ترجمات عبرية

معاريف – بقلم اوريت لفي نسيئيل – من تحت الرادار

معاريفبقلم  اوريت لفي نسيئيل – 8/7/2021

الحكومة الجديدة ملزمة بان تتصدى للنتائج الاقتصادية لازمة الكورونا والا تغمض عينيها عن العاطلين عن العمل المظلومين ممن نسيهم المجتمعالاسرائيلي في البيت “.

في ظل الانباء عن عودة الاقتصادة الى الحياة الطبيعية، قرر وزير المالية انهاءدفعات الاجازة غير المدفوعة الاجر للعاطلين عن العمل جراء الكورونا. ابناء 45 فما فوق تلقوا شبكة امان لبعضة اشهر اخرى. اما من وصل الى سن التقاعد وبحاجة الى العمل، سيحصل من الدولة على منحة من بضعة الاف الشواكل، والله يرحمه.

وفقا لمعطيات مكتب الاحصاء المركزي والتي نشرت هذا الاسبوع، فان معدل البطالة في ميل انخفاض وصحيح حتى النصف الثاني من شهر حزيران بلغ 9.5 في المئة. تعكس هذه المعطيات معدل غير العاملين في سن العمل. ولكن هذه ليست كل القصة. فالاحصاءات لا تأخذ بالحسبان العاطلين عن العمل للمدى الطويل ممن استنفدوا حقوقهم ونسيوا في الخلف او اولئك الذين لم يكونوا على الاطلاق مستحقين لبدل البطالة. هؤلاء لا يحصونهم من مسافة متر. بحث نشره مؤخرا المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، بمشاركة مصلحة الاستخدام، فحص فرص العودة الى العمل للعاطلين عن العمل جراءالكورونا. يتبين منه انه في هذه الفترة كان معدل الشبان العاطلين عن العملاعلى من كبار السن، ولكن فترة بطالتهم كانت اقصر.

ينبغي التوقف عند  تعريفعاطلين عن العمل كبار في السن“. لا يدورالحديث عن ابناء 67 فما فوق ممن هم حسب القانون يستحقون الخروج الىالتقاعد، بل عن ابناء 45 فيما فوق. نعم، اكثر من 130 الف شخصيصنفون في سوق العمل كعاطلين عن العمل كبار في السن. وفي الغالبيدور الحديث عن اناس في ذروة قوتهم المهنية، بعضهم تبوأ مناصب رفيعةالمستوى وتلقوا رواتب اعلى من المتوسط. الاحصاءات تعمل ضدهم. فالبحثيشير الى علاقة مباشرة بين مكوث طويل خارج سوق العمل والتأثير السلبيعلى فرص العودة الى دائرة العمل.

ان التمييز العمري الذي يتميز به سوق العمل في اسرائيل لم يولد في فترةالكورونا. ففي اسرائيل مثلما في العالم الغربي يقدسون الشباب. فهذا ليس فقطالمظهر المنتعش والنشط للعاملين الشبان بل هو نهج لا يرى ميزة في التجربةالمهنية وتجربة الحياة، ناهيك عن التوفير في نفقات الاجر. فقبل اكثر من عقد تقدماوري ارئيل، الذي كان في حينه نائبا للكنيست، بمشروع قانون استهدف الاضافةلاسباب التمييز المحظورة في القانون مساواة الفرص في العمل، حظر للتمييزبحق شخص بسبب فائض تجربته او مؤهلاته. وتكشف الشروحات القصيرة حقيقةبسيطة واليمة لم تتغير مع مرور السنين: عمليا يميز  ارباب العمل بين الاشخاصفي قبولهم للعمل بسبب عمرهم، ويعللون رفضهم بفائض تجربة المرشحين. فرفضشخص ما بدعوى أنه فائض المؤهلات يمكن ان يبدو كنوع من الثناء. ولكن فيمرات عديدة يكون هذا تغطية لتمييز عمري ومن ابشع ما يكون. مهما يكن منأمر، فقد اهمل مشروع القانون.

عاطل عن العمل ابن 45 فما فوقما الذي يوجد له في عمره؟فهو ينهضفي الصباح وصباح لا ينهض له. كما يقول الشاعر دافيد افيدان. يبعثبسيرته الذاتية في كل صوب ونحو. يتصفح مجالات الشبكة، بين اعلانات مطلوب للعمل ومواقع لتسجيل العاملين. كل من شهد البطالة او تعرف عن كثب على شخص عاطل عن العمل يعرف ان هذا واقع يجرح روح الانسان. من الصعب وصف احساس الاهانة، الاحباط والقلق لمن يحتاج الى الرزق، يتوق للعمل ويلقى الرفض المرة تلو الاخرى، اذا ما كلفوا احد ما نفسه علىالاطلاق لان يرد عليه. هذه ليست حالات قليلة. عشرات الاف الاشخاصيجلسون في البيت، يأكلون القلب والتوفيرات ويعيشون من تحت الرادارالاجتماعي.

في فترة ازمة تشغيلية على هذا القدر من العمق والحدة مطلوب من ارباب العمل مستوى عال من الحساسية والمرونة الفكرية. عليهم ان يروا الفضائل الكامنة في تشغيلكبار سنكفؤين، ذوي تجربة يبحثون عن استقرار ورزق دائم. ففي هذه الظروف محظور استغلالهم ودفع اجر زهيد لهم، بل الفهم بانه في هذه الوضعية تكمن فرصة للربح للطرفين.

ومع ذلك، فان اساس المهمة ملقي على عاتق الدولة. عليها ان تتدخل فيسوق العمل، ان تمنح حوافز اقتصادية لارباب العمل من اجل ان يستوعبواعاملين كبار في السن، ان تقرأ احتياجات سوق العمل المتغيرة، ان تعرضبرامج للتأهيل المهني والسماح للناس بالخروج الى التقاعد بكرامة وليس فيفقر. الحكومة الجديدة ملزمة بان تتصدى للنتائج الاقتصادية لازمة الكورونا والا تغمض عينيها عن العاطلين عن العمل المظلومين ممن نسيهم المجتمعالاسرائيلي في البيت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى