ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  اوريت لفي نسيئيل – خطاب مقفر ..!

معاريف – بقلم  اوريت لفي نسيئيل- 30/9/2021

” تقف امام بينيت ولاية قصيرة المدى وفرصة مرة واحدة في الحياة ان يكون ابداعيا وان يقترح حلا وتسوية تاريخية يؤثران على مستقبل إسرائيل للأجيال. الاحتمال طفيف، ولكن في يديه المفتاح لاستحداث اختراقي للطريق سيجعله زعيما حقيقيا “.

بكل بهائه وقف رئيس الوزراء نفتالي بينيت على منصة الخطابة في الامم المتحدة. فقد منحته الزينة والقراءة البطيئة المبالغ فيها اهمية ومظهرا لرجل كبير في السن وتعب. أين رجل التكنولوجيا الشاب والنشط واين رئيس الوزراء بينيت. منذ البداية لم يبعث الخطاب على التوقعات وفي نظرة الى الوراء كان محرجا. ما كان ينبغي لبينيت أن يسافر الى الجمعية العموميةللام المتحدة كي يشرح بان الحكومة التي يترأسها هي “خطأ سياسي اصبحت هدفا والهدف هو الوحدة”. فهذا الوصف لا يقنع الاغلبية الساحقة من المجتمع الاسرائيلي وعلى اي حال لا يترك اثرا على زعماء العالم. 

البصمات الغليظة لشبكة العلاقات العامة لرئيس الوزراء ممن ناشدوه قبل الخطاب الا يعرض رسومات واحابيل (وكأن هذه كانت العلة المركزية لسلفه) – اظهرت فقط كم يحاول هو الفرار، دون جدوى، من ظل بنيامين نتنياهو الذي يربض عليه اينما حل. ولا سيما عندما اثنى على سياسة حكومته بالنسبة لادارة جائحة الكورونا مستخدما حركات الجسد. “اقتصاد اسرائيل ينمو، والبطالة تنخفض”، قال واشار في يديه بحركة هبوط وصعود بموجب ذلك. “يسرني أن تكون افعالنا اعطت الهاما لدول اخرى كي تقدم حقنة التحفيز”، اضاف بتبجح باسلوب نتنياهو. كما لم يغب عن الخطاب الحديث الاسرائيلي الدائم ضد التهديد النووي الذي تضمن وصفا للاعمال الفظيعة للرئيس الايراني. دعنا.  

وختاما، قال انه “في حارتنا الاكثر عنادا على وجه الكرة الارضية” يوجد ايضا شعاع نور أولا وقبل كل شيء علاقات اسرائيل مع دول عربية واسلامية. وقد عددها بينيت كلها. من مصر والاردن حتى الامارات، البحرين والمغرب. والفلسطينيون؟ يوك. حتى لم يذكر اسمهم. 

رئيس الوزراء وائتلاف الاطراف يذرون الرماد في عيون الاسرائيليين ممن آمنوا بانه في ظل  الكورونا والازمة السياسية يمكن ان تخزن الخلافات مع الفلسطينيين، تجاهل وجودهم واقناع العالم بان هذا قدر وصراع دائم لابناء النور ضد ابناء الظلام: “الاسرائيليون لا يستيقظون في الصباح ليفكروا في النزاع. الاسرائيليون يريدون ان يعيشوا حياة طيبة، ان يهتموا بعائلاتنا وان يبنوا عالما افضل لابنائنا.  معنى الامر هو ان بين الحين والاخر يحتمل ان نكون مطالبين بان نترك وظائفنا، ان نودع عائلاتنا وان نسارع الى ميدان القتال كي ندافع عن دولتنا”. هذه بالضبط هي المشكلة. حتى لو لم نفكر بالنزاع فهذا لا يعني انه ليس موجودا.

يتباهى بينيت بالحكومة التي يترأسها ولا يرى دواسته هو نفسه: اليوم نحن نجلس معا حول الطاولة. نحن نتحدث الواحد مع الاخر باحترام، نتعامل الواحد مع الاخر بنزاهة ونحمل رسالة ان الأمور يمكن أن تدور بشكل مختلف. يمكن الحال حتى دون اتفاق”. فقط مع الفلسطينيين يرفض الحديث. 

كم من الوقت يمكن السماح بالتجاهل الفظ لهذا الفيل الذي في الغرفة والاشارة برضى الى كل لقاء دولي او خطاب لا تذكر فيه كلمتا “فلسطينيين” و “احتلال”؟ بايدن لم يضغط على إسرائيل بالسعي الى اتفاق مع الفلسطينيين. حسنا. في خطابه في الأمم المتحدة قال ان حل الدولتين ليس قابلا للتحقق في المدى المنظور للعيان. ممتاز.  بيني غانتس التقى مع أبو مازن؟ لا بأس. المهم ان بينيت لم يلتقيه.

هذا الأسبوع القي القبض على خلية خططت لعملية كبيرة في القدس، قضية فرار السجناء الأمنيين لم تتضح بعد حتى النهاية. البالونات المتفجرة تطلق من غزة. إسرائيل بحاجة الى تمويل امريكي لتجديد مخزون الذخيرة للقبة الحديدية. ولكن الاسرائيليين يفضلون اغماض العيون والا يفكروا بالنزاع الذي يدير حياتنا منذ اكثر من 50 سنة – الحياة نفسها –  الاقتصاد، المجتمع، العلاقات الخارجية، ناهيك عن الواقع الأمني الدامي. 

لقد فهم بينيت بان الأمور التي ترى من هنا، هو لم يرها من هناك.  تقف امامه ولاية قصيرة المدى وفرصة مرة واحدة في الحياة ان يكون ابداعيا وان يقترح حلا وتسوية تاريخية يؤثران على مستقبل إسرائيل للأجيال. الاحتمال طفيف، ولكن في يديه المفتاح لاستحداث اختراقي للطريق سيجعله زعيما حقيقيا.                                  

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى