخربين بل في اليد القصيرة التي يفترض أن تحرسهم بعد أن يقبض عليهم.

لا، زكريا الزبيدي لن يطيح بنصرالله ويقفز علينا من الشمال ولن يسقط ايضا الملك عبدالله ويسيطر على الاردن. هو صوص نجح في أن يستغل غفو حارسة سجون كي يهرب من السجن في توقيت سيء ويمسك به بسرعة وبشكل مهين وهو خائف وجائع. لقد بدأ نهاية الاسبوع كخليفة صلاح الدين وانهاه كخليفة مروان البرغوثي مع البسكوتة، ولكن فقط  بدون البسكوتة. 

هذا لا يسهل في شيء من مشاكلنا. فلا يمكن ان نوصف السهولة التي لا تطاق وتملصوا بها الى خارج السجن الاكثر حراسة في اسرائيل. هذا لم يكن فقط عنوانا مدهونا على الحائط بل هو سجل قصور معروف وواضح لكل من حاول الاستيضاح. المشكلة هي انهم لم يحاولوا. عندما بعث نتنياهو برئيس هيئة الامن القومي مئير بن شباط بان ينزل جلعاد اردان من استنتاجات اللجنة الخاصة التي شكلها في موضوع السجناء الامنيين كان واضحا ان هذا المخيم الصيفي سينتهي بالبكاء. لحظنا، لم تقع مصيبة اكبر (حاليا). لا، انا لا اعتقد ان الحكومة الحالية ستنجح في أن تغير الوضع جوهريا. فالائتلاف اكثر تهالكا على أن يتمكن من مثل هذه الخطوة التي لم يتجرأ نتنياهو على  أن يتصورها. هذه هي الحقيقة المرة. 

كلمة علينا، في وسائل الاعلام:  التقارير المتسرعة عن المساعدة التي تلقاها الفارون من مواطنين اسرائيليين (عرب، والا ماذا)، والهراء الذي لا يتوقف وضجيج الخلفية الضروري لمثل هذا الحدث، كانت بعيدة عما حصل بالفعل. إذ في الواقع تبين أن بالذات لم تكن لهم مساعدة من الداخل، او من الخارج. في الواقع، تبين أن عرب اسرائيل ليس فقط لم يساعدوا الفارين، بل العكس. حسب وزير الامن الداخلي عومر بارليف، في اثناء ايام الفرار تلقت الشرطة مئات المكالمات الهاتفية من عرب اسرائيليين مع معلومات. احداها ادت الى القبض على الاثنين الاولين. ينبغي فقط الامل في أن الاخرقين في الشرطة عرفوا كيف يحافظوا على هوية مقدمي المعلومة اكثر بقليل من الطريقة التي يحمون بها هنا الشهود الملكيين. 

وكلمة عن الشرطة: من ناحية معالجة الجريمة، شرطة اسرائيل تتخلف في اسفل القائمة العالمية. في كل ما يتعلق بالحرب ضد الارهاب، معالجة الاحداث الطارئة والتصميم في الميدان، هي في القمة. هذا بالطبع لا يتضمن احداث الاضطرابات الاخيرة في  حارس الاسوار، التي كانت اكبر  من الشرطة بعدة احجام وان كانت معالجتها بعد أن هدأت الخواطر بدت جذرية ومهنية. 

في داخل الشرطة توجد لنا الوحدة الخاصة “يمم”. وحدة مختارة حقيقية. ذات مرة كانوا يميلون الى التفكير بان سييرت متكال افضل من يمم في كل ما يتعلق بالسيطرة على اوضاع الارهاب، احداث الاختطاف والرهائن وما شابه. هذا التفكير المتبجح الحق غير قليل من الضرر. سييرت متكال هي وحدة رائعة معدة لمهام اخرى تماما. الخادمون فيها يتحررون بعد ثلاثة حتى خمس سنوات. قلة منهم فقط تواصل الى الامام في الحياة العسكرية. اما يمم فهي وحدة مختلفة تماما. قسم كبير من اعضائها هم رجال خدمة دائمة، مهنيون يفعلون الامر ذاته حتى تقاعدهم (المبكر) ويقومون به بشكل ممتاز. توجد لهم بين 10 حتى 20 سنة خبرة. وهم يعرفون العمل. 

رأينا هذا ايضا هذه المرة. وحدة “مرعول” (وحدة احتياط يمم  زائد قصاصين) لعبت دورا مركزيا في العثور على الفارين. فتصميم مقاتلي يمم فعل الفرق. في نهاية الامر، في عصر البيومتري والتكنولوجيا، وكذا مع الحوامات والوسائل المتطورة التي تشطب في الرقابة العسكرية، في النهاية فان الاحذية على الارض، الاشخاص في الميدان، التجربة المتراكمة، قدرة قصاصالاثر على ملاحقة قمعة سيجارة في الساعة الثانية صباحا ومعرفة من دخنها، هذه هي الامور التي ادت الى النتائج. 

وبالضبط هذه الامور تهمل، تترك وتذبل عندنا. فالاعتماد المبالغ فيه على الاستخبارات الرقمية يضعف جدا الاستخبارات البشرية وهذا ليس فقط في مجال الاستخبارات. فالاضطرابات في المدن المختلطة اظهرت الامكانية في أنه في يوم الامر (اي الحرب الشاملة مع الجبهة الشمالية) من شأننا ان نجد انفسنا تحت انتفاضة داخلية ستجعل من الصعب على الجيش الاسرائيلي تجنيد الاحتياط وتحاول ضعضعتنا من الداخل. لا،  هذا لا يعني أن عرب اسرائيل سيتعاونون مع اعدائها. فقد اجتازوا حتى اليوم كل الامتحانات من هذا النوع بشرف، بما في ذلك في نهاية الاسبوع الاخير. ولكن في الجولة الاخيرة تبين أنه يكفي بضعة الاف  من المشاغبين، القسم الاكبر منهم  ابناء عائلاتالجريمة العربية وبعضهم قوميون متطرفون، ليجعلوا الدولة جحيما.

بالضبط من اجل هذا يجب اتخاذ خطوات مانعة الان وعدم انتظار لجنة التحقيق بعد ذلك. لو كنت بين اصحاب القرار فان مضاعفة قوة يمم ثلاثة اضعاف هو القرار الاول الذي كنت سأتخذه. وحجم قوات هذه  الوحدة قليل جدا. فصيتها معروف في كل العالم وهي تعتبر جيدة في مجالها. لا يوجد اي سبب لا يجعلنا نزيد جدا قوتها ونلحقها، في يوم الامر، بالامن القومي ايضا. 

وزير الامن الداخلي عوفر بارليف تلقى غير قليل من النقد في الايام التي تلت الفرار،وعن حق. بارليف، رجل موضوعي، متواضع ولا يحب التظاهر، ينبغي أن يفهم بان للمظهر العام ايضا وللاعلام في الزمن الحقيقي توجد قيمة. في حدث من النوع الذي عشناه كان ينبغي لوزير الامن الداخلي ان يقف امام الجمهور على الفور. ليس لديه الترف لان ينتظر ليرى كيف سينتهي هذا، او يخرج من الصدمة. عليه ان يساعد الجمهور على الخروج من الصدمة وان يغرس الاحساس بان هناك من يدير الامور ويمسك بقوة وبثبات في الدفة.  

هذا لم يحصل في العيد، ولكنه حصل امس. خير متأخر. قرار بارليف  تشكل لجنة تحقيق مستقلة هو قرار جيد وشجاع. كما أنه اوضح بان مجالات التحقيق غير محصورة في المستوى المهني. لقد قدم بارليف للقناة 12 مقابلة سلطوية ولم يتردد ايضا بالاعتراف بالقصورات وبالاخطاء. قام بعمل هاديء ووعد نسباون بان تكون نتائج واضحة في الميدان للحرب التي اعلنت على عائلات الجريمة العربية. هيا نأمل بان يفي بوعده ايضا.

كلمة اخيرة عن رئيس الوزراء نفتالي بينيت. مثلما في الكورونا، هو يعمل بصمت، لا يتفاخر ولا يتبجح ولا يثرثر حتى الموت. ولكنه ينصب كله وكليله على المهام غير البسيطة التي تتراكم على طاولته. امامه، يضخ محبو البيبية اليائسون تيارات مجاري كريهة حتى في قلب اكثر  المتفائلين.  كل اولئك الذين سخروا من صورته وهو يعد ادوات الصلاة قبل اللقاء مع بايدن، عضوا الان على شفاههم المسمومة حين تبين أنه كان في الغرفة الحربية في ليل الجمعة حتى الساعة الثالثة صباحا. نعم، ايها الاصدقاء. فداء النفس يرد السبت. حتى لدى اكثر المتشددين. اسألوا يورام كوهن (رئيس الشباك السابق)، يعقوب عميدرور (السكرتير العسكري ورئيس هيئة الامن القومي سابقا) او اليعيزر طوليدانو (قائد المنطقة الجنوبية اليوم). بينيت يوفر علينا عبادة الشخصية الكريهة التي كنا حبيسين فيها دزينة سنين. بدون “أمرت” و “طلبت” و “وجهت” والتبجحات الذاتية التي لا تنتهي والمصادرة المنهاجية لزمن الهواء في البث المركزي لاغراض تعظيم  الشخصية. هو ببساطة قبل كل شيء يعمل.

تابعت الشبكات الاجتماعية وقنوات الصرف البيبية في نهاية الاسبوع هذا وحتى واحد مثلي،  رأى وسمع حتى الان كل  شيء، ما كان يمكنه الا يندهش لما يجري هناك.  قلبي على هذه العصبة البائسة. بعضهم اكتشف فقط في منتهى السبت بان اربعة من الفارين امسك بهم وافترض أنهم خاب أملهم جدا.  تعالوا نأمل  ان تكون هذه لعبطات الموت لفترة سوداء في تاريخ الديمقراطية الاسرائيلية الشابة خاصتنا. والا فاننا سنكون كلنا في المشاكل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى