ترجمات عبرية

معاريف– بقلم  اوريت لفي نسيئيل – دعوة للنظام

معاريف– بقلم  اوريت لفي نسيئيل – 7/10/2021

” كان في الماضي نواب عرفوا كيف يتحدثوا بعبارات مبطنة وبسخرية حادة. ليس هنا تكمن المشكلة بل في السوقية، في الفظاظة وفي الحماسة التي يخيل انها ستنتقل بعد لحظة الى عنف حقيقي. الشتائم والصراخات توفر بروزا اعلاميا لحظيا ولكنها تعطي سمعة سيئة لمنتخبي  الجمهور. ينبغي أن ندعوهم الى النظام “.

عشية  خروج الكنيست لاجازة الصيف الطويلة عقد في لجنة الكنيست  نقاش  بعنوان “خطاب محترم – نبني ثقافة حديث معا”، بمبادرة النائبين رام شيفع من العمل وميخال روزين من ميرتس.  وهو يرمي الى احداث تغيير في الخطاب السياسي بعد مسرحية الرعب عند تنصيب الحكومة حين صرخ نواب من المعارضة ولم يسمحوا لرئيس الوزراء نفتالي بينيت بالخطابة. وكانت الحماسة قاسية لدرجة ان وزير الخارجية ورئيس الوزراء البديل يئير لبيد تنازل عن حق الكلام. وقد صعد الى منصة الخطابة فقط كي يطلب الاعتذار من أمه التي كانت تجلس في مدرج  الضيوف. وحذر رئيس الكنيست حديث العهد ميكي ليفي من يوجد مستقبل من أنه “اذا لم نغير الخطاب ستكون النتائج قاسية”. 

لا بد ان هذه لم تكن المرة الاولى التي يتجاوز فيها النواب الحدود. في جلسة لجنة الكنيست قبل نحو اربع سنوات روى رئيس الكنيست في حينه يولي ادلشتاين بانه منع خطابات لرؤساء اجانب في الكنيست خوفا من الاهانة ضمن امور اخرى بسبب مقاطعات عاصفة من النواب. في حينه درست ايضا امكانية اخراج نواب من القاعة في جلسات خاصة بعد دعوة واحدة للنظام فقط.  

رغم محاولة تلطيف الحدة، من الصعب ان ننسى بان رئيس الكنيست الحالي كان حتى وقت غير بعيد احد المتحدثين الصاخبين والافظاظ في  الكنيست. فهو نفسه تهجم على اعضاء أزرق أبيض وعلى الوزير بيني غانتس الذي ارتبط بحكومة نتنياهو وتلفظ عليهم بكلمات قاسية: “اصفار”، “عصبة مخادعين”، “اي عار تجلبونه على هذا المجلس. قرف”. وندم ليفي على الخطيئة واعترف بانه تلفظ بكلمات قاسية: “الخطاب غير المحترم يجلب السوء للكنيست. يوم انتخبت لمنصب رئيس الكنيست، كانت الجمعية عصية على الادارة. بعدها تلقيت رسائل الكترونية ومكالمات غاضبة. الجمهور لا يميز بين اعضاء الكتل المختلفة. الجمهور يرى برلمانا يتصرف بشكل قاس وغير محترم”. ما يراه ليفي اليوم من كرسي الرئيس كل طفل يمكنه ان يراه من اريكة التلفزيون. ولكن هذا الاسبوع عندما ذكرته النائبة كيرن باراك من الليكود بما حصل لم يمسك نفسه ورد عليها بتهديد مبطن وكأنه لم يتعلم شيئا: “اتريدين ان ارد عليكِ حقا؟ لن يكون لطيفا لكِ”.  نوازعه تغلبت عليه. شيء لم يتغير. 

بعد عشرين ثانية من بدء رئيس الوزراء نفتالي بينيت الخطابه في مستهل الدورة الشتوية للكنيست، سجل الانفجار الاول. النائبة غاليت ديستل-اتبريان من الليكود دعت بينيت “مخادع”، “كذاب” و”الامر الاسوأ الذي حصل لهذه الدولة”. “انا احتقرك”، صرخت وخرجت من القاعة. بعدها في جوقة صرخ واخرج من القاعة الواحد تلو الاخر النائب دافيد امسلم الذي هتف بحلق مخنوق “العار”، النائبة ماي غولان التي اتهمت بينيت باماتة المرضى بالكورونا: “كل الموتى على رقبتك”، وفي اعقابها النائبان كيتي شطريت وشلومو كرعي الذي اتهم بينيت “انت جننت”. 

اذا كنا نتحدث عن ثقافة الحديث، يجب أن نتذكر بان خطاب رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو قوطع اكثر من مرة.  لقد القى نتنياهو خطابا قتاليا وهاجم رئيس الوزراء في ظل ذكره لاسم عائلته وامتنع عن التوجه اليه بلقبه: “بينيت قال”، “بينيت خطب”. وهكذا تصرف ايضا مع وزير الخارجية يئير لبيد ووزير الصحة نيتسان هوروفيتس وكأنهم غير جديرين بالالقاب التي يحملونها ويتخذون قرارات فاشلة بانعدام الصلاحيات. نعم، هذا ايضا تعبير عديم الاحترام.

الكنيست ليست قاعدة مجاملات وكياسات، درج على أن يقول النائب احمد طيبي الذي يعرف شيئا او اثنين عن المناورات البرلمانية. في امر واحد هو محق، المقاطعات هي أداة برلمانية شرعية. حرية تعبير النواب يجب أن تكون واسعة قدر الامكان حتى حينما لا تكون لطيفة للاذن. ومع ذلك مطلوب قدر من ضبط النفس.  

الاجتماع العام للكنيست شهد اياما عاصفة، خطابات ملتهبة وجدالات ايديولوجية عسيرة. كان في الماضي نواب عرفوا كيف يتحدثوا بعبارات مبطنة وبسخرية حادة. ليس هنا تكمن المشكلة بل في السوقية، في الفظاظة وفي الحماسة التي يخيل انها ستنتقل بعد لحظة الى عنف حقيقي. الشتائم والصراخات توفر بروزا اعلاميا لحظيا ولكنها تعطي سمعة سيئة لمنتخبي  الجمهور. ينبغي أن ندعوهم الى النظام. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى