ترجمات عبرية

معاريف– بقلم  اوريت لفي نسيئيل – حامل الشعلة

معاريف– بقلم  اوريت لفي نسيئيل – 3/6/2021

” لبيد موديل 2021 بات ليس فقط الشاب الوسيم من التلفزيون، وواجب الاثبات ملقي على عاتقه. اذا واظب على المقاييس التي تبناها واذا ما تسللت الى الساحة السياسية سيكون ممكنا الامل بحذر بانه يوجد مستقبل “.

عشية تعيين وزير العدل ونائب رئيس الوزراء اجري مع تومي لبيد لقاء صحفي في واحد من البرامج الحوارية الشعبية في تلك الايام. وكان الصحافي هو بالذات ابنه، يئير لبيد، الذي ذكره بانه كطفل علمه بان الانسان المستقيم لا يخرق الوعود، وها انت بمجرد انضمامك الى حكومة شارون تخرق وعدك للناخب الا تكون رمزا يسارا في حكومة يمينية ضيقة. فاجابه الاب: “نسيت ان اقول لك ان في الحياة يقوم الناس احيانا بالمساومات. هذا ليس سهلا عليّ”. والمساومة، كما يتبين هي حكمة سياسية غير صغيرة. على كل سياسي ان يعرف ما يعد به وعن اي وعد سيتنازل وبالاساس على ماذا يمكن المساومة. 

لقد تطلع تومي لبيد لان يكون لسان الميزان بين العمل والليكود. اما يئير لبيد فيقصد هدفا اعلى بكثير. بمرور 18 سنة يجد نفسه في احد المفترقات النادرة في السياسة الاسرائيلية. اعطيت له فرصة دراماتيكية، قد تكون لمرة واحدة، لتشكيل حكومة تكون شارة الثمن فيها هي التنازل عن الصدارة في صالح رئيس حزب يميني صغير. هذا الحدث  يبعث عن عدم ارتياح كبير وغير قليل من علامات الاستفهام، ولكن في نهاية المطاف سيقاس وفقا لاختبار النتيجة. 

في هذه اللحظات تختبر زعامة رئيس يوجد مستقبل. في “بلاد رائعة” ايلي فينش في دور يئير لبيد هو شخصية تطلق شعارات فارغة. اما في الواقع، فان وزير الخارجة ورئيس الوزراء البديل المرشح هو شخصية أكثر تعقيدا بعض الشيء. فمنذ هجر عالم الصحافة وبدأ بحياته السياسية اخذ خطه البياني في التعلم يرتفع. هذا لا يعني انه معصوم عن الاخطاء. فهو أول من يعترف بان سيرته الذاتية السياسية تتضمن بضعة تصريحات غير ناجحة كان يوده لو ان ينساها.  يكفي ان نذكر “الزعبيز”، موقفه المغرور تجاه النواب الحريديم عندما عين وزيرا للمالية أو وعده بان يصلح المجرم المدان آريه درعي. ناهيك عن ان “يوجد مستقبل” برئاسته هو حزب غير ديمقراطي يدار بانعدام للشفافية. يشهد على ذلك النقد المدوي والاعتزال المعلن لصديقه الطيب عوفر شيلح. رغم ذلك، حافظ لبيد على ضبط النفس ولم ينجر للتشهيرات الشخصية. ومع خصومه ايضا يحرص على ان يمتنع عن المشادات اللفظية. وهذا ليس امرا يستهان به في ساحة سياسية مليئة بالهواجس. في اجواء الشك وجنون الاضطهاد في الساحة السياسية، فان هذا يعد حتى نهجا منعشا. 

في أكثر من مناسبة واحدة اثبت لبيد بانه مصنوع من مواد اخرى ولا ينكر تحت الضغط السياسي. امام الانهيار المدوي لشركائه في أزرق أبيض، أصر على وحده القيمي والمبدئي ولم يغرى للدخول الى حكومة التناوب برئاسة نتنياهو. في حملة الانتخابات تعاطى مع ميرتس والعمل بسخاء سياسي كلفه مقعدا او اثنين، كي لا يمس بفرص احزاب الكتلة. ولكن فضلا عن ذلك صمد لبيد في اختبار الأنا. لاول مرة، حين تنازل عن الصدارة لعصبة الجنرالات في أزرق ابيض، والان عندما شق الطريق لنفتالي بينيت لرئاسة الوزراء، فيما ترك وراءه الرواسب الشخصية. يقال في صالحه انه في لحظة الحقيقة ترك الامر التافه والمصلحة الشخصية من اجل تحقيق الهدف الاكبر. 

ان رحلة لبيد الى قمة الساحة السياسية هي رحلة بناء ثقة مع الجمهور الاسرائيلي. هذا ليس سهلا على شخص خدم  كمراسل في صحيفة “بمحنيه” للوصول الى موقف القيادة في مجتمع تعد فيه الخدمة العسكرية القتالية كمسار تأهيل ضروري وكبطاقة دخول الى القمة.  ليس هكذا في واقع يملي جدول اعمال امني – سياسي. ومع ذلك رغم محاولة التخويف من حكومة يسار برئاسته تعرض للخطر بلاد اسرائيل، دولة اسرائيل وجيش الدفاع الاسرائيلي فان دولة اسرائيل لا تقف مع الظهر الى البحر. لبيد يبدي رباطة جأش ويطلق الاشارة انه يمكن بشكل مختلف. هذا ليس فقط نضجا سياسيا بل امكانية كامنة لعقد جديد مع المجتمع الاسرائيلي يتضمن تغييرا في سلم الاولويات، استقامة ونزاهة. لبيد موديل 2021  بات ليس فقط الشاب الوسيم من التلفزيون، وواجب الاثبات ملقي على عاتقه. اذا واظب على المقاييس التي تبناها واذا ما تسللت الى الساحة السياسية سيكون ممكنا الامل بحذر بانه يوجد مستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى