ترجمات عبرية

معاريف – بقلم اوريت لفي – نسيئيل – ما هو خير لليهود

معاريف – بقلم  اوريت لفي – نسيئيل – 12/11/2020

 لاسرائيل توجد مصلحة أن تبقى الولايات المتحدة زعيمة العالم الحر – ديمقراطية، متساوية وليس عنصرية، ملتزمة بنظام عالمي مستقر وبالسلام. هكذا فقط يكون خير لليهود، خير للاسرائيليين وخير للعالم“.

قريبا ستحل الذكرى الـ 25 لانتخابات 1996. لحملة الليكود تبرع المليونير الاسترالي يوسيف غوتنيك، رجل جماعة حباد، بالشعار العنصري: “نتنياهو. هذا خير لليهود”. انتخب نتنياهو لرئاسة الوزراء ومنذئذ أصبح مفهوم “خير لليهود” مثابة المعيار والمقياس للزعماء في البلاد وفي العالم؛ اختبار أول في مستواه بالنسبة للكثير من الاسرائيليين، والذي بموجبه تقاس العلاقات الخارجية والسياسة الداخلية. وفي هذه الصفحات قال يورام دوري  قبل بضعة ايام  بانه مقتنع بان تشكيلة الحزب الديمقراطي والشخصية التصالحية للرئيس الجديد سيؤديان الى تخفيض مستوى مظاهر الكراهية ضد اليهود، وبسرعة شديدة سيثبت بان “بايدن خير لليهود”. هكذا أيضا اختبر الرئيس المنصرف دونالد ترامب. في اوساط اليمين في اسرائيل يسود الرأي بانه لم يسبق ان كان في البيت الابيض رئيس ودي مثل ترامب، وان كان فقط بسبب ذلك ينبغي اثابته بـ “الاعتراف بالجميل”. 

لا ينبغي الشماتة بترامب، ولكن فترة ولايته كانت قاسية وضرره سيء. ستمر سنوات الى ان تنتعش الولايات المتحدة من أربع سنوات أحد الزعماء النرجسيين والطفوليين ممن تولوا المنصب في البيت الابيض. زعيم لا يكف حتى اللحظة الاخيرة من تقويض الاسس الديمقراطية لنظام الحكم الامريكي.

الكثيرون في اسرائيل كانوا مستعدين لان يغمضوا عيونهم، يسدوا اذانهم وان يحاكموا افعاله فقط بمعيار واحد – هل هو خير لليهود أم لا، والى الجحيم باكاذيبه، التحريض والشقاق الذي رعاه بترهاته وبتهجماته على كل من لا يؤيده، فما بالك عن التقارير عن التهرب الضريبي وعن الشهادات القاسية المتعلقة بعلاقاته بالنساء. ترامب مصاب بالعنصرية، وعنصري، بمجرد التعريف، لا يمكنه أن يكون زعيم خير. نقطة. في هذا الشأن فان لليهود الذين عانوا على مدى كل التاريخ من مظاهر العنصرية، لا بد انه محظور عليهم ان يتشوشوا. 

متاح اعادة النظر أيضا بطبيعة الهدايا الرمزية التي اغدقها ترامب على نتنياهو – نقل السفارة الامريكية الى القدس، الاعتراف بسيادة اسرائيل في هضبة الجولان والاعلان عن المستوطنات في اراضي يهودا والسامرة بانها لا تخرق القانون الدولي  – والنظر اليها بانها لم تغير حقا وضع اسرائيل الى الخير.

وبالمقابل، فان الاتفاقات مع الدول العربية في أواخر ولاية ترامب، والتي اخرجت الى النور منظومات العلاقات القائمة، جديرة بالتهنئة، ولكن علينا الا ننسى بانها هي ايضا لم تعطى بالمجان. فقد اضطر نتنياهو لان يسحب حلم الضم بخلاف وعوده الصريحة وان يوافق صمتا (في البداية مع النفي ودون مشاركة جهاز الامن، بزعم كبار مسؤوليه) على صفقة طائرات اف  35 التي رغبت اتحاد الامارات بها على مدى السنين. من يدري ما الذي يتضمنه ايضا سباق التسلح الشرق اوسطي مقابل الاتفاقات التي يصر نتنياهو على ان يسميها “السلام مقابل السلام”.

الصداقة الشخصية، البادرات الطيبة والهدايا في “مستوى آخر”، مثلما درج نتنياهو على التباهي، لا يمكنها وحدها أن تشكل اساسا للعلاقات بين الدول. ولا اقوال التزلف ايضا. فالعلاقات بين الدول تقوم على اساس المصالح والقيم المشتركة. والصداقة الشخصية بين الزعماء هي علاوة ليس الا. ادارة اوباما ساهمت في أمن اسرائيل بمساعدة امنية وبمال حقيقي اكثر من أدارة ترامب. وسيتبين لاحقا اذا كان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لم يسرع البرنامج النووي الايراني. وسنرى لاحقا اذا كان تنكر ترامب للفلسطينيين لم يمس بمصالح اسرائيل. وماذا سيكون ثمن القطيعة بين رئيس الوزراء والحزب الديمقراطي.

12 ساعة انتظر نتنياهو بيان هزيمة ترامب. وعندما جاء هذا، بعث بتهنئة للرئيس المنتخب جو بايدن: “لدي علاقة شخصية طويلة وحارة مع جو بايدن، قرابة 40 سنة، وانا اعرفه كصديق كبير لدولة اسرائيل. انا واثق باننا سنواصل العمل كي نواصل تعزيز الحلف الخاص بين اسرائيل والولايات المتحدة”. سلم اولويات نتنياهو واضح: أولا علاقات شخصية وبعد ذلك علاقات دولية. لا يهم من يجلس في البيت الابيض، فان استمرار العلاقات الطيبة مع الولايات المتحدة منوط بمواصلة ولاية نتنياهو. بدونها ليس لنا وجود.

لاسرائيل توجد مصلحة أن تبقى الولايات المتحدة زعيمة العالم الحر – ديمقراطية، متساوية وليس عنصرية، ملتزمة بنظام عالمي مستقر وبالسلام. هكذا فقط يكون خير لليهود، خير للاسرائيليين وخير للعالم. 

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى