ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  اوريت لفي نسيئيل – لم تتعلموا شيئا

معاريف – بقلم  اوريت لفي نسيئيل – 4/11/2021

” المجتمع الاسرائيلي مستقطب اليوم بقدر لا يقل عما كان في  4 تشرين الثاني 1995، وبتعابير عديدة فان ابخرة الوقود التي اشعلت نار الكراهية ضد رابين لا تزال تملأ الاجواء  “.

اسحق رابين كان الزعيم الاخير الذي سعى الى انهاء النزاع مع الفلسطينيين. حسم مصيره قبل أن يحسم مصير المناطق التي احتلتها اسرائيل في حرب الايام الستة. فالقصور الامني الذي سمح ليغئال عمير بقتل رابين بثلاث رصاصات مسدس لا يترك مجالا للراحة لكبار رجالات جهاز الامن ممن كانوا مؤتمنين على حراسة رئيس الوزراء. فعن حق، في لحظة الحقيقة، لم تجدي الاخطارات، التحليل الاستخباري او “شمبانيا”. كل شيء انهار امام تصميم القاتل، الذي سعى لاحباط الرؤيا السياسية لرابين. وهكذا حسم ايضا مصير اسرائيل التي عمقت عناقها للمناطق وحكمت على نفسها بصراع دموي لا تبدو نهايته في الافق. 

مؤشرات الصدمة والاسى بدت واضحة في الشوارع لفترة قصيرة جدا، بدأت بعدها حملة النكران والمناكفة على المسؤولية من جهة كثيرين من اولئك الذين كانوا مشاركين في التحريض العنيف ضد رابين وضد كل ما مثله. من ناحيتهم “مجرمو اوسلو” لم يعطوا الحساب طالما لم يلفظ حل الدولتين انفاسه الاخيرة. عمليا، حتى اليوم لم يجرِ المجتمع الاسرائيلي بحثا شجاعا وعميقا ولم يتصدى لمسببي الاغتيال.  فاليسار اكتفى بالقاء الذنب على اليمين وبالمقابل في اليمين اختاروا التمترس، الدفاع عن السياسيين المحرضين، تحسين الحاخامين الذين اصدروا فتوى الطاغية ضد رابين الاتهام الجماعي. وعلى اي حال في مثل هذه الظروف لم يكن ولن يكون احتمال للمصالحة الوطنية. 

العكس هو الصحيح، ينشأ انطباع بانه في اطار الصراع السياسي ضد حكومة بينيت يستخدم نواب في الليكود وفي الصهيونية الدينية خطابا مشابها لذاك الذي سبق اغتيال رابين. واقرار ميزانية الدولة كفيل بان يمنح حكومة بينيت– لبيد افقا سياسيا رغم خلافات الرأي الداخلية والفجوات بين عناصر الائتلاف. بقدر ما يكون هذا هو الوضع المتحقق، تفهم اوساط المعارضة من اليمين بان احتمال العودة الى طاولة الحكومة يبتعد وبالتالي فانهم يرفعون مستوى الصخب ونزع الشرعية عن بينيت وحكومته. الغاية تبرر الوسيلة. بدون حرية التعبير تمدد حتى اقصى الحدود الممكنة بل وربما ابعد منها. 

بتسليئيلسموترتيش هو الذي اطلق حملة في الشبكة قيل فيها “اوقفوا الجنون الان. ميزانية الارهاب لن تمر”، والى جانب هذه الكتابة صور رئيس الوزراء نفتاليبينيت، رئيس راعم، منصور عباس ويحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة. في نشر اجتاح ارجاء الشبكة كتب وكأنه حقيقة، “المليارات من ميزانية الدولة ستنتقل الى حماس”، “ميزانية مع دم على الايدي”، وصورة كف يد دامية تذكر بفعلة الفتك في رام الله. واكثر من هذا، في اعلان قبيل مظاهرة اليمين التي اجراها أول امس المعسكر الوطني ظهر الواحد الى جانب الاخر، ضمن آخرين، النواب تساحي هنغبي، اوفيراكونيس، ماي غولان وايتمار بن غبير، فيما كتب تحت اسمائهم مكان المظاهرة المرشحة: ميدان ملوك اسرائيل. رابين يوك. لولا بيان رئيس بلدية تل أبيب بانه سيبث على مبنى البلدية عبارة “ميدان رابين”، لكانت هذه المهانة تحققت  في المكان الذي وقع فيه الاغتيال.

الاف المتظاهرين هتفوا: “سرقوا لنا الدولة”، “ليس لكم تفويض لشطب الدولة اليهودية”. النائب بن غبير (“وصلنا الى رمز رابين، سنصل اليه ايضا”) عاد واسمى احمد الطيبي “مخرب، اذهب الى سوريا”. ناهيك عن وزير المالية السابق النائب اسرائيل كاتس الذي في مقابلة مع اذاعة كان ب، ربط بين النائب منصور عباس وحماس: عباس يقف على رأس الذراع السياسي للاخوان المسلمين،  التي حماس هي حركة شقيقة لها. هذا ليس نقدا شرعيا حقيقيا، بل تحريض دائم ضد رئيس راعم، ضد نواب عرب واساسا ضد رئيس الوزراء بينيت بشكل شخصي، وذلك فقط لانه رفض الارتباط ببنيامين نتنياهو واقامة “حكومة يمين على المليء” معه.                                                                                   

المجتمع الاسرائيلي مستقطب اليوم بقدر لا يقل عما كان في  4 تشرين الثاني 1995، وبتعابير عديدة فان ابخرة الوقود التي اشعلت نار الكراهية ضد رابين لا تزال تملأ الاجواء. ومع ذلك يبدو أنه يوجد زعماء في اليمين لم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا. احد ما قد يستخلص استنتاجات ويفعل فعلا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى