ترجمات عبرية

معاريف – بقلم ايهود اولمرت – رئيس الوزراء السابق – من سيحل محله

معاريف– بقلم  ايهود اولمرترئيس الوزراء السابق – 7/8/2020

الزعيم الذين سيحل محل نتنياهو سيتحدث بشكل مختلف، يؤمن بالامور التي يقولها، ولن يقول ما ربما يريد الناس ان يسمعه بل ما ينبغي ان يفعله كي نخرج من الضائقة نحو مستقبل مع أمل “.

سؤال يكثر الاسرائيليون في طرحه هذه الايام هو من يمكنه أن يمكنها الحلول محل نتنياهو في رئاسة الوزراء. من يمكنه أو يمكنها في مشهدنا السياسي أن يشغل المنصب المعقد، المركب والمتطلب هذا. لو كان  الجواب مفهوما من تلقاء ذاته، لكان من المحتمل ان نعفى من الهزة السياسية التي نعيشها منذ سنتين.  للحظة قصيرة كان يخيل ان بيني غانتس، في لحظات ظهوره المؤثرة وسجله كرئيس للاركان يمكنه أن يكون محطما للتعادل في  المعركة السياسية بين الحملات الثلاثة، ولكن عمليا، هذا لم يحصل.  كما أن  المتنافسين  الاخرين لم ينجحوا في أن يبعثوا في الجمهور احساس الثقة الحيوي  بانهم سينجحون في احداث التغيير. لا يزال هذا السؤال يحوم في فضائنا السياسي، هذه الايام ربما اكثر مما في الماضي. لا يوجد يقين حول مسألة متى ستجرى جولة الانتخابات التالية، ولكن من الواضح تماما ان الحكومة الحالية لن تصمد حتى نهاية الاتفاق الهاذي بين أزرق أبيض والليكود. ان المحتال الذي يقود الليكود والسند العائلي المجنون الذي يعتمد عليه لم يقصدا منذ البداية الالتزام باتفاق التناوب، ورغم الضائقة وانعدام اليقين اللذين تخلقهما الازمة الاقتصادية بالنسبة لنتائج الانتخابات في المستقبل، يحتمل الا يكون مفر منها.

تطارد نتنياهو مخاوف حقيقية. الاف المتظاهرين يحيطون ببلفور، مئات الاف العاطلين عن العمل يطلقون صرخة تنطلق من اعمال المهانة، احساس الاهمال وعدم الثقة التي لديهم في الحكومة، حقيقة أن وباء الكورونا يرفض التصرف حسب القواعد التي يحاول بيبي املاءها ويواصل التفشي بوتيرة تبعث  على القلق. كل هذه الامور يمكنها أن تشكل مانعا لشهية هز الدولة  بحملة انتخابية اخرى. ولكن الجنون الذي يلف نتنياهو قوي بقدر لا يقل. ابنه المجنون، الذي يرى في الاف المتظاهرين فضائيين ويحرص على ان يشرك أباه في نظرته هذه، وبالطبع كل الجمهور، زوجته التي ترقص مع الكلب في ساحة بلفور – يشوشان ذاك المقطع القصير من السلوك الطبيعي الذي لا يزال لدى نتنياهو، ويفرضان عليهمعمعان سينتهي في النهاية بانفجار كبير. من هو الشخص الذي نريد ان يكون في رئاسة الوزراء؟ من سينقذ اسرائيل من الفاشي ومن العائلة الهاذية الذين سيطروا على منظومة حياتنا؟

***

عند حلول اليوم يحتمل أن اتمكن من أن اشير الى هذا الشخص. لقد درج عاموس عوز الذي نفتقد صوته الجلي والمصداق جدا في الخطاب الجماهيري والطبيعي عندنا على أن يشدد دوما بان رئيس الوزراء التالي موجود وهو بيننا. نحن لا نعرف بالضبط من هو. ولكن عند حلول اللحظة المقررة سيطل. ما سيقرر من سيكون جديرا، سيكون ما سيقوله له. يتعين عليه أن يتحدث الى الجمهور مباشرة، ببساطة وبشجاعة، وان يقول له بضعة امور دحرت الى هوامش مشادة الصراخات والشتائم التي تسود اليوم في الساحة.

يتعين عليه أن يتعهد بتنفيذ خطوة هامة للسلام بين اسرائيل وبين الفلسطينيين على اساس اتفاق على اقامة دولة فلسطينية في نحو 95 في المئة من الارض التي نحتلها اليوم واتفاق على تبادل للاراضي، بحيث تكون اسرائيل وفلسطين الى هذا الحد أو ذاك من حيث المساحة كما كا الحال في حدود 1967. لاسرائيل توجد القوة، القدرة والوسائل لان تضمن ان تكون هذه الحدود آمنة وقابلة للدفاع حتى في وجه الارهاب.

سيتعين على الزعيم الذي يقوم ان يعلن على الملأ، بشجاعة وبتصميم بان مواطني اسرائيل العرب هم متساوو الحقوق، وان قيادة اسرائيل ستضم ايضا ممثليهم المنتخبين. اما المقاطعة على اناس مثل ايمن عودة واحمد الطيبي فستتوقف. أما من يمتنع عن ان يقول هذه الامور ويظن أنه يمكن ان يخرج من معادلة الانتخابات 16 – 18 نائبا، وانه من الـ 102 – 104 المتبقين سيكون ممكنا خلق اغلبية نواب ترغب في احداث التغيير، فانه يعيش في هذيان عابث.

يتعين على زعيم المستقبل أن يعلن بانه سيغير ترتيب الاولويات المالية بشكل دراماتيكي، فيخصص 10 مليار شيكل آخر على الاقل في صالح اصلاح جهاز التعليم لتحسين ثورة “افق جديد” التي بادرت اليها الوزيرة السابقة يولي تمير. سيتعين على زعيم المستقبل ان يتعهد بان تتحرر اسرائيل من الارثوذكسية الاصولية وتبدي سماحة ومساواة تامة تجاه اليهود الاصلاحيين والمحافظين. اسرائيل جيل الزعامة القادمة ستغير قانون الهجرة بشكل يسهل وصول اليهود الى البلاد حتى لو لم يكن تهويدهم وفقا لمعايير ليتسمان – درعي – غيفني ورفاقهم. سيتعين على دولة اسرائيل أن تخصص مليارات شواكل اخرى لميزانية الرفاه ورفع الحد الادنى للاجور. مئات الاف العائلات تعيش على اجر شهري تحت الحد الادنى للاجور، ليس فقط في ذروة وباء الكورونا بل وايضا عندما يبدو وكأن وضعنا الاقتصادي متين ومزدهر.

لن يكون مفر من تقليص ميزانية الدفاع، التي تصل الان الى 80 مليار شيكل في السنة، بنحو 15 – 20 مليار شيكل على الاقل. فالميزانية الحالية مبذرة. انا اعرف جيدا احتياجاتنا الامنية. لقد هزمت اسرائيل حزب الله، ضربت حماس ضربة قاضية، صفت المفاعل النووي في سوريا، عملت بنجاعة، بقوة وبجسارة ضد التحول النووي الايراني – وكل هذا بميزانية اقل بنحو 25 مليار شيكل من الميزانية المضخمة في  السنوات الاخيرة. وحدها سياسة الفزع وخلق الهستيريا المبالغ فيها أدت الى تضخم غير معقول للميزانية، على حساب جهاز التعليم، احتياجات الرفاه وترك جهاز الصحة لمصيره.

سيتعين على الزعامة القادمة ايضا ان تقلص الاستثمارات المبالغ فيها في البنى التحتية الاستيطانية في الضفة الغربية. فالضفة ستكون فلسطينية، والفلسطينيون سيطورونها ويبنونها. وليس نحن.

الحكومة المستقبلية ستعلن بانها تستثمر مليارات اخرى من الشواكل في تطوير البنى التحتية للمواصلات في النقب وفي اقامة بلدات جديدة، بما فيها البلدات التي يسكنها البدو الذين يسكنون في النقب. الارض وتنمية البنى التحتية اللازمة لاسكان النقب ستكون كلهاعلى حساب الميزانيات الوطنية.

***

لاسفي فان أيا ممن يدعون  قيادة اسرائيل غير مستعد لان يتحدث، بكلمات صريحة، لا لبس فيها، عن كل هذه المواضيع.

كل واحد يحاول أن يناور بين  ما هو صحيح وبين ما هو مجدٍ.  بين الحقيقة وبين المسار الالتفافي. لان  الحقيقة قد تغضب بعض المصوتين  المحتملين ممن لا يريدون أن يسمعوا كل ما ينبغي ان يقال.

ولكن معظم الجمهور يريد أن يسمع الحقيقة. بما فيها الحقيقة المؤلمة ايضا، التي يصعب التسليم بها. يريد أن يعرف من مستعد لان يعرض افق مستقبل مع سلام، مع تنازلات، مع انسحابات، مع اخلاءات – ولكن مع فرصة لحياة اخرى مع جيراننا. الجمهور يريد أن يتوقف السياسيون عن ان يبيعوا له اساطير عن التعليم ويبدأوا في استثمار المليارات كي يضمنوا مستقبلا لابنائنا واحفادنا. لقد مل  الجمهور الاسرائيلي من الاستسلام الذي لا يتوقف للمطالب غير المعقولة من الزعماء الاصوليين الذين يقبضون على كل شيء ويريد  ان يعيش في دولة فيها تسامح اكبر نحو المختلف والاخر.

استمع بانتباه وباذن مفتوحة للتصريحات، للتعهدات، لخطاب المعارضة ولاولئك الذين يقودون الاحزاب المشاركة في الحكومة ولا اسمع احدا يقول ما يمكن به او يؤمن بما يقول.

ان الزعيم الذين سيحل محل نتنياهو سيتحدث بشكل مختلف، يؤمن بالامور التي يقولها، ولن يقول ما ربما يريد الناس ان يسمعه بل ما ينبغي ان يفعله كي نخرج من الضائقة نحو مستقبل مع أمل.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى