ترجمات عبرية

معاريف – بقلم اوريت لفي نسيئيل – انفجار سياسي اضطراري

معاريفبقلم  اوريت لفي نسيئيل – 17/6/2021

يقوض المبنى الائتلافي الجديد الفكرة التي قسمت المجتمع الاسرائيلي الى يمين ويسار وفقا للموقف من المسألة الفلسطينية“.

في نهاية سنتين هازتين  تحقق الامر الطبيعيتبادل الحكم في دولة ديمقراطية. يمكن فقط ان نأسف لمسرحية الرعب المعيبة التي نظمها اعضاء الجناح اليميني في الكنيست في موقف تنصيب الحكومة، دون قطرة رسميةوضبط للنفس. ناهيك عن الرد الهزيل لرئيس الكنيست المنصرف يريف لفين وعن الخفة التي انتقلت فيها دفة الحكم الى ايدي المنتخب الجديد. اناس امسكوا حتى يوم امس في ايديهم بالقوة، بالصلاحيات الواسعة وباسرار الدولة سلموا العصا لمن جاء بعدهم وكان الحديث يدور عن تبادل في موقع حارس الكتيبة.

ينبغي الامل في أنه بعد رحلة طويلة في قطار الجبال السياسي الذياندفع بسرعة مبالغ فيها، سيستوعب كل اللاعبين، في المعارضة وفيالائتلافانه لا يمكن ادارة الدولة بهذا الشكل على مدى الزمن. يجب الهدوء.  ومهما بدا هذا المطلب عبثيا الا ان هذا هو الهدف الاول  لحكومة بينيتلبيد والفكرة التأسيسية الجديدة لائتلاف الاطراف القصوى. في هذاالسياق  كان  محقا يئير لبيد حين قال على مدى كل حملة الانتخابات بانه لاحاجة لان يفكر مواطنو اسرائيل كل صباح بحكومة. فهم يفترض بهم ان يناموا جيدا في الليل وان يديروا نظام حياتهم وهم يعلمون بان الحكومة تعمل من أجلهم ولا تنشغل بصراعات الأنا وبالبقاء السياسي.

في  ظل  الرغبة في  العودة الى سواء العقل يجري في اسرائيل تحولسياسي. مختلف عن ذاك الذي ربط بين  ارئيل شارون وبين شمعون بيرس. اكبر بكثير من أزرق أبيض برئاسة ثلاثة رؤساء اركان وهاوٍ للملاكمة واحد. في اساس هذين المشروعين قبع الافتراض بان تبادل الحكم ممكن طالما كانيعتمد على بنية حزبية واسعة وعلى كتلة كبيرة في الكنيست تحظى بثقةجماهيرية لا جدال فيها. لا يزال من السابق لاوانه ان نقرر اذا كان انتهىعهد الاحزاب في اسرائيل، ولكن واضح أنه طرأ تغيير جوهر. فمعظمالاحزاب في الكنيست لا تجري سياقات ديمقراطية داخلية. الاحزاب فيالائتلاف الجديد قطعت شوطا طويلا آخر للانتقال من الارتباط على اساسالمواقف الايديولوجية الى تعاون يرمي الى خدمة مصالح جماهيرية واسعة.

يقوض المبنى الائتلافي الجديد الفكرة التي قسمت المجتمع الاسرائيليالى يمين ويسار وفقا للموقف من المسألة الفلسطينية. فالارتباط السابقة بين راعم وبين رئيس مجلسيشعسابقا يحطم كل المفاهيم القديمة. عمليا، أدتالاضطرارات السياسية الى حركة البندول التي دحرت المجتمع الاسرائيليالى الاطراف، لتغيير الاتجاه. هذا لا يعني ان الحكومة ستتمكن من التملص من التصدي للاضطرار الامني (وتشهد على ذلك البالونات الحارقة التياطلقت من قطاع غزة في اعقاب مسيرة الاعلام ورد الجيش الاسرائيليولا للواجب الاخلاقي لوضع حد للنزاع الاسرائيليالفلسطيني. ستكون علىهذا الائتلاف ضغوطا من كل صوب ممكنمن الداخل، من الخارج ومنكل العالم. وفي نهاية المطاف سيختبر وفقا لمدى النضج السياسي الذي يبديه شركاؤه، قدرة احتوائهم وبالاساس وفقا لالية التوازن الداخلي التي تسمح له بان يؤدي مهامه وان يتخذ القرارات عندما تنشأ خلافات الرأي،ومثل هذه ستثور على نحو شبه مؤكد اسرع مما هو متوقع.

فهل هذا هو الانفجار السياسي الاكبر؟ من السابق لاوانه ان نقدر. الانفجار السابق الذي ادى الى اقامة حزب كديما نشأ في اعقاب السأم الذي شعر به شارون وبيرس، كل منهما تجاه حزبه. كديما لم يدم طويلا فيالحكم لاسباب مختلفة ليس هنا المكان للتوسع فيها. اما الملابسات الحاليةفتختلف جوهريا. لم ينشأ هنا حزب مميز مع منتخب نجوم جرف وراءه الجمهور بوعود لفجر يوم جديد. العكس هو الصحيح، الائتلاف الجديد يشبه اكثر بطانية الرقع التي ترمي الى التغطية على آلام الديمقراطية الاسرائيلية.

من الصعب ان نعرف اذا كانت حكومة الاطراف القصوى سترفع اسرائيل  الى المسار الطبيعي.  فالانتقال  من وضع غير طبيعي الى وضع طبيعي ليس انتقالا سهلا مثلما لاحظ في  الماضي الكاتب أ. ب يهوشع في الصفحات الاخيرة من كتاببفض  الطبيعيةفي موقفه  من  النزاع الاسرائيليالفلسطيني واحتمالات احلال السلام. في نهاية المطاف،توجد عبثية وعدمية في الاوضاع الطبيعية.  فهي تنقصها الذرى  الجماليةلاوضاع النزاع، ومع ذلك توجد فيها طاقة كامنة. في ضوء الواقع السياسي الفوضوي الذي نعيش فيه في السنوات الاخيرة فان واجب البرهان ملقى الان على الحكومة الجديدة وليس اقل من ذلك على المجتمع الاسرائيلي كله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى